محطات مهمة في تاريخ علم النفس الاجتماعي
إعداد :د. عبدالخالق خضيرمدخل لعلم النفس الاجتماعي
تعريف كرتش وكرتشفيلد: هو العلم الذي يتناول بالدراسة سلوك الانسان في الجماعة, وهو بذلك يشمل جميع جوانب سلوك الفرد في الجماعة.اهم ملامح علم النفس الاجتماعي :-
1-المنهج العلمي هو اساس دراسة ظواهره والوصول الى النتائج وتفسيرها.
2-وحدة التحليل فيه كما في باقي فروع علم النفس هي الفرد, وليس الجماعة.
3-يهتم علم النفس الاجتماعي بدراسة التفاعل في المواقف الاجتماعية.
4-الحضور النفسي هو أساس التفاعل الاجتماعي, وقد يكون مباشر بمعنى ان يكون مصدر التنبيه او الشخص الذي اتفاعل معه موجود معي في اللحظة الراهنة. او غير مباشر بمعنى ان مصدر التنبيه او الشخص الذي يشكل مصدر من مصادر الحضور النفسي غير موجود في الموقف, فالأب مثلا قد يكون مشغولا بابنه رغم عدم وجوده معه .
اهداف علم النفس الاجتماعي
أهداف علم النفس الاجتماعي:-1-فهم السلوك الاجتماعي ومعرفة اسباب حدوثه والعوامل التي تؤثر فيه.
2-التنبؤ بما سيكون عليه السلوك الاجتماعي استنادا الى معرفة العلاقات الموجودة بين الظواهر الاجتماعية ذات العلاقة.
3-ضبط السلوك الاجتماعي والتحكم فيه من اجل الوصول الى نتائج صادقة تساعدنا في الحكم على الناس والسيطرة على سلوكهم.
الخطوط الرئيسية لعلم النفس الاجتماعي
1-كيف يؤثر فرد واحد في سلوك ومعتقدات الآخر, فمثلا لرجال الدين القدرة على تغيير افكاري الناس نحو شيء أو فعل معين...2- تأثير الجماعة على سلوكيات ومعتقدات اعضائها, على سبيل المثال قد تتفق جماعة ما بشأن معاداة طائفة معينة,
3-تأثيرا الاعضاء على نشاطات الجماعة وبنائها ، فالجماعة قابلة لأن تغير افكارها وقيمها تبعا لتأثير أفرادها(المفكرين او المصلحين).
4-تأثير جماعة واحدة على جماعات أخرى ، على سبيل المثال أن قد تفرض جماعة عرقية أو دينية قوتها وهيمنتها على الجماعات الأخرى.
بدايات الاهتمام بمواضيع علم النفس الاجتماعي:-
1-افلاطون (427-347) ق 0م:- وردت اراءه الرئيسية ذات العلاقة بمباحث علم النفس الاجتماعي في كتبه(جمهورية افلاطون, السياسي, القوانين) وتناول افلاطون القيادة او الزعامة وقال بوجوب معرفة القائد بسبل الخير وكيفية تطبيقها لتقويم اعضاء المجتمع, كما تحدث عن الزواج والاسرة واللغة. كذلك نظريته في تقسيم النفس الى ثلاث قوى (الشهوية والغضبية والعاقلة).بدايات الاهتمام بمواضيع علم النفس الاجتماعي:-
2-ارسطو (384-322ق0م) .اهم آراؤه ذات العلاقة بعلم النفس الاجتماعي وردت في كتابية (الخطابة والاخلاق النيقوماخية), فقد عرف الخطابة بأنها القدرة على النظر في كل ما يوصل للإقناع, وتناول ارسطو موضوع الصداقة وقال أن الإنسان لديه دافع اجتماعي بالفطرة, وكان اكثر واقعية من افلاطون فنظر للإنسان كحيوان بيولوجي يمكن تفهم طبيعته من خلال دراسة استعداداته العضوية والوراثية التي تؤدي بدورها الى تكوين ما يسمى بالسلوك الجمعي . وأكد على اهمية الدولة والمجتمع من جهة واهمية الجماعة مثل العائلة من جهة اخرى في مؤلفه الاخلاق . وقد قسم المجتمع الى مجموعتين المتمدنين والبربر كما أعتقد بأثر المناخ على نفسية الجماعة والمجتمع .مفكري الاسلام والاهتمام بمباحث علم النفس الاجتماعي :-
ابو بكر الرازي (864 م - 923م):- فيلسوف وطبيب ذائع الصيت, تطرق لبعض مسائل علم النفس الاجتماعي فقال بضرورة التعاون بين الناس, وتقسيم العمل فيما بينهم, وقال باستخدام الايحاء في العلاج, وله في الاخلاق نظرية تقزم على اللذة والالم, واللذة لديه نتيجة بسيطة للارتداد الى الحالة الطبيعية التي يسبب الالم اضطرابها.
الفارابي 874م - 950 م
يتفق مع ارسطو بوجود أساس نفسي فطري للحياة الاجتماعية لكن الاساس الفطري لدى الفارابي هو العجز عن سد الحاجات الاساسية لدى الفرد, وليس اشبه بغريزة التجمع, وتحدث الفارابي عن عوامل تماسك الجماعة كتشابه الخلق, والاشتراك في اللغة, وتناول الصفات اللازمة للقائد, وأكد الفارابي على ضرورة وجود القائد, وانه لا يمكن ان يكون أي شخص أو كيفما اتفق. كما بحث الجماعات البشرية وعوامل تكاتفها. وهذه جميعها من اهتمامات علم النفس الاجتماعي.احمد ابن مسكويه(941-1030):-
من انصار الفارابي, اهتم بدراسة العادات والحضارات والاخلاق, وكان من السباقين الى شرح العلاقات الاجتماعية بين الافراد, وعرّف العادة بانها: حالة للنفس داعية الى افعالها من غير فكر ولا روية.ابن سينا 980م- 1037م:-
اهتم بالأساس الاجتماعي للمرض النفسي، وهو يرى أن الاضطراب النفسي له علاقة بتفاعل الفرد مع الجماعة. ويقول بضرورة الحياة الاجتماعية للإنسان, وتناول مسائل القيادة والخصائص النفسية للقائد, وتحدث عن تأثر الوسط الاجتماعي المحيط على الفرد, لذا نراه اهتم بموضوع الصداقة والقدوة الحسنة, علاوة على ذلك أشار الى اهمية تأثير المناخ والوسط الجغرافي وتحدث عن ظاهرة تقليد المرؤوسين للرئيس .