مواضيع المحاضرة: تصنيف البحوث العلمية
قراءة
عرض



تصنيف البحوث العلمية


جامعة ذي قار كلية التربية للعلوم الانسانية قسم العلوم التربوية والنفسيةالمادة : منهج البحث العلميأستاذ المادة .أ .م .سعد طعيم

المحاضرة الثالثة

تصنيف البحوث العلمية
تُصنف البحوث العلمية بحسب أهدافها وطبيعة المشكلات المراد دراستها، وكذلك بحسب ظروف كل بحث والقائمين عليه..لذلك فكل نوع من البحوث له أهدافه ومنهجيته ووسائله..وعلى أساس ذلك يمكن تصنيف البحوث كالآتي:
1-التصنيف بحسب الهدف أو الغرض منها:
أ-بحوث أساسية أو نظرية. والهدف منها إما لتأكيد نظريات موجودة فعلاً، أو لوضع نظريات جديدة، وهي تسهم في نمو المعرفة العلمية بصرف النظر عن تطبيقاتها العملية.
ب-بحوث تطبيقية. والهدف منها تطبيق نظريات معينة، وتقويم مدى نجاحها في حل المشكلات التربوية.

2- التصنيف بحسب المنهج:

أ- البحوث التاريخية: ويقصد بالمنهج التاريخي، أنه "إعادة للماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها، ومن ثم تمحيصها وأخيراً تأليفها ليتم عرض الحقائق أولاً عرضاً صحيحاً في مدلولاتها وفي تأليفها، وحتى يتم التوصل حينئذٍ إلى استنتاج مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة" كما يعرف، بأنه ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعت في الماضي وصفاً كيفياً، يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها، والاستناد على ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي، وتوقع اتجاهاتها المستقبلية القريبة والبعيدة. وتُجرى البحوث التاريخية بهدف دراسة الأحداث الماضية وصفها وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى استنتاجات تتعلق بمعرفة أسبابها وآثارها، وللوصول إلى شرح مناسب لأحداث حاضرة، والتنبؤ بأحداث المستقبل على أسس علمية موضوعية. والبحث التاريخي فضلاً عن استخدامه في التاريخ، فاإنه يستخدم أيضاً في ميادين العلوم الاجتماعية، والعلوم الطبيعية، والقانون، والطب، والدين وذلك من أجل التأكد من صدق الحقائق وصحة المعلومات القديمة في هذه الميادين. وفي علم التربية وعلم النفس للبحث في تاريخ حالة أو ظاهرة أو مشكلة تربوية أو نفسية فردية او اجتماعية بهدف تشخيصها ووضع الحلول لها.. ورغم أن الظاهرة التاريخية ليست تجربة يمكن اعادتها والتأكد من صحتها، الا أن هذا لا يمنع الباحث من مراعاة وتطبيق أسس المنهج العلمي وبخاصة ما يتعلق بالدقة والموضوعية والامانة الفكرية والقياس الكمي وادراك العلاقات. ويمكن توضيح أهمية المنهج التاريخي بالاتي:
1- يمكّن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة على ضوء خبرات الماضي.
2-يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية.
3- يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها

4- يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي. ومن عيوب منهج البحث التاريخي أن المعرفة التاريخية ليست كاملة، بل تقدم صورة جزئية للماضي، نظراً لأن المعرفة متعلقة بالماضي، ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها، مثل التلف والتزوير والتحيز. وصعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب، الأمر الذي يجعل الباحث يكتفي بإجراء النقد بنوعية الداخلي والخارجي، وصعوبة التعميم والتنبؤ، وذلك لارتباط الظواهر التاريخية بظروف زمنية ومكانية محددة يصعب تكرارها مرة أخرى من جهة، كما يصعب على المؤرخين توقع المستقبل..
ب-البحوث الاستطلاعية أو الكشفية:
وهي الدراسات التي يقوم بها الباحث بهدف الكشف عن المشكلة، أو التأكد من وجودها، أو الظاهرة المراد دراستها. هي دراسة أولية تسبق البحث الأكثر تعمقاً وتوسعاً. وهذا النوع من الدراسات يقوم به الباحث عندما يكون ميدان البحث جديداً لم يسبق أن تم الخوض فيه أو أن المعلومات عنه قليلة. وتساعد الباحث على استيضاح مشكلة غامضة غير محددة في ذهنه، كما أنها تكشف له عن أهم النتائج التي توصلت اليها البحوث السابقة، وما اتبعه الباحثون من مناهج، وما صاغوه من فروض، وما أثاروه من مشكلات ينبغي أن توضع موضع البحث التجريبي وفي البحوث التالية، وقد تزوده بالاحصائيات اللازمة لدراسة مشكلة معينة. ومثال هذه الدراسات كاستطلاع الآراء حول ظاهرة معينة، ومن البحوث الكشفية البحوث المسحية Surveys وهي بحوث تستهدف جمع أكبر قدر من المعلومات عن الظاهرة، وهي على خلاف البحوث المتعمقة التي تستهدف الكشف عن أسباب الظاهرة والتي تتطلب إجراء تجارب. ومثالها جمع بيانات حول ظاهرة معينة كانتشار ظاهرة التدخين، او انتشار الجريمة..


ج- البحوث الوصفية والتحليلية:
وتستهدف وصف الظاهرة وصفاً كمياً أو كيفيا. وتتناول مشكلات محددة، والوصف والتقويم والتحليل، كما تستخدم في دراسات المتابعة لوصف حالة افراد بعد تدريب معين أو إجراء تجربة أو برنامج عليهم. يقوم الباحث بتحديد سمات وصفات وخصائص ظاهرة معينة تحديداً كمياً وكيفيا، وذلك في حالة أن تكون هناك بعض الدراسات التي أجريت في هذا المجال. كما وتستهدف الإجابة عن أسئلة أو اختبار فروض تتعلق بالحالة الراهنة لموضوع الدراسة باستخدام أدوات، من مثل: الاستفتاءات المسحية أو المقابلات الشخصية أو الملاحظة.

د- البحوث التجريبية:

وتُجرى هذه البحوث بهدف معرفة أثر متغير مستقل واحد على الأقل على واحد أو أكثر من المتغيرات التابعة. واختبار صحة الفروض المطروحة. وتتطلب الملاحظة تحت ظروف معينة يمكن للباحث ضبطها والتحكم بها، وتتبع التجربة خطوات محددة في البحث تبدأ بالملاحظة وايجاد وتعرف مشكلة الدراسة، وتنتهي بالنتائج، كما تشمل عدة عناصر ومتغيرات كالمجموعات الضابطة والتجريبية والمتغيرات المستقلة والتابعة. ومثال هذه البحوث دراسة أثر طريقة تعليمية في التحصيل الدراسي. وأثر برنامج علاجي في خفض القلق.. ويعتمد الباحث خلال التجربة الملاحظة الموضوعية الدقيقة المقصودة والمقيدة بشروط. ويتمكن من التحكم في مختلف العوامل التي يمكن ان تؤثر في السلوك، كما ويتيح الكشف عما بين الاسباب والنتائج من علاقات.
ه-منهج التأمل الباطني:
ويسمى كذلك بمنهج الاستبطان. ويعني التأمل الذاتي في محتويات الشعور سواء اكانت خبرات حسية أو انفعالية مع ملاحظة منظمة صريحة تستهدف وصف هذه الحالات وتحليلها أو تأويلها احيانا. وتكمن أهمية هذا المنهج في انه الوسيلة الوحيدة لدراسة بعض الظواهر والأحوال النفسية كالاحلام، والحالات الانفعالية للفرد. ويمكن الافادة منه في بعض الدراسات التجريبية عندما نسأله عما يشعر أو يسمع..ويعبر عن ميوله ومخاوفه والاجابة تحريرياً أو شفويا. وبالتالي يمكن علاج بعض الامراض وحل بعض المشكلات التي يواجهها. ومن أهم عيوب هذا المنهج أن الاستجابات قد لا تكون صادقة، أو لا يعبرعنها بدقة، ويمكن التمويه فيها من قبل الشخص المراد دراسته.
و-البحوث الارتباطية:
وتستهدف معرفة علاقة أو ارتباط بين متغيرين أو أكثر، ودرجة هذه العلاقة. ويعبر عن درجة العلاقة بين المتغيرات بمعامل الارتباط. مثل دراسة عن علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي.
وهنالك مناهج بحثية اخرى كالمنهج التتبعي الذي يتتبع فيه الباحث قدرة أو سمة معينة لدى افراد من فئة عمرية محددة، وتمتد لفترة محددة قد تكون أشهر أو سنوات لمعرفة التطور أو التغير الحاصل فيها، كالدراسات عن النمو العقلي واللغوي، والنمو الاخلاقي..كذلك المنهج الاكلينيكي العلاجي الذي يستهدف دراسة بعض الامراض والاضطرابات النفسية.. ويستخدم وسائل عدة لجمع البيانات اللازمة ومنها دراسة الحالة، والملاحظة، واجراء المقابلات. وعادة يتم تحديد الطريقة والادوات المناسبة لدراسة كل حالة على حدة لأنها حالات فردية في الغالب، ويمكن تعميم نتائج مثل هذه الدراسات في حالة أن تكون أسباب المشكلات واعراضها متشابهة الى حد ما، يمكن أن تنطبق على أفراد عدة.

أخلاقيات البحث العلمي Research Ethics

تقتضي أخلاقيات البحث العلمي احترام حقوق الآخرين وآرائهم وكرامتهم، سواء أكانوا من الزملاء الباحثين، أم من المشاركين في البحث أم من المستهدفين من البحث، وتتبنى مبادئ أخلاقيات البحث العلمي عامة قيمتي " العمل الإيجابي " و " تجنب الضرر " ، وهناك بعض الاعتبارات بالنسبة للسلوك الأخلاقي تتضمن الآتي :
-المصداقية ( Truthfulness ) يجب أن يكو نقل بيانات ونتائج البحث بصدق، وأن يكون الباحث أمينا فيما يننقله، وألا يكمل أية معلومات ناقصة أو غير كاملة، فلا يعتمد على الظن، ولا يحاول إدخال بيانات معتمدا على نتائج النظريات، او دراسات لباحثين آخرين

• الحيادية والأمانة العلمية ( ) بمعنى أن لا ينحاز الباحث في تناوله موضوع بحثه لأهوائه وآرائه الشخصية، ولا لفئة معينة يجري عليها البحث، فعليه أن يكون أميناً في في الكتاب فيما ينقل عن المراجع والمصادر العلمية السابقة، وفي تحليل وتفسير نتائج البحث، فلا يتلاعب بها، ولا يفسرها بحسب ما يحب أو يتمنى.

- الخبرة ( Expertise ) يجب أن يكون العمل الذي يقوم به في الباحث مناسباً لمستوى خبرته وتدريبه، عليه ان يفهم النظرية بدقة قبل أن تطبقي المفاهيم أو الإجراءات. كما عليه الاستعانة بمن هم اكثر خبرة ودراية منه في مجال بحثه.

• السلامة( Safety ) على الباحث ان لا يعرّض نفسه أو الآخرين ممن يجري عليهم التجربة لخطر جسدي أو أخلاقي، ولا يحاول تنفيذ بحثه في بيئات قد تكون خطرة من النواحي الجيولوجية، الجوية، الاجتماعية، أو الكيميائية، كما أن سلامة المستهدفين من البحث مهمة أيضا ، فلا يعرضهم للإحراج أو يشعرهم بالخجل أو يعرضهم للخطر في موضوع بحثه.


• الثقة ( Trust ) يحاول الباحث أن يبني علاقة ثقة مع الذين يعمل معهم ، حتى يحصل على تعاون أكبر منهم ونتائج أكثر أدقة، ولا يستغل ثقة الناس الذين تقوم بدراستهم .
-الموافقة (Consent ) لا بد من حصول الباحث على موافقة سابقة من الذين يود العمل معهم خلال فترة البحث، إذ يجب أن يعلم الأفراد المراد دراستهم أنهم تحت الدراسة.

- مراعاة حق الانسحاب ( Withdrawal )الناس لديهم الحق للانسحاب من الدراسة في أي وقت، فالمشاركون غالبا ما يكونوا متطوعين ويجب معاملتهم باحترام، وأن الوقت الذي يخصصونه لأجل البحث يمكنهم أن يقضوه في عمل آخر أكثر ربحا وفائدة لهم، ولهذا السبب يتوقع انسحاب بعض المشاركين، والأفضل أن يبدأ البحث بأكبر عدد ممكن من الأفراد تحت

الدراسة ، بحيث يمكن الاستمرار مع مجموعة كبيرة كافية ليتأكد من أن نتائج بحثه ذات معنى .
• التسجيل الرقمي ( Digital Recording ) لا يقوم الباحث بتسجيل الأصوات أو التقاط الصور أو تصوير فيديو دون موافقة المستهدفين من البحث إلا بموافقته المسبقة، وأن لا يحاول استخدام آلات تصوير أو ناقلات صوت مخبأة لتسجيل أصوات وحركات المستهدفين، وطلب الموافقة بعد التصوير غير مقبول .
• التغذية الراجعة ( Feedback ) يمكن إعطاء المستهدفين بالبحث ملخصاً أو بعض العبارات والتوصيات قد تكون مهمة لديهم وتفي بالغرض المطلوب، ومهم جداً أن عرض الصور عليهم والأصوات أو النصوص المطبوعة للعبارات التي قالوها مسبقا قبل النشر، حتى لا يتعرض المستهدفون لأي ضرر جسدي أو معنوي بسبب التفسير لما قالوه أو فعلوه، والتأكد من أخذ الموافقة المسبقة قبل النشر .

• تجنب الأمل المزيف / الكاذب ( False Hope ) على الباحث أن لا بجعل المستهدفين يعتقدون من خلال أسئلته بأن الأمور سوف تتغير بسبب بحثه أو مشروعه الذي يجريه، ولا يعطي وعودًا خارج نطاق بحثه أو سلطته أو مركزه أو تأثيره.

• مراعاة مشاعر الآخرينVulnerability ) ) قد يكون بعض المستهدفين أكثر عرضة للشعور بالانهزامية أو الاستسلام بسبب عامل السن أو المرض أو ضعف القدرة على الفهم أو التعبير؛ فيجب على الباحث مراعاة مشاعرهم.

• تجنب استغلال المواقف ( Exploitation ) لا يستغل الباحث المواقف لصالح بحثه، فلا يفسر ما يلاحظه أو ما يقوله الآخرون بشكل غير مباشر حتى يخدم بحثه .

• الحفاظ على سرية المعلومات ( Anonymity ) على الباحث حماية هوية المستهدفين في كل الأوقات، فلا يعطي أسماء أو تلميحات تؤدي إلى كشف هويتهم الحقيقية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحويل الأسماء إلى أرقام أو رموز مع التأكد من إتلاف كل ما يتعلق بهوية المستهدفين بعد انتهاء الدراسة .

- مراعاة حقوق الحيوان ( Animal Rights )يجب معاملة الحيوان ورعايته الرعاية اللائقة به والإحساس بمدى الألم والإنزعاج عنده، هذا بالتوافق مع متطلبات أهداف أي دراسة أو بحث يجريه الباحث، ويجب أن يبحث عن النصيحة من الخبير في مجال البحث الذي يجريه قبل البدء بأي دراسة تقتضي وجود حيوانات سواء في المختبر أو في ميدان الدراسة



رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام 5 أعضاء و 270 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل