مفهوم الادارة التربوية : ان مفهوم الادارة التربوية مفهوم واسع يجسد مجموعة من الافكار والنظريات الفلسفية السائدة في المجتمع في صورة اجراءات وتدابير وضوابط تتحرك نحو تحقيق اهداف محددة وفقاً لسياسة الدولة , وهذا المصطلح الواسع يضم مفهوم الادارة المدرسية ، إلا ان هنالك خلط شائع بين هذين المفهومين ، اذ يطلقون اسم الادارة المدرسية على الادارة التربوية وبالعكس ، رغم ان لكل منهما دلالة مختلفة عن الاخرى ، فالإدارة التربوية تعني بالأعمال التي يقوم بها الاداريون في المستويات العليا في الجهاز التعليمي من حيث التخطيط والتنظيم واتخاذ القرار ، وتحديد الاهداف العامة ووضع المناهج والمقررات الدراسية وتحديد سن القبول في المدرسة وسن الانتهاء منها ، وتحديد السلم التعليمي وتحديد مواعيد الامتحانات والاشراف على النشاطات والفعاليات المدرسية المختلفة وتمويل وادارة هذه النشاطات ، وهذه الادارة مسؤولة عن رسم السياسات التعليمية وتقديم المساعدات المالية والفنية للإدارات المدرسية وامدادها بالقوة البشرية اللازمة لتنفيذ السياسة العامة المقررة وتحقيق الاهداف المحددة ، فضلاً عن ان الادارة التربوية يرأسها وزير مسؤول عن تنسيق سياسة التربية التعليمية .
ويقوم مفهوم الادارة التربوية على أربعة مبادئ اساسية هي :1ـ مبدا النظام الكلي : وهذا المبدأ ينظر الى المؤسسة التربوية بأنها مجموعة من الاجزاء والعناصر التي يتم التنسيق بينها لتحقيق اهداف المؤسسة .2ـ مبدأ تحديد الاهداف : وهذا المبدأ مرتبط بالتخطيط ، وهنا ترتكز استراتيجية الادارة على الاستراتيجية الزمنية ، والقياس الكلي ، الشمول ، الجدية .3ـ مبدأ المشاركة والالتزام : وهو تحمل الفرد لجزء من المسؤولية وان يشارك بجهده وخبرته في تحديد الاهداف العامة في حدود قدرته وامكانياته ، وهذه المشاركة تولد لدى الفرد شعور بالالتزام لتحقيق الاهداف .4ـ مبدأ الرقابة تقويم الاداء : يتم هذا المبدأ من خلال التنفيذ لتحقيق الاهداف ، وتسعى استراتيجية الادارة في الحصول على تغذية راجعة مستمرة من مواقع المسؤولة عن مدى التقدم .وتعرف الادارة التربوية " هي كل عمل منسق ومنظم يخدم التربية والتعليم ويتحقق من ورائه الاغراض التربوية تحقيقاً يتماشى مع الاهداف الاساسية في التعليم "
الاتجاهات المعاصرة في الادارة التربوية :يمكن توضيح الاتجاهات المعاصرة في الادارة التربوية بالنقاط الاتية :أـ ان الادارة التربوية أصبحت لها علماً له مفاهيمه واصوله وقواعده واساليبه وطرائقه وممارسته ، ولم تعد الادارة تعتمد على الخبرة والاجتهادات الشخصية .ب ـ ان الادارة التربوية هي اساس او تطوير او تحديث للتعليم في سبيل تحقيق أهدافه لتطوير المجتمع وتنميته .ت ـ ان الادارة التربوية الحديثة تعتمد على الجهد الجماعي وعلى العلاقات الانسانية والمشاركة وليس التسلط والفردية .ث ـ إن استخدام التقنية بأبعادها المختلفة الآلية والعقلية والاجتماعية أصبحت في أساس الإدارة التربوية الحديثة .ج ـ ان العناية بالعنصر البشري في اختياره وتأهيله وتدريبه يأتي في أولويات التطوير الاداري المعاصر .
وظائف الادارة التربوية : 1ـ التخطيط يعد التخطيط سمة من سمات العصر فبواسطته تستطيع ان تحدد الوسائل والتدابير الموصلة لتحقيق الأهداف فمهمة التخطيط بالدرجة الاولى تحديد الوسائل لبلوغ الأهداف وبذلك فقد عرفت الخطة أنها " مجموعة من التدابير المحددة التي تتخذ من اجل تنفيذ هدف معين " ، وها يعني ان مفهوم الخطة يحدده عنصران اولهما وجود هدف معين نريد الوصول اليه وثانيهما وضع تدابير محددة ووسائل مرسومة من اجل بلوغ الهدف ، وفي ضوء ذلك يمكن تعريف التخطيط " بأنه اسلوب علمي منظم لتوجيه الانشطة او البرامج في ضوء الامكانيات البشرية والطبيعية لتحقيق الاهداف .أنواع التخطيط :اولاً : تخطيط طويل الاجل : يتم في التخطيط طويل الاجل الاعداد المسبق للأعمال الخاصة لأي مؤسسة تربوية لا تقل مدته عن سنة واحدة فأكثر ، ويلزم قبل التعامل مع التخطيط طويل الاجل دراسة الظروف البيئية المحيطة بصورة دقيقة وصحيحة لا نه ربما يسبب طول المدة اللازمة للتنفيذ حدوث انحرافات بين الناتج الفعلي وبين الخطة المرسومة .ثانياُ: تخطيط قصير الاجل : يقتصر هذا النوع من التخطيط على تحديد العمليات الجارية او التي تجري خلال فترة لا تزيد عن سنة واحدة ، وان تخطيط قصير الاجل و تخطيط طويل الاجل يسيران في خط واحد والخطة القصيرة ماهي إلا جزء من خطة طويلة الاجل ، ويمتاز تخطيط قصير الاجل بالتجاوب مع الاحداث الطارئة والمؤقتة ، كذلك يكون اكثر صحة ودقة من تخطيط طويل الاجل .
مقومات الخطة الناجحة : ـ ان تكون اهدافها متطابقة لاستراتيجياتها بشرط ان تكون دقيقة وواضحة وقابلة للقياس ولها نظرة مستقبلية .ـ الاعتماد في جميع مراحلها على خمس عناصر هي ( الهدف ، المكان ، الزمان ، الوسيلة ، الشخص ).ـ يقترن تنظيمها برقابة فعالة .ـ ان تكون هناك مشاركة في أعداد الخطة فمثلاً يشارك في أعداد الخطة داخل المؤسسة الإدارية المدير والعاملين معه .ـ تعتمد على المرونة الواقعية .ـ الاستفادة من الموارد البشرية والمادية المتاحة .2ـ التنظيم : يعني التنظيم مجموعة من الناس تعمل معاً بانسجام من أجل تحقيق أهداف معينة لا يتمكن من تحقيقها كل فرد على حدة ، اما عملية التنظيم فتعني تحديد الهيكل والاطار الذي تتشكل فيه الجهود لتحقيق الهدف ، تلك الجهود التي ينبغي ان تتكامل وتنسجم مع بعضها البعض ليتم الأداء بكفاية وفاعلية ، اما اهم المبادئ الاساسية للتنظيم هي :ـ مبدأ وحدة الهدف : لكل مدرسة اهداف تسعى الى تحقيقها وتوضيحها للعاملين في المدرسة وهو امر ضروري لمعرفة خطة العمل اليومية .ـ مبدأ التنسيق : هو التعاون بين المدير والعاملين معه باستخدام الاتصالات الافقية والعمودية .ـ مبدأ المسؤولية : تظهر المسؤولية بين المدير والعاملين معه في الاعمال اليومية إذ تكون للمدير سلطة على العاملين معه لغرض توزيع الاعمال بينهم بشكل منتظم .
3ـ الاتصال : الاتصال هو نشاط إنساني يمارسه الانسان في كل لحظة من حياته اليومية ، ينقل بواسطته رغباته ومشاعره ومطالبه الى الناس الآخرين ، ثم يختار لها الوسائل الممكنة التي تحقق تلك الرغبات بصورة ناجحة وفعالة .عناصر الاتصال : المرسل: وهو الشخص الذي يقوم بأرسال الرسالة أي انه مصدر الرسالة وهي بمثابة نقل فكرة او معلومة الى طرف آخر، ويجب ان تتوافر لديه الوسيلة المناسبة لنقل ما يريد من آراء وافكار ومشاعر.المستقبل: وهو الشخص او الجهة التي تستقبل الرسالة، وتقوم بحل رموزها بهدف التوصل الى تفسير محتواها وفهم مدلولها وينبغي ان تتوفر لديه بعض السمات مثل المعرفة الشخصية والإدراك والفهم وغيرها.الرسالة: وهي المضمون او المعلومات والمحتوى الذي يرغب المرسل في نقله الى المستقبل، كما تشير الرسالة الى فكرة او الطلب او الهدف المطلوب توصيله من المرسل الى المستقبل، وتكون الرسالة على نوعين رسالة مكتوبة وتمثل المفاهيم والافكار والآراء مصاغة على شكل لغة مكتوبة تتم قراءتها، فائدتها توصيل المعلومات كما هي دون تحريف أو تشويش ، ورسالة لفظية .الوسيلة أو قناة الاتصال: وهي القناة التي من خلالها تمر الرسالة بين المرسل والمستقبل، ويمكن للقائد التربوي اختيار الرسائل المناسبة او المتوفرة لتوصيل الرسالة، منها السمعية او البصرية او التي بين السمعية والبصرية، وقد تكون الوسيلة الحواس بشكل مباشر.
-التغذية الراجعة: تمثل عملية فهم الرسالة والقدرة على الاجابة عليها وقد تكون لفظية او غير لفظية.5-التشويش: وهي الاشياء التي يمكن ان تقلل من دقة وفاعلية عملية الاتصال ويمكن ان تظهر في أي مرحلة من مراحل الاتصال، فقد يسبب المرسل تشويشاً من خلال عيوب صوته او فكره، او قد تكون الوسيلة (قناة الاتصال) سيئة التوصيل، او قد يكون سبب المستقبل نفسه في فكره او قدرته على تحليل وفك الرموز. أشكال الاتصال :أـ الاتصال الرأسي الهابط : وينطلق من المستوى الأعلى للمؤسسة ، اي من هرم السلطة المؤسسة الى من هم أقل سلطة ، وتكون الغاية منه توفير انسجام الاعمال المختلفة وتنسيق الجهود المختلفة لخدمة الأهداف العامة الموضوعية للمؤسسة .ب ـ الاتصال الصاعد : ويكون مكملاً للاتصال الهابط باتجاه معاكس ، اي يتم من السلطات الدنيا الى الاعلى ويتم اغلب الاحيان لغرض ارسال استفسارات او حل بعض المشكلات .ت ـ الاتصال الافقي : وهو الاتصال الذي يتم بين الزملاء اثناء العمل في المؤسسة وغالباً ما يكون هذ الاتصال مباشر بين الافراد او الموظفين .
معوقات الاتصال: لا يتم الاتصال في التنظيم بدون مشاكل أو معوقات ، إذ قد تتعرض عملية الاتصال لبعض المعوقات التي تقلل من كفاءته، وهذه المعوقات تؤدي إلى عملية التشويش على عملية الاتصال نفسها . وهنالك معوقات تؤثر على عملية الاتصال التربوي تتمثل بما يأتي:عوامل سيكولوجية: وتتمثل بالدوافع والاتجاهات التي يحملها الفرد.عوامل فسيولوجية: وتتمثل في الاعصاب والاوضاع الجسمية والصوت.عوامل مادية: وتتمثل في مكان الاتصال وقت وصول الرسالة، طولها، وضوحها.عوامل ثقافية: وتتمثل في مستوى المرسل وخبراته، ومستوى المستقبل وخبراته
4ـ التوجيه : تعتبر التوجيه ابرز عناصر الادارة لأننا نرى عملية التوجيه السلطة وهي تعمل ونرى عمالاً واجراءات تتخذ ، وعملية التوجيه في الادارة ليست سهلة لأنها تتضمن توجيهاً مزدوجاً للسلطة والمعرفة معاً ، واستخدام السلطة في توجيه العملية التربوية يقتضى معرفة بأهداف وطبيعة هذه العملية والقوى الاجتماعية المؤثرة عليها ، ويعرف التوجيه بأنه "العملية التي يتم بها الاتصال بالمرؤوسين لإرشادهم وترغيبهم والتنسيق بين جهودهم وقيادتهم الى تحقيق الاهداف " اهداف التوجيه :ــ يهدف الى مساعدة الفرد الى معرفة قدراته واستعداداته حتى يتحقق له اقصى قدر ممكن من النمو المتكامل .ــ يهدف الى مساعدة اعضاء الهيئة التدريسية والطلبة على التغلب على الصعوبات والمشكلات التي تواجههم اثناء تأدية المهمات والواجبات الموكلة اليهم.ــ يهدف الى العمل التعاوني المتواصل ذي الاتجاهين من الرئيس الى المرؤوسين وبالعكس ويتم التوجيه السليم بروح انسانية .ــ يهدف الى مساعدة الموظفين الاداريين كلاً بحسب اختصاصه لعقد الندوات مع أولياء آمور الطلبة وبث التعاون بين البيت والمدرسة لتحقيق التعاون بينهما .
أهم واجبات المدير الفعال في برنامج التوجيه المدرسي :أـ بناء علاقات حسنه بينه وبين العاملين في المدرسة حتى يكونوا قدوة للطلبة وتوفير المناخ الذي يجعل المدرسين والعاملين على ثقة في المدرسة .ب ـ أن يكون ملماً ببرنامج التوجيه واساليبه وان يكون متابعاً لما يكتب في هذا المجال بحيث يجعل من التوجيه فعالاً .5ــ التنسيق : تتناول الادارة التربوية أغراضاً وعمليات متعددة تتعلق بالمباني والانشاءات والتجهيزات والكتب والمناهج والبرامج والتلاميذ وغير ذلك ، وكل عنصر من هذه العناصر يتشابك مع غيره ، ولذلك كان من الضروري أن تعمل جميعها في تجانس ووحدة في الجهد ، وهذه هي الوظيفة الاساسية للتنسيق في العمليات الادارية .
6ــ الرقابة : وهي ضرورة واضحة في العمليات الادارية ، فالمرء لا يستطيع ان يوجه العمل بدون ان يكون متحكماً في القوى المنشطة له ، والعوامل الأخرى المرتبطة به ، فالميزانية مثلاً تفقد معيارها الحقيقي اذا لم تكن هناك رقابة على الانفاق ، وقد تكون الرقابة مباشرة اذا كانت من خلال إشراف شخص مباشر مستمر ، او غير مباشرة اذا اعتمدت على النظام اشراف غير مباشر ، وقد تكون الرقابة بواسطة القوة الجسمية او قوة القانون والتعليمات او القوى الاجتماعية مثل العادات والتقاليد واخلاقيات المهنة .7ــ التقويم : التقويم هو وسيلة تمكن المدير من معرفة النتائج المترتبة على تنفيذ الخطط ومقارنتها بالأهداف الموضوعة لها ، وبالتالي يقرر المدير مدى تحقيق من الاهداف المتوخاة .أسس التقويم : يقوم التقويم على بعض الاسس هي :ــ جمع المعلومات والبيانات عن طريق القياس ثم اصدار احكام في ضوء تلك البيانات ــ يعد التقويم عملية ضرورية تقتاضيها طبيعة أي عمل بصفه عامة والعمل التربوي بصفة خاصة .ــ يعتبر وسيلة مهمه لمعرفة مدى التقدم الذي يحرز الفرد او الجماعة نحو تحقيق الاهداف للحصول على الأدلة اللازمة التي يمكن ان تحدد نواحي القوة والضعف في اي برنامج عمل .
8ــ اتخاذ القرار : يعد اتخاذ القرار هو أساس العملية الادارية وقلبها النابض ، فالوظائف الادارية من تخطيط والتنظيم والاتصال والتوجيه وغيرها تستوجب اتخاذ قرارات في كل جانب من جوانبها ، فالقرار هو لب العملية الادارية والمحور الاساسي الذي تدور حولة كل جوانبها وتركيب التنظيم الاداري ، اما اهم مميزات اتخاذ القرار فهي :ـــ انها عملية تقوم على الجهد الجماعي المشترك .ـــ انها عملية تتصف بالعمومية والشمولية .ــ انها عملية ديناميكية مستمرة .ـــ تتأثر بعوامل ذات صبغة انسانية اجتماعية ،كون ان عملية اتخاذ القرارات تتأثر بعوامل نفسية نابعة من شخصية متخذ القرار .ـــ انها عملية تعتمد على الماضي والمستقبل ، فالقرار الاداري لا يتخذ بمعزل عن بقية القرارات التي سبق اتخاذها ، بل يعد حلقة من سلسة قرارات .