مواضيع المحاضرة: مفهوم التربية وأهدافها
قراءة
عرض

المرحلة الأولى

المادة : أسس التربية
الموضوع :مفهوم التربية وأهدافها
أستاذ المادة :الأستاذ الدكتور عماد جاسم حسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعدد وجهات النظر في مفهوم التربية وتعددت تعاريفه بتعدد الباحثين والعلماء ،اذ يرى العالم ليتري ان التربية((العمل الذي نقوم به لتنشئة طفل او شاب وانها مجموعة من العادات الفكرية او اليدوية التي تكتسب ومجموعة من الصفات الخلقية التي تنمو)).اما بالنسبة الى العالم هربارت فقد عرف التربية على انها((موضوع علم يجعل غايته تكوين الفرد من اجل ذاته بأن نوقظ فيه ضروب ميوله الكثير ))اي اننا نعمل على تنمية المهارة التي يمتلكها ذلك الطفل.
كذلك قام العالم وليم جيمس بتعريف التربية بأنها((مادة فن تكتسب في الصف عن طريق ضرب من الحدس وعن طريق الملاحظة التعاطفية للوقائع والمعطيات ))كما وصف التربية هنري جولي بأنها((مجموعة الجهود التي تهدف الى ان تيسر للفرد الامتلاك الكامل لمختلف ملكاته وحسن استخدامها)).
كما عرف جون ديوي التربية ((انها مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع او زمرة اجتماعية ان تنقل سلطاتها او اهدافها المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموها المستمر ))وكأنه يقول ان التربية هي الحياة.
خلاصة نقول ان التربية هي عملية اعداد افراد انسانيين في مجتمع معين وفي زمان معين ومكان معين حتى يكتسبوا المهارات والقيم والاتجاهات وانماط السلوك المختلفة التي تجعل منهم مواطنين صالحين في مجتمعهم متكاتفين مع الجماعة التي يعيشون معها اي ان التربية عملية تعليم وتعلم لانماط مختلفة من السلوك الانساني.
اذن فلابد من القول ان غاية التربية هو الانسان ،فهو الى جانب كونه اداة للتربية والتنمية هو الغاية العظمى لها ،كما ان غاية التربية هو المجتمع على اعتبار ان التربية عملية اجتماعية هدفها اعداد الفرد للحياة في مجتمع معين ثم تنمية ذلك المجتمع وهي في الوقت نفسه وسيلة هامة من وسائل الانتاج وعنصر هام من عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهي ضرورة فردية وضرورة اجتماعية ،فلا الفرد يستطيع ان يستغني عنها ولا المجتمع وككلما ارتقى الانسان في سلم التطور ازدادت حاجته للتربية وهي بمعناها الواسع كل نشاط يؤثر في تكوين الانسان سلبا او ايجابا ايا كان مصدر هذا التاثير وهي وسيلة الاستمرار الاجتماعي للحياة .
ان التربية في نظر العلم الحديث هي عملية التكيف او التفاعل مابين الفرد وبيئته وبموجب هذا التعريف تعني التربية النمو والتغيير في الانسان لكي يستطيع ان يواجه الظروف والعوامل البيئية ويكون بمقدوره العمل والتعامل معها بأسلوب يخدمه ويخدم افراد جنسه وهي عملية تطبيع مع الجماعة وتعايش معهم .

اهداف التربية :

1-ان يربى الفرد لكي يعيش ويكسب عيشه وان يعمل ويحترف حرفة او يمتهن مهنة لكي يعيش منها ،فالعمل ليس واجبا انسانيا فحسب بل انه يعتبر متعة وتحقيقا لانسانية الانسان وتنمية لشخصيته وتكوينا لاخلاقه والتربية في كل زمان ومكان لاتستطيع ان تتجاهل هذا الهدف وكل تربية سواء كانت في البيت او في مؤسسات المجتمع لاتهيئ المتربي للعمل تعد تربية ناقصة.
2-تعد التربية الجسدية هدفا من الاهداف التربوية وقد كان هذا الهدف في وقت من الاوقات وفي بعض المجتمعات الهدف الوحيد ،ففي التربية اليونانية وبخاصة اسبارطة كان الهدف الاساسية للتربية هو ان يخرج المجتمع جنودا اشداء يتمتعون بأجسام قوية ولذلك كانوا يلجأون الى تعريض المولود الجديد لعادات الطبيعة فأن مات اعتبروا انفسهم سعداء لانهم تخلصوا من شخص ضعيف وان عاش اعتبروه صالحا للبقاء ،فضلا عن ذلك فأن تربية الجسد ضرورة للعقل وضرورة للعاطفة وضرورة للعمل لخدمة المجتمع.
3-تهدف التربية الى تكوين الخلق والمقصود بذلك ان تعمل التربية في البيت وفي جميع المؤسسات التربوية على ان تعد مواطنا حسن الاخلاق مهذب الطبع حسن التعامل مع افراد مجتمعه،وعلى الرغم من ان المفهوم الاخلاقي يختلف من زمان لاخر ومن مكان لاخر وبالنسبة لطبقة دون اخرى وان كان هنالك اتفاق في بعض العموميات ،كما انه يتأثر بالقيم الدينية والمفاهيم الاجتماعية ،ومع ذلك فأن جميع المجتمعات لها مفاهيمها الاخلاقية ومثلها العليا التي تحب لاجيالها ان يتحلوا بها.
4-تنشئة المواطن الصالح الذي يعرف واجباته الوطنية ويؤديها من تلقاء نفسه ويعرف حقوقه فلا يتنازل عنها وان يعلم ان لنفسه عليه حقا ان لمواطنيه عليه حقا ايضا ويحترم ذاته ويحترم الاخرين بغض النظر عن اللون والعرق والدين والطبقة الاجتماعية.
5-التربية العقلية والتي تعد من الاهداف الرئيسة لكل تربية صحيحة لانها تهدف الى تكوين العادات العقلية وتعويد الطفل على اتخاذ مواقف علمية موضوعية من المشاكل التي قد تصادفه والمسائل التي تعترضه في حياته ،كما ان تنمية العقل يجب ان لايقتصر على مجرد الحصول على المعلومات دائما بالصول على العادات العقلية والفكرية الصحيحية وام مثل ذلك لا يتم الا على اساس الايمان بالعلم والايمان بالحقيقة والايمان بقدرة الانسان على التقدم.
6-ان نقل التراث الثقافي وتعزيزه يعد هدفا اخر من اهداف التربية فكل امة ترغب في نقل تراثها وعاداتها وتقاليدها ومعارفها وطرائق حياتها الى الاجيال الجديدة وهي تهدف في ذلك من اجل تمكينهم في الحياة وايضا من اجل الحفاظ على تراثها الوطني والقومي والحفاظ على عاداتها وتقاليدها ومثلها العليا.



رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام عضو واحد فقط و 920 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل