مواضيع المحاضرة: تنافس القوى الاقليمية والدولية على البلاد العربية من القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر
قراءة
عرض


المحاضرة الثانية / مادة تاريخ البلاد العربية الحديث
كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم التاريخ
المرحلة : الثانية
استاذ المادة : شيماء ياس خضير العامري
تاريخ النشر : 14 - آذار - 2020
محاضرة اليوم : الفصل الثاني : المعنون تنافس القوى الاقليمية والدولية على البلاد العربية من القرن السابع عشر وحنى القرن التاسع عشر
تطرقنا في المحاضرة السابقة الى الاهمية الاستراتيجية للخليج العربي والغزو البرتغالي والهولندي
محاضرة اليوم : الغزو الفرنسي والانكليزي للخليج العربي والمنافسه الدولية بينهما
ثالثا : الغزو الفرنسي للخليج العربي
بدأت أولى المحاولات الفرنسية للاتجار مع الشرق عام ١٦٠١ حتى تمكنت في عام ١٦٠٤ من تأسيس شركة الهند الشرقية الفرنسية ولكنها كانت مؤسسة هزيلة ما أن بدأت حتى قعدت عن العمل ، الا انه في عام ١٦٢٨وصل راهبان فرنسيان إلى بلاد فارس ولقيا الترحيب من قبل شاه فارس فأعيد تأسيس شركة الهند الشرقية الفرنسية من جديد سنة ١٦٤٢.
السؤال هنا /ماهي الامتيازات التجارية التي اثمرت عنها جهود الراهبان في اعادة فتح شركة الهند الشرقية الفرنسية ؟
الجواب / استطاعا أن يحصلوا من الشاه على إعفاء للتجار الفرنسيين من رسوم الكمارك والمكوس ولمدة ٣ سنوات ، كما استطاعوا تاسيس وكالتين إحداهما في بندر عباس والأخرى في أصفهان .
السؤال الاخر/ هل كان لفرنسا نشاط تجاري مع الخليج العربي ؟
الجواب / يمكن القول إجمالاً إن فرنسا لم تحض في الخليج العربي حتى نهاية القرن السابع عشر بأكثر من ممارسة تجارية بسيطة وإن دورها السياسي كان محدوداً جداً في أحداث الخليج وكانت الصعوبة التي واجهت الفرنسيين هي المقاومة النشطة للإنكليز والهولنديين.
وفي مطلع القرن الثامن عشر عادت فرنسا إلى تنشيط فعاليتها الشرقية فتمكنت من تقوية مركزها في الهند وتعزيز مركزها التجاري في بوند شيري وعادت إلى تعزيز علاقاتها مع الفرس حيث توصل الطرفان في أيلول ١٧٠٨ إلى عقد معاهدة تألفت من ٣١ مادة تضمنت تسهيلات للتجار الفرنسيين منها إعفاؤهم من الضرائب لمدة ٥ سنوات الا ان النشاط الفرنسي مع الساحل الشرقي للخليج العربي توقف نتيجة الفوضى والاضطراب الذي ساد المنطقة بعد سقوط الصفويين وتصاعد نشاط القوى العربية في تلك المنطقة واشتداد المنافسة بينهم وبريطانيا الا ان نشاطهم تزايد خلال الفترة التي أعقبت حرب السنوات السبع(١٧٥٦_١٧٦٣)لكن قيام الثورة في سنة ١٧٨٩أعاق تنفيذ ذلك الأمر .
وبعد الثورة الفرنسية حدث انعطاف في النشاط الفرنسي ، وبخاصة حينما نشبت الحرب الفرنسية – الإنكليزية في سنة ١٧٩٣ فتزايدت رغبة فرنسا في توسيع مناطق نفوذها ووجهت إلى الخليج العربي اهتماماً خاصاً .
السؤال هنا / تزايد النفوذ الفرنسي في الشرق والخليج العربي بعد الثورة الفرنسية .
الجواب / حيث دخل التنافس الفرنسي_الانكليزي في المحيط الهندي والخليج العربي طوراً جديداً حيث دأبت فرنسا على ضرب إنكلترا في الهند حتى أخذت هجمات الفرنسيين تزداد شدة على السفن الإنكليزية في أرجاء المحيط الهندي وبحملة نابليون على مصر التي نزلت في الإسكندرية في الأول من تموز ١٧٩٨ حيث حرص نابليون بونابرت على كسب بعض الحكام في المنطقة الا ان النشاط الفرنسي في الخليج العربي سرعان ما ضعف حين انتهت حملة بونابرت على مصر ولم تعد فرنسا قوة تخشاها حكومة الهند أو تخاف خطرها في الخليج العربي.
رابعا : الغزو الانكليزي للخليج العربي
وافقت الملكة إليزابيث على عقد تأسيس الشركة في ٣١كانون الاول ١٦٠٠ والتي سميت شركة الهند الشرقية الإنكليزية التي أرسلت بعثتها الأولى في سنة ١٦٠١بعد عام من تأسيسها فكانت بعثة رابحة لتليها البعثة الثانية بعد ذلك بسنتين حتى استطاعت الشركة في سنة ١٦٠٨من تأسيس قاعدة لها في سورات على الساحل الغربي من الهند القريبة من مستعمرة كوا البرتغالية .
وكان من حسن الصدف للإنكليز أن بداية ظهورهم في الخليج حدثت في وقت اشتداد النزاع بين الشاه الفارسي والبرتغال ففي سنة ١٦١٤ أرسلت شركة الهند الشرقية رسولين من سورات إلى أصفهان لأجل تمهيد سبل المتاجرة مع فارس.
السؤال هنا/ بداية النشاط الانكليزي على ساحل الخليج العربي ؟
الجواب / تعد سنة ١٦١٤ بداية النشاط الانكليزي مع ساحل الخليج العربي لاسيما بعد ان استطاع رسولان ارسلتهما الشركة الى اصفهان حيث استطاعا الحصول على ثلاثة فرامين موجهة من قبل الشاه إلى مختلف حكامه لإسداء المساعدة لجميع السفن الإنكليزية في الموانئ الفارسية ، ثم بعد ذلك بسنتين أي في سنة ١٦١٦ استطاع بعض تجار شركة الهند الشرقية الحصول على فرمان آخر فتقدمت سفن التجارة الإنكليزية من سوارت إلى جسك عند مدخل الخليج العربي وذلك سنة ١٦١٨ وأخذت التجارة الإنكليزية في جسك بالازدهار وقد عقب نجاح هذه الخطوة الأولى خطوات ناجحة إلى موانئ الخليج الأخرى .
كان من المقرر ان يصطدم النشاط الانكليزي مع الوجود البرتغالي في المنطقة ليحدث الاصطدام الأول بين الإنكليز والبرتغاليين سنة ١٦٢٠ في معركة جسك البحرية التي انتصر فيها الإنكليز ليضطر الأسطول البرتغالي إلى الانسحاب تحت ستار الظلام ونتيجة لتلك المعركة أصبح الإنكليز المسيطرين على جسك.
السؤال هنا / هل كانت معركة جسك نهاية المطاف بالنسبة للصراع التجاري بين الانكليز والبرتغال ؟
الجواب / لم تكن النهاية بل حدث اشتباك مسلح حاسم سنة ١٦٢٢ في هرمز التي كانت هدفاً للتجار الإنكليز كونها سوقاً تجارية زاخرة بالمال والثروة وتوارد البضائع عليها من الصين والجزائر والهند الشرقية لتستبدل البضائع بالحرير والخيول ولألئ البحرين حيث اسفرت المعركة عن اندحار البرتغاليين على الرغم من دفاعهم الشديد وهرب من نجا من حاميتهم نحو الجنوب واستولى الإنكليز على الجزيرة كما أن الصداقة الإنكليزية الفارسية ساعدت الإنكليز على ممارسة احتكارات اقتصادية في فارس وخاصة في مقاطعاتها الجنوبية وساعدت أيضاً على القضاء على منافسة الهولنديين.
استمر الإنكليز في توسعهم التجاري في حوض الخليج العربي ليتوجهوا إلى البصرة لأول مرة سنة ١٦٣٥ والتي لم تلبث البصرة أن أصبحت من أهم مراكز التعامل لشركة الهند الشرقية الإنكليزية فقد حصلت الشركة على موافقة الوالي العثماني بتأسيس مركز تجاري لها في البصرة وبالفعل أنشأ أول مركز تجاري إنكليزي في ١٦٤٣وأدركا من الجهات الإنكليزية لأهمية البصرة نقلت إليها مقر شركتها في بندر عباس ورفعت درجته إلى وكالة واستحصلت على موافقة السلطات العثماني على اعتبار وكيل شركة الهند الشرقية في البصرة بصفة قنصل إنكليزي فيها أصبح وضع الإنكليز في الخليج العربي على وجه الإجمال قوياً عدا المنافسة التي أخذ يبديها الفرنسيون خلال الفترة (١٧٤٠_١٧٨٣).
السؤال هنا / هل يمكن القول ان الانكليز اصبح لهم الأرجحية في حوض الخليج العربي تجارياً وسياسياً ؟
الجواب / نعم اذ اصبح للانكليز السيادة المطلقة في الخليج منذ سنة ١٨٧٢ بعد ان ارتبط آمن الخليج العربي بحكومة الهند مباشرة وتزايد نفوذ الانكليز الى درجة اشرفت على خطوط التلغراف بينه وبين الهند وفتحت لها عدة مصارف كما عقدت عدة معاهدات مع حكام الخليج والتي منحتها طابعا رسميا وقلصت من قدرت الحكام على التصرف بشكل مستقل دون موافقتها، وقد ادى ما كان يسمى بالسلم البريطاني الى زيادة الاستقرار وزيادة حجم التجارة في المنطقة حتى سعت الاسر الحاكمة الى الحصول على الحماية البريطانية كوسيلة لتامين حكمهم وحماية اقطارهم حتى انسحابها منه ١٩٧١.



رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام 0 عضواً و 172 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل