الاندلس قبل الفتح :
كانت جهود العرب مثمرة في نشر الدين الاسلامي الى بقية الاراضي التي كانت واقعة تحت الاحتلال الكسروي والبيزنطي فما ان اصبحت تلك الاراضي بيد العرب حتى اخذوا يتطلعون الى نشره خارج الجزيرة العربية فكانت الاندلس احدى تطلعاتهم وقبل الاسهاب في بيان وصول العرب الى الاندلس يجب علينا ان نبين واقع تلك الارض من النواحي الجغرافية والدينية والسياسية والاجتماعية .التسمية :
ذكر العدد من المؤرخين اسماء متعددة لشبة الجزيرة الايبرية والتي تشمل اليوم اسبانيا والبرتغال وهذه التسميات منها :
روايات تنسب التسمية الى قبائل الوندال وهم قبائل متبربرة ثم القوط الغربيين التي سكنت شبه الجزية فقيل بان كلمة اندلس مشتقة من (واندالوس )وهي اسم قبائل الوندال الجرمانية .
هناك روايات تذكر بان التسمية يونانية كان يطلق عليها (اشبانيا ) ، بعد ان كان يطلق عليها (ابارية ) .
تشير بعض الروايات ان التسمية راجعة الى اسطورة قديمة تزعمتها القديسة لوشيا التي سمعت اسمها في السماء ب(اندلوسيا ) .
الموقع الجغرافي :
وهو اقليم واسع يشمل كل من (اسبانيا والبرتغال سابقا ) تصل مساحته الى 600الف كيلو متر مربع وتعتبر ثالث بلاد اوربا من حيث المساحة بعد روسيا وفرنسا ، تقع في الجنوب الغربي من القارة الاوربية وتحدها البحار من ثلاث جهات (البحر المتوسط والمحيط الاطلسي ) ومن الشمال تفصلها جبال البرانس .ترتفع 600 م عن مستوى سطح البحر وتصل ارتفاع الجبال فيها الى 1600كم واشهر انهارها نهر المنيو والدويره وشنيل ومرسية وغيرها من الانهر ، فيها تنوع جغرافي ساعدها على ان تكون ارض خصبة لذا كانت عاصمتهم طليطلة واقعة في مكان اخطا العرب فيما بعد بتحويلها الى قرطبة الفقيرة .
نظام الحكم :
تميز نظام الحكم بانه كان انتخابيا اذ يقوم المجلس الاعلى للدولة المؤلف من (النبلاء وكبار رجال الدولة )بانتخاب الملك وكان يشوب ذالك النظام الكثير من الدسائس والمؤامرات الذي كان يثير الاضطرابات في كل انتخاب ، وما يهمنا هو تاثير ذالك النظام على واقع الاندلس الذي ساعد العرب في استثماره لصالحهم ففي عام 700م تولى العرش الملك وتيزا والذي تشير له المصادر العربية ب(غيطشة ) الذي تولى الحكم بعد ابيه اخيكا بشكل وراثي مما ادى الى سخط النبلاء فقاموا بالتآمر عليه من قبل ( لوذريق) بعد ان اتخذ المجلس قرار خلعه على اثر تعين غيطشه ابنه وقلة خلفا له قبل وفاته فحدثت في اسبانيا اضطرابات تولى على اثرها لوذريق الحكم واخذ بملاحقة انصار الملك السابق .المجتمع الاسباني :
كان المجتمع الاسباني يتكون من عدة طبقات ساعدت علىان يكون مجتمعا صعبا يعاني من الحرمان والظلم والعبودية والتمايز وغيرها من تلك الاطر الاجتماعية التي اهلكت الاقتصاد بالضرائب ونظام السخرة على حساب الطبقات الفقيره التي سلبت اموالها وحقوقها لغرض بناء قصور النبلاء وإشراف رجال الدين مما حدى بالمجتمع ان يصبح طبقيا وهذه الطبقات هي:طبقة رجال الكنيسة والذين كونوا اعلى مجلس في طليطلة وكانت اغنى واثرى طبقة والمسيطرة على الاحباس والأوقاف .
النبلاء وهم الاثرياء من ملاكي الاراضي .
الشعب ويضم المتوسطين والضفاء .
العبيد وتعتبر نسبتهم كبيره في المجتمع الاسباني وهم المحرمون من جميع الحقوق والامتيازات .
اليهود الشريان الاقتصادي الذي حورب من قبل الحكام على مدى تاريخ اسبانيا وكانوا جزءا من خطة جلب العرب الى اسبانيا .
الحالة الدينية :
كان المجتمع الاسباني يدين بالديانة المسيحية (الكاثوليكية ) فكانت قبائل القوط الغربيون معتنقين للمذهب الاريوسي الذي يعتقد بطيعة النبي عيسى (ع) البشرية ، فكان الناس متأثرين برجال الدين فقد تصوروا بأنهم يملكون القدرة بإدخالهم الجنة او النار فكان هذا جانبا من سيطرتهم الروحية فكانوا لايخضعون الى اي نظام ضريبي فأصبحوا اثرياء وسلطويين .
ففي عام 587 م اعتبرت ديانة رسمية وفق قرار ديني على اثره توثقت علاقات اسبانيا بالبابوية ، مما حدى برجال الدين الى فرض النصرانية على اليهود الذين كانوا يشكلون مجموعة كبيره في المجتمع الاسباني فتعرضوا الى القتل والاضطهاد ، حتى اعتبروهم خوارج يتامرون على السلطة فصودرت ممتلكاتهم وأصبحوا عبيدا وفرضت عليهم قرارات حرمتهم من اقل حقوقهم البشرية منها (اخذ ابناء اليهود من ذويهم في سن السابعة ليتعلموا النصرانية ،لايتزوج يهودي الا بجارية نصرانية ولا تتزوج يهودية الا بنصراني ، وحرمه من التجارة وغيرها ).
فاصبح رجال الدين هم المسيطرون وبشكل تام على ربوع شبة الجزيرة الايبرية .