مواضيع المحاضرة: خطة ومراحل فتح الاندلس
قراءة
عرض

خطة ومراحل فتح الاندلس :

كان الوالي موسى بن نصير يخطط لفتح شبه الجزيرة الايبرية من خلال اتخاذه لعدة اجراءات منها :
تامين مدينة طنجة بوضع الحاميات العسكرية وتجهيزها بالسفن .
فتح عدد من الجزر في البحر المتوسط .
جمع المعلومات الاستخبارية عن المنطقة لاستثمار الفرص لصالح المسلمين .
فما كان منتظرا قد حصل بشكل سريع فقد ارسل الكونت يوليان حاكم سبته رسالة لموسى بن نصير عن طريق طارق بن زياد يخبره فيها بأنه مستعد لتقديم المساعدة للمسلمين للعبور الى شبه الجزيرة الايبرية مما دفع بموسى الى الاسراع في ارسال طلب السماح بالعبور من الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك وقد جاء الرد سريعا بشروط منها :
فهم الاسباب الرئيسية التي دفعت يوليان الى طلب المساعدة من العرب .
التأكد من مصداقية حاكم سبته يوليان بإرسال السرايا والحملات.
عدم الزج بالمسلمين خوفا عليهم من الهلاك بسبب معلومات غير مؤكده .
وضع خطة متفق عليها تكون ناجعة في تحقيق النصر الحاسم والسريع .
وضع دوافع واهداف للفتح العربي تمثل بالاتي :
نشر الدين الاسلامي واعلاء راية الله اكبر في اوربا .
حماية حدود شمال المغرب العربي من الاعداء البزنطنيين وابعاد مخاطرهم عن المغرب العربي .
انقاذ المجتمع الاسباني من الظلم والعبودية بسبب سوء احوال اسبانيا العامة .
الاستفادة من خيرات وثروات اسبانيا الاقتصادية .
نقل حركة الفتوحات الى جنوب غرب اوربا تنفيذا للخطة العامة للدولة العربية الاسلامية.
تلبية لنداء حاكم مدينة سبته الكونت يوليان وابناء غيطشة للتخلص من لوذريق .
بعد الموافقة التي وصلت لموسى بدا بالشروع بتطبيق اجراءات الخطه للعبور الى الاندلس تضمنت معرفة الاسباب التي دفعت يوليان لطلب المساعدة فكانت ملخصة وحسب ما اشارت اليها المصادر ناتجة عن الاعتداء على فلورندا ابنة يوليان التي كانت تتعلم في البلاد الاسباني فقد اوضحت تلك المصادر بان لوذريق اعتدى عليها مما تطلب منها ابلاغ ابيها الذي عمد الى افتعال حجة مرض والدتها لارجاعها الى سبته ، هذا من جهة ومن جهة اخرى محاولة اولاد غيطشة الرجوع واخذ عرشهم المسلوب من لوذريق بدعم من اليهود المضطهدين اذ اجتمعت تلك الاطراف في سبته قبل ارسال الرسالة لموسى واتفقوا على طلب المساعدة من العرب ضنا منهم ان بعد القضاء على لوذريق سينسحب العرب بعد الحصول على الاموال .
خطة ومراحل الفتح :
اما ما يتعلق بمصداقية حاكم سبته فقد طلب موسى منه العبور اولا للتأكد من حسن النية وقد عبر يوليان ونزل على الساحل وغزى واغتنم ورجع ، مما حدى بموسى بإرسال طريف بن ابي زرعة ومعه 500 جندي ونجح في النزول وغنم وقد اطلق على المكان الذي نزل فيه (جزيرة طريف) وابرز ما حققته تلك الحملة من نتائج :
اكددت ان الاتصال بالجانب الاسباني ناجح ولا يوجد تآمر مسبقا بين حاكم سبته يوليان ولوذريق حاكم اسبانيا ، وهو دليل حسن نية يوليان .
ايصال رسالة بان منافع العبور ستكون كبيرة من خلال بيان حجم المغانم التي سيحصل عليها العرب كون اسبانيا غنية .
فائدة الادلاء الذين ارسلهم يوليان مع العرب والذي ساعدهم على معرفة مسالك الاراضي الاسبانية التي اقنعت العرب بالشروع بتنفيذ خططتهم .
ادرك العرب الى اهمية صناعة السفن بعد تقديم يوليان لهم الدعم بتجهيزهم بالسفن والاموال .
بعد حملة طريف جهز طارق بن زياد ب(7000 الاف ) جندي من البربر عبر بهم الى الاراضي الاسبانية وقد نجح بعد ان خاض عدة مناوشات اضطرته الى حرق سفنه التي كان يهدف من ورائها حث جنوده على القتال ويقطع عنهم فكرة الرجوع التي عبر بها وهذه الرواية ضعيفة لعدة اسباب :
ان السفن التي عبر بها طارق لم تكن ملكه بل تابعة لحاكم سبته وليس من حقه احراقها لاي سبب كان ، هذا من جهة ومن جهة اخرى ان العبور سيستمر طويلا من خلال نقل الجند والمؤن فكيف يحرقها وهو بامس الحاجة لها ، اضف الى ذلك كان عبور المسلمين وهم على ايمان وقناعة تامة بالجهاد والتضحية بالنفس وغير مجبورين ، وعلى راس تلك الاسباب فان المطلع على الخطبة يتأكد من ان قائلها شخص صاحب عربية ومضطلع باللغة اذ انها كانت بأسلوب لغوي رائع وجميل وطارق رجل بربري ، لكن رغم تلك الامور نجد فيها جانبا ايجابيا في حث الجنود على الصبر والقتال وترغيبهم بالغنائم وان عملهم نتيجته الجنة اجبارهم على القتال حتى لو انه استشهد .
فعلا حدث اللقاء الحاسم بين الطرفين طارق ولوذريق الذي كان فيه الاخير يقمع ثورة البشكنس في الشمال عند نزول العرب الى السواحل الاسبانية وبعد خداع الجاسوس ونقل صورة بان العرب يأكلون جثث الموتى وأطلق على هذه المعركة عدة تسميات منها كورة شذونة والخندق ووادي برباط ووادي لكة او بكة ، اما عن المواجهة العسكرية فهناك روايات عديدة منها انهم التقوا في موضع يقال البحيرات وخسر لوذريق الميمنة والميسرة والقى حتفه وعثر على فرسه ملوية السراج في الوحل ، وهم نتائج تلك المعركة ان طارق شارك ب(12000) الف جندي بدفعتين الاولى 7000 الاف والثانية 5000 الاف جندي من البربر امام جيش الاسبان والمقدر ب(100،000) الف مقاتل ، والذي عكسه ذالك الانتصار ان دفع قوات المسلمين الى العبور بشكل كبير بعد معرفتهم بما حصل عليه العرب من غنائم فاقت التوقعات منها ما قيل مائدة سليمان وغيرها من قصور وجواري ، بعد ان استمرت المعركة ثلاثة ايام والمساعدات على قدم وساق من قبل حاكم سبته يوليان الى جانب الترحيب من قبل المدن الاسبانية التي قدمت التسهيلات للجيوش العربية .
بعد هذا الانتصار والتقدم السريع اضطر موسى بن نصير الى العبور في عام 93هجريا ومعه 18000 الف مقاتل الى اسبانيا بعد تخوفه من الحركة السريعة لجيش طارق وخوفه من المحاصره اتفق الطرفان على تحديد مسارات خاصة منسقة مسبقا للعمليات العسكرية وفعلا اصبحت اسبانيا بعد تلك المعارك بيد العرب اما عن طريق المواجهة العسكرية او الصلح عدى جبال البرتات المحاذية لفرنسا والتي التجأ اليها انفار لا يتجاوزن الثلاثون شخصا .
وقد ارجعت المصادر تخوفات موسى من ذالك التقدم الى :
تأكيد التزاماته بتعليمات الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك في الحذر وتدعيم الوجود وفق مقتضيات الحالة بعد ظهور ظهور اخطار كبيرة من اعداء المسلمين في اسبانيا .
محاولة تطبيق خطة جديدة للتوسع الهدف منها الوصول الى القسطنطينة بعد الرغبة الى الوصول الى المجد ونسبه اليه .
اظهار حجم الغنائم المادية والمعنوية التي حصل عليها العرب من تلك المعارك .
محاصرة طارق من قبل القوط الغربين ورغبة موسى على القضاء على فلول القوط .





رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام 0 عضواً و 241 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل