توزيع مهام الفتح :
اعطيت مهام العبور الاولى لطارق بن زياد الذي اخذ على عاتقه بعد العبور من سبته فتح صخرة كالبي والجزيرة الخضراء ، قرمونة ،اشبيلية ، استجة ،طليطلة ، مورور ،جيان ،الحجارة.تولى موسى مهمة فتح وتحرير عدد من المدن الاسبانية منها ، شذونة ، قرمونة ، اشبيلية ،ماردة ، لقنت ،لبلة ،باجة ، اما ابنه عبد العزيز الذي كلف بفتح مالقة وغرناطة واضيفت لمهامه فتح لبله وباجة واكشونبه .
وقد اتفقا الطرفان بان اللقاء سيكون في منطقة المعرض ( قرب طلبيرة ) فشنت العمليات العسكرية بشكل منسق وكانت قد اتخذت مسارين الاول عسكري عن طريق القيام بالعمل العسكري المباشر والثاني صلحا ، وبعد لقائهما في المعرض قرب طليطلة تم توزيع المهمات العسكرية بعد ان وضع طارق المواقف الحربية والانتصارات في اسبانيا سار موسى بتجاه الشمال نحو الثغر الاعلى سرقسطة ففتحها عام 94هجريا حتى دانت له الاندلس ، وبينما كان الوالي موسى بن نصير مشغولا بالفتوحات حيث وصله الرسول مغيث الرومي عن الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 94 هجريا يامره بالعودة الى دمشق ومعه طارق وهذا القرار كانت له اسبابه ونتائجه وهي :
وضع تقريرا مفصلا عن مجريات الفتح في عموم اسبانيا .
رسم منطلقات جديدة للخطط العسكرية في عموم اسبانيا بعد الانتصارات الباهرة التي حققها المسلمون .
الخوف الناتج عن الحرص على ارواح المسلمين الذين قطعوا شوطا كبيرا في العمليات العسكرية ، وهذا ما حصل فعلا من ثورة اهل اشبيلية وأخمدها عبد العزيز .
طموحات موسى بن نصير التي اقلقت الوليد في التوغل في اسبانيا ضنا منه انه يريد عبور جبال البرتات خاصة وان موسى لم يستشر الخليفة في خططه وهذا ما تطلب منه الى ارسال مغيث الرومي رسولا الى موسى يأمره بالرجوع الى دمشق .
فكانت اجراءات موسى ان اقنع مغيث الرومي بامية الاستمرار في الفتح بعد ان اعطاه ضيعة بجميع اشجارها وقصورها ينسب اليه اليوم ويسمى(بلاط مغيث ) وبعد تحقيق موسى هدفعه عجل بالرجعة الى دمشق عبورا بالمغرب العربي بعد ان ترك في الاندلس ابنه عبد العزيز واليا عليها عام 95 هجريا ، وهم في طريق العودة وصل اليهم رسولا اخرا يطلب منهم العجلة لان الوليد كان مريضا ووصل دمشق وهو حامل للغنائم وابناء وبنات الملوك سبايا يقتادهم في مهرجان كبير اقيم احتفالا بانتصاراتهم .
نتائج الفتح العربي الاسلامي :
الناحية السياسية :
تحولت اسبانيا الى ولاية عربيه يطلق عليها الاندلس يكون تعين ولاتها وادارة شؤونها تابعة وبحسب الاوضاع السياسية ، فقبل عام 132 ه كان تعينهم من قبل والي افريقيا او والي مصر بموافقة الخلافة في دمشق .الناحية الاجتماعية :
احدث الفتح العربي الاسلامي تغيرا شاملا في المجتمع الاسباني فلم يعد مقسما الى طبقات فقد عمل الفتح على اذابت تلك الطبقات التي جعلت من المجتمع الاسباني متفاوتا بها فقد بانت نتائج الفتح على المجتمع الاسباني من انه انصهر مع الفاتحين بمرور الزمن من عرب وبربر .
الناحية الاقتصادية :
عمل النظام الاقتصادي الى اعادة توزيع الثروات بين ابناء المجتمع من خلال توزيع الاراضي الزراعية وتقسيمها بين العرب والبربر والاسبان وطبقت عليهم اليات النظم الاقتصادية الاسلامية في فرض الاموال علىتلك الاراضي .
الناحية الثقافية :
انتشار اللغة العربية بين سكان البلاد الاصليين اذ اخذوا بتعلم اللغة العربية وأصبحوا يسمون بالمستعربين وأخرجهم من عصورهم المظلمة من تخلف وجهل فكانت الاندلس انعكاسا لضياء العلم والتطور الحضاري باتجاه اوربا .
الناحية الدينية :
كانت من اهداف الفتح العربي الاسلامي نشر الدين الاسلامي في ربوع ارض اسبانيا فمنذ اول وهلة عمد التابعي حنش بن عبد الله الصنعاني باختطاط مسجد سرقسطة الذي اصبح من اكبر مساجد الاندلس .