يبدأ هذا العصر بتعين عبد العزيز بن موسى بن نصير عام 95هجريا وينتهي بدخول عبد الرحمن بن معاوية (الداخل ) عام 138هجريا الذي يعتبر المؤسس الاول لإمارة بني امية بعد سقوط خلافتهم عام 132هجريا في المشرق ، بلغ عدد الولاة في هذه الفترة ( 20 واليا ) منهم اثان حكموا لمرتين خلال (42عام) وكان التعين لهولاء الولاة وفق عدة سياسات :
يتم تعينهم مباشرة من مصدر القرار (الخلافة الاموية ) بأمر من الخليفة نفسه وذلك لارتباط الوالي به سياسيا واداريا وعسكريا .
يتم تعينهم من قبل والي المغرب وذلك لتبعية الاندلس للمغرب .
يتم تعينهم من قبل اهل الاندلس انفسهم لبعد المسافة .
جميع تلك التعينات ترتبط بالوضع وعلى جميع الاصعدة وخاصة السياسية ، وقد برز منهم من كان له دور جهادي في التضحية من اجل الدين شاملة بذلك ادوار من تميز منهم في الجوانب الاخرى يترأسها حسن السيرة ونذكر اشهر هؤلاء الولاة:
الوالي عبد العزيز بن موسى بن نصير (95-97ه).
وهو ابن القائد موسى بن نصير كلف بولاية الاندلس بعد استدعاء ابيه الى العاصمة دمشق اخذا على عاتقه الاستمرار بفتح بعض المدن الاندلسية وعقد اتفاقيات منها اتفاقيه فتح تدمير و يابرة وشنترين وقلمرية ومن اعماله المشهوره ايضا اتخاذ مدينه اشبيلية عاصمة له ، تم التآمر عليه وقتله بعد ان اتهم بزوجته النصرانية بأنه تنصر وكانت قضية اغتياله جزءا من سياسة الخليفة سليمان بن عبد الملك الانتقامية التي راح ضحيتها العديد من القادة من المشرق والمغرب وعلى راسهم موسى بن نصير .
الولي ايوب بن حبيب اللخمي (97ه):
وهو ابن اخت موسى بن نصير حكم عدة اشهر كان المسؤول المباشر عن عملية قتل عبد العزيز ، كان من اعماله نقل العاصمة من اشبيلية الى قرطبة ويعتبر القرار الخاطئ كونها تقع في منطقة فقيرة ، وهو ايضا من ابتنى قلة رباح .
الوالي الحر بن عبد الرحمن الثقفي (97-100ه) :
اخذا على عاتقه الاستمرار طيلة حكمه بمواصلة الحركات الجهادية في جبال البرتات وقد نسب اليه فتح مدينة اربونة وقطلونية وبرشلونة .
الوالي السمح بن مالك الخولاني (100-102ه) .
من الولاة البارزين الذين تم تعينهم من قبل الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي نسبت اليه الكثير من الاعمال العمرانية والجهادية والاقتصادية ، فقد نفذ اوامر الخليفة في الاستمرار بالجهاد والرفق بالناس وان يخمس الاراضي والابنية ويرسل له تقريرا مفصلا عن طبيعة الاندلس ، وتنسب اليه اصلاح قنطرة قرطبة على نهر الوادي الكبير واصلاح سورها وايضا بناء مقبرة عامة للمسلمين ، استشهد في احدى المعارك بالقرب من طولوسه عام 102ه.
الوالي عنبسة بن سحيم الكلبي (103-107ه) :
عرف عن هذا الوالي بانه صاحب كفاءة ادراية في تنظيم الامور وفرض الامن والاستقرار فكان نجاحه راجعا الى القوة والكثرة وكان ليناً وحسن المعاملة للسكان واستمراره في مسيرته الجهادية مشاركا في بالجهاد في مملكة جليقيه ومواحهة خطر (بلاي ) المتمرد في جبال البرتات وقد استشهد على يد الفرنج عام 107ه .
الوالي عبد الرحمن الغافقي :
تولى عبد الرحمن ولاية الاندلس مرتين الاولى عام 102ه والثانية عام (112-114ه) والذي ركز جل اهتماماته في النشاط العسكري في غالا (فرنسا حاليا ) وكانت له اعمال شهد التاريخ بها منها ، جمع وحدة القبائل العربية تحت ولايته وأيضا قام بتنظيم الجيوش وتحصين القواعد والثغور الاسلامية في الشمال في اربونة واستمر بالفتح ففتح مدينة بوردو ومدينة بولاتيه ، ، فعرف عنه بأنه حاكما بارعا في شؤون الحكم والإدارة ومصلحا كبيرا فتميز عن غيره من الولاة اذ حارب الفتن ورد الى النصارى كنائسهم ونظم نظام الضرائب بمساواتها بالجميع ونظم الجيوش وحشد صفوفهم بمختلف بمختلف الولايات مكوننا فرق محتارة منهم ، واشهر معاركة التي استشهد فيها هي معركة بلاط الشهداء عام 114ه .
معركة بلاط الشهداء (بواتييه) عام 114ه .
تعد هذه المعرك من اشهر المعارك في تاريخ الاندلس رغم خسارة العرب اذ تعد ملحمة اختلفت فيها المصادر العربية والغربية في تحديد اهميتها اذ تعد من المعارك الحاسمة لو انتصر فيها العرب لاشتاحوا اوربا ونشروا الاسلام فيها وتغيرت وجهة التاريخ والتي استشهد فيها الوالي عبد الرحمن الغافقي بمواجهة شارل مارتل خلف جبال البرتات بمنطقة محصورة بين ( تور وبواتييه جنوب فرنسا ) ، وسنوضح امرين الاول اختصار الحديث عنها من قبل المصادر العربية والثاني اسباب الخسارة :
اما ما يتعلق بالأمر الاول فيرجع لعدة اسباب .
استشهاد العديد من العلماء الذين شاهدوا وعاصروا الحدث .
تأثيرات الخسارة التي المت بنفسية العرب وحاولوا عدم التطرق لتفاصيلها لما احدثته من خسارة .
يرجح ان فشل المعركة لم يكن بتلك الامية كما صورتها المصادر الغربية خاصة وان اغلب الوثائق العربية تعرضت للضياع والتي تكلمت عنها وفق رؤيا عربية .
ما يتعلق بالأمر الثاني وهو بأسباب فشلها فكانت :
بعد ميدان المعركة ( جنوب فرنسا 900كم) عن مراكز التموين والدعم العسكري .
طبيعة المقاتلين العرب والبربر والخلافات التي كانت تعصف بهم والتي يم يستطع عبد الرحمن ازالتها .
لم تكن لعبد الرحمن خطه دقيقة ومحكمه رغم جنديته العسكرية وما عرف عنه من بطولة في هذا الميدان .
عرف عن الفرنجة الصبر والشجاعة فكانوا لايقلون عن العرب في تلك الصفات مما صعب اختراق صفوفهم .
طول امد المعركة ( 8 أيام) اتعبت الجنود بين كر وفر وكان وقت المعركة في موسم الخريف والشتاء وما تعرض له الجند من برد ومطر كان احدى الاسباب الرئيسية .
الارتباك الذي وقع بين صفوف الجنود نتيجة استشهاد عبد الرحمن والذي حتم على الجنود الانسحاب ليلا حفاظا على ارواح المسلمين والتي خوفت شارل مارتل من ملاحقتهم .
كثرة الغنائم التي حصل عليها المسلمين وخوفهم من ضياعها .
7-الوالي عبد الملك بن قطن الفهري(114-116ه):
تولى الحكم مرتين الاولى عام 114ه والثانية عام 123-124ه وكان هدفه الاستمرار في العمليات العسكرية وتعويض ما فقده العرب من انكسار معنوي وعسكري ميداني وبذل الجهود والعزيمة للثار للشهداء الذين ضحوا من اجل الاسلام .
الوالي عقبة بن حجاج السلولي (116-123ه):
تم تعينه من قبل والي مصر وإفريقيا كان هدفه الاستمرار في مواصلة العمليات الجهادية وتوطيد الاسلام في الولايات الاندلسية بالشمال وفي غاليسيا (فرنسا )ونظم الجيوش وفتح بنبلونه وجليقية عدى صخرة بلاي واتخذا المسلمون في ولايته اربونة في الشمال الاسباني قاعدة عسكرية لهم لعدة اسباب منها:اتخاذها نقطة انطلاق باتجاة الافرنجة والممالك الاسبانية لما تتمتع به هذه القاعدة من موقع ستراتيجي محصن بالجبال ، وقربها من نهر الرون .
طبيعتها الزراعية وسهوها وجودة مناخها ووفرة المياه جعلها مركزا تموينيا مهم ، خاصة وان فيها العديد من الموالين بسبب سوء معاملة الافرنجة لهم .
قربها من سرقسطة الثغر الاعلى .