محاضرة مادة علم النفس (الثالثه)
المرحلة الثانية:م.م. رؤى وحيد عبد الحسين
18/3/2020
_______________________________________
النمو الحركي لدى الاطفال
يعني النمو الحركي تطور ضبط حركات الجسم من خلال النشاطات المتناسقة للجهاز العصبي المركزي والاعصاب والعضلات وهذا الضبط يكون بتطور الافعال المنعكسة والعامة التي تكون موجودة بصورة فطرية منذ الولادة .
وتبدأ حركة الجسم مبكرا في مرحلة الجنين ثم تصبح اقوى واكثر تكرار بنمو الجنين وازدياد قوته والاطفال المولدين حديثا يحركون رؤوسهم وايديهم ويرفسون باستجابات انعكاسية ,وان هذه الحركات الجنينية والحركات بعد الولادة تمثل نمطا عاما من الفعاليات تحت سيطرة المخيخ, وهو المسؤول عن الانعكاسات الاولية وبحدود الشهر الرابع تبدأ السيطرة الارادية على الحركات, وكلما بدأت القشرة الدماغية بالنمو فان الحركات تصبح ارادية وتنتهي الكثير من الحركات الانعكاسية كالمص لدى اقتراب شيء من فم الرضيع باستثناء الانعكاسات التي لها وظيفة المحافظة على الكائن مثل رمش العين والتثاوب والسعال والعطاس, وهكذا يخرج الوليد مهيأ للقيام بأنشطة عامة تتضمن الحركات المتصلة بالجسم كلة, إذ اكدت الدراسات ان المواليد يختلفون في في مقدار النشاط التلقائي فالبعض نشط للغاية والبعض الاخر هادئا للغاية والبعض الاخر يقع بين النقيضين .
وتكون انشطة الوليد عشوائية وغير متآزرة وغير دقيقة هذا فيما يتعلق بالأنشطة العامة ,اما الانشطة الخاصة فتتضمن :
1- الانعكاسات او الافعال المنعكسة: وهي غير متعلمة ولا يمكن التحكم الارادي فيها ,فمعظم حركات الوليد استجابة حركية في شكل افعال منعكسة مثل المص والبلع والعطاس والدفع وهي موجودة منذ الميلاد وتكون في تلك الاجزاء فقط.
2-الاستجابات العامة : تحدث عند تعريض اي جزء من الجسم لمثيرات حسية معينة وتحدث الانشطة الحركية في الجسم كلة وان كانت بدرجة اكثر وضوحا ,ويكون للوليد القدرة على الارتجاف او الارتعاش والالتواء وتقويس الظهر .
مبادئ النمو الحركي
الحركة مظهر قوي من مظاهر نمو الطفل وهي تخضع في تطورها لما تخضع له المظاهر الاخرى وتقوم على اسس عملية اهمها :
اولا: الاتجاه الطولي : يتضح هذا الاتجاه في حركات الرأس وتثبيت العينين والتآزر بين اليد والعين الذي يظهر بوقت مبكر نسبيا .
ثانيا: الاتجاه المستعرض :ويتبع تقدم التطور في الاستجابات الحركية خلال السنه الاولى اتجاهات من الداخل الى الخارج اي من المركز الى منطقة الاطراف.
ثالثا: الاتجاه العام –الخاص :تتميز حركات الطفل عند ميلاده وفي الفترة الاولى بأنها عشوائية عامة تشمل الجسم كلة ,فيحرك الطفل اغلب اعضاء جسمه عند تعلمة لأية مهارة جديدة.
رابعا: من العضلات الكبرى الى العضلات الصغرى :يبدأ التوافق الحركي بين العضلات الكبرى ,ثم يستطرد منها الى العضلات الصغرى ولذلك يميل الاطفال في ألعابهم الى أوجه النشاط التي لا تحتاج الى دقة .
خامسا :من التجانس الى التباين –الوليد مخلوق متجانس في مظهرة الخارجي في كل حركاته المختلفة فهو يحرك يده اليمنى بنفس السرعة والسهولة التي يحرك يده اليسرى .
سادسا :مستوى النضج يعتمد النمو الحركي في تطوره على مدى نضج الطفل للقيام بالحركات المختلفة ,وتدل ابحاث (هليكارد) التي اشار فيها بأن تدريب الطفل للقيام بعمل ما لن يفيد الفائدة المرجوة الا اذا بلغ مستوى نموه الحد الذي يؤهله للإفادة من هذا التدريب.
سابعا: التتابع يظهر الاطفال في الغالب تتابعا مرحليا في نموهم الحركي ,فالأطفال يجلسون قبل المشي ويمشون قبل الجري ,وهكذا .
العوامل المؤثرة في النمو الحركي
يرتبط النمو الحركي بجميع مظاهر النمو الاخرى وخاصة القدرة على التعلم والنضج وقد وجد ان كل مثير يتم استقباله بوساطة الحواس يصحبه نشاط القشرة الدماغية او بمعنى اخر كل مثير يصل القشرة الدماغية يصحبه نشاط في الجهاز الحركي المركزي .
ويتأثر نمو المهارات الحركية بجملة عوامل منها حجم الجسم ونوع البيئة والنضج والجنس والبيئة والصحة الجسمية والعاهات وتدل نتائج الابحاث العلمية على ان سرعة ودقة المهارات الحركية تزداد زيادة مطردة خلال الطفولة ثم تقل زيادتها في المراهقة والرشد وتحتاج كل مهارة الى مستوى معين من النضج الجسمي والفيسيولوجي.