كلية التربية للعلوم الانسانية/قسم التاريخ
استاذة المادة :م.م. رؤى وحيد عبد الحسين/المادة/ علم النفسالمرحلة: الثانية/ 10/2020
__________________________________
مفاهيم بعض المصطلحات التي ترافق مراحل نمو الطفل
اولا: مفهوم النمو والتطور
النمو :هو عبارة عن تغيرات كمية تتضمن الزيادة في الطول والوزن والحجم وتغيرات في الاعضاء الداخلية وزيادة عدد المفردات اللغوية وزيادة مادة الدماغ والتي ينجم عنها زيادة في التعلم والتفكير والتذكر .
اما التطور (هو يتضمن اجراء تغير نوعي باتجاه التقدم نحو النضج وتكامل البنيان والوظائف, ويشمل بهذا المعنى الزيادة في المهارات الحركية لدى الطفل من خطواته الغير واثقة الى الكفاءة العالية في الالعاب الماهرة في المراهقة ومن الغير الاستقرار الفسيولوجي الى الاستقرار الفسيولوجي .
وإن النمو والتطور هما من أهم العمليات الحيوية التي تتم في مرحلة الطفولة حيث تبدأ مرحلة النمو من لحظة لقاح البيضة وتستمر خلال المرحلة الجنينية داخل الرحم وبعد الولادة خلال مرحلة الطفولة وبانتهاء مرحلة البلوغ ، ويترافق النمو مع نضج الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم , اما التطور فيرتبط بصورة كبيرة بالجهاز العصبي المركزي ويعني اكتساب وظائف ومهارات بصورة تدريجية مع تقدم العمر ، ولا يتعلق التطور باكتساب مهارات حركية فحسب كالزحف والجلوس والمشي والركض بل يتعلق أيضا باكتساب مهارات اجتماعية وعاطفية ونفسية وفكرية .
ويؤدي النمو الى النضج وهو اكتمال تكوين أجزاء الجسم وأعضائه مثل القلب والرئتان والعضلات والعظام والأعصاب ووصولها الى أقصى حجم لها، ويختلف الأطفال كثيرا في سرعة ومعدل نموهم ونضجهم ، فقد يلاحظ طفلان متماثلان في حجم الجسم لكنهما يصلان الى مرحلة النضج في وقت مختلف وهذا يعزى الى عوامل داخلية وعوامل خارجية .
ثانيا النضج والتعلم :-
يقصد بالنضج هو تفتح الخصائص المحتملة الظهور عند الفرد والتي تنجم عن الإمكانات التي اكتسبها الفرد عن طريق الوراثة , كما يعرف انه اي تغير مع العمر في ظروف التعلم التي تعتمد مبدئياً على عوامل النمو العضوي اكثر من اعتمادها على تمرين او خبرة سابقة .
اما جزويل فيعرف النضج (بأنه ظهور الوظائف والقدرات والمهارات بدون تأثير او تدريب او خبرة) ,وهذا يعني ان النضج يمكن اعتباره المكون الداخلي لمصطلح النمو الاكثر عمومية.
اما التعلم هو التطور الذي ينجم عن التمرين والجهد الذي يبذله الفرد.
ومما لاشك فيه ان الطفل يكتسب خلال التعلم الكفاءة في استخدام امكانتهم المورثة وعلى اي حال يجب ان تكون لهم فرص للتعلم ,فالطفل المتقدم في نمو جهازه العضلي العصبي على سبيل المثال قد يكون له استعداد عال للأداء العضلي ولكن اذا حرم من فرص التمرين والتدريب المنظم فسوف لن تنمو إمكاناته الوراثية .
وتنجم بعض انواع التعلم من التمرين او التكرار القليل لفعل ما وذلك يحدث تغيرا في سلوك الفرد لفترة ما وقد يتكون التعلم من التقمص الذي يحاول الفرد خلاله ان يبني اتجاهات الاشخاص الذين يعجب بهم ويحبهم وقيمهم ودوافعهم وسلوكهم .
في بحث علمي حديث قام به العلماء وأظهروا من خلاله نتائج مبهرة لعملية التعلم عند الأطفال، فقد تبيَّن أن الأطفال يولدون ولديهم القليل من المعلومات التي تساعدهم على اكتساب معلومات إضافية، على عكس بقية المخلوقات مثل الحشرات والحيوانات.
فالجرادة مثلاً تُخلق وفي دماغها كل المعلومات اللازمة لممارسة مهامها فوراً، فهي ليست بحاجة لتعلم الطيران، ولن تحتاج من يعلمها الاصطياد وليست بحاجة لمعرفة العدو من الصديق, إنما تكون هذه المعرفة مخزنة في خلايا دماغها من قبل أن تولد ولكن الطفل الذي يُحرم التعلّم لسبب ما فإنه سيتعرض لمشاكل في النمو والعقل والإدراك, وهناك أطفال يولدون ولديهم مشكلة ما في بعض أجزاء الدماغ، هذه المشكلة تؤدي إلى عدم القدرة على اكتساب معلومات جديدة، وبالتالي يصاب الطفل بمرض التوحد أو غيره ... وبالنتيجة لا يكون إنساناً سوياً.
بل إن إبداع الإنسان وذكاءه وقدراته العقلية تعتمد على حجم المعلومات المكتسبة أثناء طفولته، وبالتالي يمكن أن نلخص اكتشاف العلماء بنقطتين، وهذا اكتشاف جديد لم يكن لأحد علم به قبل مجيء القرن الحادي والعشرين:
1- يولد الطفل وليس لديه أن نوع من المعرفة باستثناء قدرته على الرضاعة من ثدي أمه، وهذه معلومة ضرورية جداً اكتسبها من خلال مص الأصابع وهو في الرحم، ولولا هذه المعلومة لهلك النسل البشري بالكامل.
2- إن مصادر التعلم عند الإنسان هي السمع والبصر، أما الدماغ فيقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها، وعند حدوث أي مشكلة في السمع أو البصر فإن الطفل ينمو نمواً غير طبيعي وتكون معرفته أقل. فمثلاً الطفل الأصم لا يستطيع التعلم مثل الطفل الذي يسمع جيداً... وهكذا.
يؤكد العلماء أن الأطفال يُخلقون وهم لا يملكون أي نوع من أنواع المعرفة، حيث يبدأ الطفل فور ولادته باكتساب المعلومات عن طريق السمع والبصر وتخزينها في دماغه ومعالجتها وتعلم مهارات جديدة باستمرار.
3- جميع الكائنات الحية ابتداء من الفيروسات مروراً بعالم الحشرات وحتى الحيوانات والطيور والأسماك... جميعها تُخلق وهي مزوَّدة بكل المعلومات الضرورية لضمان استمرار حياتها، فالنملة لا تحتاج لمن يعلمها جمع الطعام مثلاً.
هذه حقائق علمية لا ينكرها ملحد ولا جاهل، ولا يمكن لأحد أن يدعي أن هذه المعلومات كانت متوافرة زمن حياة النبي الكريم (في القرن السابع الميلادي)، بل جميع العلماء يؤكدون أنها اكتشافات حديثة جداً. ولذلك فإن وجود مثل هذه المعلومات في كتاب مضى على نزوله أربعة عشر قرناً، يدل دلالة قطعية على أنه منزل من رب العالمين الذي يعلم السرّ وأخفى.
فالحقيقة العلمية الأولى تحدث عنها القرآن ولخصها لنا بكلمات قليلة وبليغة، يؤكد لنا أننا نحن البشر نولد ولا نعلم شيئاً، ثم نكتسب هذه المعلومات فيما بعد من خلال السمع والبصر والدماغ والقلب، يقول تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]... سبحان الله، هذه حقيقة علمية يتحدث عنها العلماء اليوم، ولكن القرآن أشار إليها بمنتهى الوضوح بقوله: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا).
العجيب في عالم الأطفال أن المولود يبدأ منذ اللحظة الأولى بالتعلم، فهو يميز بين الوجوه وبخاصة وجه أمّه، والطفل الذي يعاني نقصاً أو إهمالاً في تلقي المعلومات فإنه يكون في مستوى أقل من الأطفال الذين تلقّوا تعليماً أفضل... إذاً الطفل بحاجة لمصدر خارجي للتعلم.
كذلك فإن الآية أشارت إلى وسيلة التعلم لدى الأطفال في قوله: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ) فالأذن والعين وسائل ضرورية لاكتساب العلم، أما القلب والدماغ فهي وسائل لتخزين المعلومات ومعالجتها. وبالتالي فالآية من آيات الإعجاز العلمي حيث قدّمت لنا سبقاً علمياً في مجال التعلم عند الأطفال.
التفاعل بين النضج والتعلم
ان العلاقة بين النضج والتعلم علاقة تأثير متبادل ولا ينفصمان في عملية النمو وذلك يعني من الناحية العملية ان اي محاولة للفصل الكامل بينهما تكون غير ذات جدوى ,فكلتا العمليتين حيويتان في النمو النفسي الطبيعي للإنسان وعلى هذا الاساس فالنمو هو نتاج للتفاعل بين العوامل الوراثية من جهة وبين عناصر البيئة الاجتماعية والثقافية من جهة اخرى .
واخيرا فأن التفاعل بين النضج كإمكانيات وراثية وبين التعلم كعوامل اجتماعية وحضارية للبيئة ,هذا التفاعل يتمثل بالجوانب التالية :=
–التنوع في نمط النمو (الفروق الفردية)
يضع النضج حدودا للنمو .
حدود النضج قلما يتم الوصول اليها .
الحرمان من فرص التعلم يحدد النمو .
الاثارة ضرورية لتحقيق النمو الكامل
تعتمد فاعلية التعلم على الوقت المناسب .