جامعة ذي قار – كلية التربية
قسم التاريخالمرحلة: الثانية
المادة: تاريخ الدولة الاسلامية في العصر الاموي
استاذ المادة: د. مروان عطية الزيدي
الموضوع: حركة بن الاشعث + حركة الحارث بن سريج
اولا: حركة بن الاشعث: نسبت هذه الحركة الى عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث الكندي الذي يعود بنسبه الى ملوك كندة قبل الاسلام ، وقد استخدم الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل عبد الملك بن مروان هذا القائد وجعله على رأس جيش كبير وجهة الى منطقة سجستان في ربيع عام 79 هجرية ،بعد ان هدد زنبيل ملك سجستان أمن هذه الجهات . وكان هذا الجيش الذي قاده ابن الاشعث متميزاً في تجهيزاته وعدته، حتى سمي بجيش الطواويس ،لتكامله وزهو افراده.
ابتدأت عوامل حركة بن الاشعث بالظهور حين اختلف مع الحجاج بن يوسف في الطريقة التي اتبعها في القضاء على قوة زنبيل ، فعلى الرغم من تحقيق عدة انتصارات على الاخير لم يتوغل في بلاده خوفاً من انقطاع خطوط المواصلات بالاضافة الى تأجيلة بالفتح الى العام المقبل واعلم الحجاج بذلك لكن الحجاج لم يقبل بهذه الخطة وعدها تسوفياً من ابن الاشعث وان السبب في ذلك هو الجبن لا المكيدة والحرب وقد كتب لابن الاشعث بذلك فغضب هذا من كتاب الحجاج وتخذه ذريعة للتمرد والعصيان .
اعلن ابن الاشعث تمرده على السلطة وايده بعض اتباعه والمناوئين للحكم الاموي وذلك سنة 81 للهجرة وقد اكتفى المتمردون بخلع الحجاج ولكن تلهف ابن الاشعث على السلطة وازدياد اتباعه شجعه على خلع الخليفة عبد الملك بن مروان وبذلك اكتسبت هذه الحركة بعداً جديداً وهو القضاء على السلطة الشرعية للدولة العربية.
وكان لابد ازاء هذه الحالة والتطورات الخطيرة للحركة ان يتخذ الحجاج اجراءات سريعة لمعالجة التمرد فأرسل في طلب الامداد من الخليفة وسار اليهم ونازلهم في الاحواز بالقرب من تستر لكن النصر حليف ابن الاشعث وانسحب الحجاج الى البصرة ثم دارت معركة بين الطرفين في الزاوية قرب البصرة انتهت بانتصار الحجاج فأنسحب ابن الاشعث الى الكوفة ثم عسكر في دير الجماجم وكان الحجاج منشغل بتجميع امداداته ثم جاء مدد كبير بقيادة عبد الله بن عبد الملك واخو الخليفة محمد بن مروان ونظراً لقلة التمرد واتساع المساحة التي تمت السيطرة عليها من قبل ابن الاشعث فقد ازدادت مخاوف الخلافة الاموية من ذلك التمرد ، لذلك خول الخليفة عبد الملك ابنه واخيه للتفاوض مع ابن الاشعث بشأن استسلامه هو ومؤيديه لقاء شروط تحفظ وحدة الامة وهي عزل الحجاج بن يوسف عن ولاية العراق ومنح اهل العراق عطاء مساوي لاهل الشام ومنح ابن الاشعث اي ولاية شاء في العراق مدى الحياة طالما كان عبد الملك خليفة ،وقد رفض المتمردون هذا العرض، وبذلك حدثت المواجهة العسكرية في دير الجماجم سنة 82 هجرية وخسر المتمردون هذه المواجهة وهرب ابن الاشعث هذه الى الكوفة ومنها الى البصرة ثم الى سجستان حيث لقي مصرعه هناك وهكذا انتهت حركة ابن الاشعث.
ثانيا: حركة الحارث بن سريج: قامت هذه الحركة في اقليم ما وراء النهر حيث تزعمها الحارث بن سريج متمرداً على نظام الحكم في خراسان سنة 116 هجرية مدعياً الاصلاح وزاعماً انه المهدي المرسل من الله لتخليص المضطهدين ، ولم يطالب بالخلافة لنفسه او لغيره وكان يرى رأي المرجئة وهي احدى الفرق الاسلامية التي ترى ارجاء الحكم على العصاة من المسلمين الى يوم البعث .
وقد التحق الحارث بن سريج بأحد علماء المرجئة وهو جهم بن صفوان الذي يعد من المغالين في هذا المذهب وقد تطورت افكار المرجئة في خراسان وخضعت لعوامل اجتماعية واقتصادية تخالف في طبيعتها تلك التي اوجدت مذهب الارجاء في جزيرة العرب والشام والعراق وذلك بأن ادخل مشروع القيام على الدولة وحمل السلاح للاصلاح .
استولى الحارث على المدن الواقعة على نهر جيحون بعد ان خرج من النخذ واخضع بلخ والجوزجان والطالقان ومرو الروذ وبعد وبعد نجاحه في طخارستان لم يبقى بعد ذلك سوى مرو وابر شهر في غرب خراسان ، واجتمع الحارث مع عدد كبير من الموالي واتباعهم الذي بلغ عددهم ستين الف رجل الى مرو حاضرة خراسان فأضطر واليها عاصم بن عبد الله على الانتقال الى مدينة ابرشهر وقد طلب الوالي من الخليفة هشام بن عبد الملك في دمشق ان يبعث اليه بالامدادات لكنه سرعان ما غير رأيه واظهر ميل لحركة الحارث بن سريج بعد ان سمع بنية الخليفة من عزله من منصبه .
وكانت النتيجة ان حاربت قبيلة بكر الى جانب الوالي عاصم بن عبد الله فأنهزم الحارث الى مرو الروذ ثم جاء الوالي الجديد اسد بن عبد الله القسري فزحف اليه بقوات جديدة الامر الذي ادى الى تغير الموقف العسكري واضطرار الحارث الى الانسحاب الى طخارستان ومنها الى ماوراء النهر عام 118 والتجأ بن سريج الى الترك وبقي هناك نحو 9 سنوات وحينما جاء الوالي نصر بن سيار الى خراسان استطاع ان يحصل على عفو من الخليفة يزيد بن الوليد وجاء الى مرو سنة 127 .