مادة الأرشاد التربوي
كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم التاريخ / المرحلة الثالثةأستاذ المادة : هدى جواد كاظم الموسوي
تاريخ النشر : 16/3/2020
سوف نتطرق في هذه المحاضرة إلى :
العلاقة بين الأرشاد والعلوم الأخرى :
أن تحديد العلاقة بين التوجيه والأرشاد النفسي وبين العلوم الإنسانية الأخرى أمر ضروري للغاية , إذ يأخذ منها ويعطيها من حيث الاهداف المشتركة والأساليب المتداخلة , فضلاً عن أظهار الفروق الجوهرية بين التوجيه والأرشاد وبين هذه العلوم , كما يجب التمييز بين الأرشاد النفسي وبين غير النفسي وبينه وبين العلاج النفسي , والاستشارة النفسية.
العلاقة بين الأرشاد وعلم النفس :
علم النفس يدرس السلوك في سوائه وانحرافه , وهو أهم مادة يدرسها المرشد خلال أعداده مهنيا , وعلم النفس الأرشادي هو أحد فروع علم النفس التطبيقي , يعتمد في عملية الأرشاد على علم النفس.
وفي نفس السياق فأن الأرشاد النفسي يستفيد من :
علم النفس العلاجي : وهو التعرف على الشخص الصحيح نفسياً والمريض نفسياً ... الخ
علم النفس النمو : وهو معرفه مطالب النمو ومعاييره التي تحدد تقييم نمو الفرد : هل هو عادي ام غير عادي , متقدم متأخر ... الخ
علم النفس الاجتماعي : معرفه سيكولوجيه الجماعة ودينامياتها وبنائها والعلاقات الاجتماعية ... الخ , ومعنى السيكولوجية (دراسة العلم) , اما الديناميات (فتشير إلى نظام من السلوكيات والعمليات النفسية التي تحدث داخل مجموعة اجتماعية).
علم نفس الشواذ : وهو سلوك غريب لشخص غير عادي.
علم النفس التربوي : وهو الاستفادة من قوانين التعلم , إذ أن عملية الأرشاد هي عملية تعلم وتعليم.
علم النفس الصناعي : ويتضمن مشكلات الصناعة والانتاج.
علم النفس الجنائي : وهو معرفه دوافع السلوك المنحرف المضاد للمجتمع.
علم النفس العام : دراسة الشخصية ودينامياتها.
العلاقة بين الارشاد وعلم الاجتماع : يهتم علم الاجتماع بدراسة الفرد والجماعة , ويعد علماً أساسياً في اعداد المرشد , وتأتي أهمية الصلة بينهما لأهتمام كل منهما بالسلوك الاجتماعي والقيم والتقاليد والمعايير ... الخ , والأرشاد الجماعي يعتمد على مفاهيم في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع وثيق الصلة بعلم الاجتماع , ويتهم المرشد بدراسة الأسرة بأعتبارها أقوى العوامل الاجتماعية تأثيراً في الفرد وفي تنشئته الاجتماعية ... الخ.
العلاقة بين الأرشاد والتوجيه : لهما معنى مشترك , فكل منهما حاجه نفسيه وتربوية يكمل بعضهما البعض ويتضمنان التوعية والوقاية والرشد والهداية والاصلاح والعلاج وتقديم الخدمة وتعديل أو حذف سلوك سبق تعلمه بطريقة خاطئة , إذ يؤديان إلى تعديل السلوك والتعلم الجيد. ورغم ذلك الاتفاق بين المصطلحين الاّ أن هنالك بعض الاختلافات بينهما : ينظر إلى الجدول ص19 داخل الملزمة (الاختلافات بين مصطلحي التوجيه والارشاد).
العلاقة بين الأرشاد والطب : هنالك الكثير من المصطلحات المشتركة (التشخيص – العلاج) بين الارشاد والعلاج النفسي والطب وخاصة الطب النفسي , أيضاً هما يشتركا في الهدف فكل من الارشاد والطب يتضمنان عملية علاجية , والارشاد كعملية لابد أن يطلع على بعض المعلومات الطبية ... الخ.
العلاقة بين الأرشاد والدين : هنالك علاقة وطيدة بين الدين والأرشاد , فالتدين والعقيدة الدينية السليمة تعد أساساً متيناً للسلوك السوي والتوافق والصحة النفسية , لذلك لابد أن يحيط المرشد النفسي علماً بمفاهيم دينية أساسية مثل : طبيعة الأنسان كما حددها الله تعالى , وأساليب الاضطراب النفسي في رأي الدين مثل الذنوب والضلال والصراع وضعف الضمير , وأيضاً اعراض الاضطراب النفسي في (رأي الدين مثل الأنحراف والشعور بالإثم والخوف والقلق والأكتئاب , والوقاية الدينية من الاضطراب النفسي مثل الأمان والسلوك الديني ... الخ.
العلاقة بين الأرشاد والتعليم : التربية هي عملية حياة يتعلم فيها الفرد الحياة عن طريق نشاطه وبتوجيه المعلم , فالتربية الحديثة تهتم بتعليم الحياة وليس فقط تعليم العلوم , أذ تهتم بالتلميذ ككل وبنموه وشخصيته من كل جوانبها جسمياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً , وبذلك فأن التربية الحديثة تتضمن التوجيه والارشاد النفسي كجزء متكامل لا يتجزء منها , فلايمكن التفكير في التربية والتعليم بدون التوجيه والأرشاد ... الخ , وهنالك عناصر اتفاق واختلاف بين التربية والأرشاد :
عناصر الاتفاق وتتضمن :
اعداد انسان صالح يقوم بدور ايجابي في المجتمع ... الخ
يهتم الميدانات بالتعرف على الفروق الفردية في القدرات ... الخ
احتواء برنامج اعداد المعلمين في جميع انحاء العالم على التوجيه والارشاد النفسي.
الاعداد المهني للمرشد المدرسي ... الخ
ظهور الارشاد التربوي كأهم مجالات الارشاد النفسي , إذ يهتم بمساعد التلاميذ في رسم الخطوط التربوية التي تتلائم مع قدراتهم وميولهم واهدافهم , وفي أختيار المناهج المناسبة ... الخ
عناصر الاختلاف :
اهداف الارشاد تحددها حاجه الفرد كما يراها , بينما اهداف التعليم يحددها المجتمع.
أن المرشد في الجلسة الأرشادية لا يعرف مسبقاً حاجة الشخص أو ما يجب أن يفعله , بينما المعلم يدرك مسبقاً ماذا يجب أن يقوم به أثناء التدريس.
هنالك فرق بين المدرس والمرشد في طبيعة اعدادهما , فالمدرس يعد من خلال تزويده بالمادة العلمية وتأهيله تربوياً , أما المرشد فيدرب على القياس النفسي والمقابلات ... الخ
يكون التعامل في التعليم مع الطلبة على شكل جماعي , بينما التعامل في الأرشاد يكون بشكل فردي ... الخ
العلاقة بين الأرشاد والعلاج النفسي : يخلط كثيرون بين الأرشاد والعلاج النفسي , رغم اختلافهما وسبب ذلك يعود إلى أن بعض الموجهين يمارسون العلاج النفسي وبالعكس فأن المعالجين النفسيين هم أيضاً يمارسون الأرشاد , فهما متشابهان واوجه الاتفاق بينهما أكثر من اوجه الاختلاف , فالارشاد التربوي (يتناول مشكلات سوء التوافق) , والعلاج النفسي (يتناول تكوين الشخصية بالتعديل والتغيير) وبذلك فهما ليسا مترادفين ويوجد بينهما فروقاً :
الارشاد التربوي يغطي مشاكل الشعور للفرد , اما العلاج النفسي فيغطي الجانب اللاشعوري.
الارشاد التربوي لا يقتصر على الناحية النفسية فقط , في حين يقتصر العلاج النفسي على الناحية النفسية.
يركز الارشاد التربوي على الناحية الوقائية , بينما العلاج النفسي وسيله علاجيه ... الخ
المشاكل الارشادية ذات صبغه معرفيه , بينما العلاج النفسي ذا صبغه أنفعاليه.
يكون التعامل في الارشاد التربوي بين المرشد والمسترشد على نحو عادي , اما العلاج النفسي فالتعامل بين المعالج والمراجع على نحو قوي وعميق ... الخ