قراءة
عرض
الكلية :- التربية للعلوم الانسانية القسم:- التاريخ
المرحلة الثالثة مادة تاريخ اوربا الحديث
استاذ المادة:- د. نرجس كريم خضير
الموضوع:- التطورات السياسية في فرنسا 1815-1848
اولا:- بعد سقوط نابليون بونابرت وحكومته على يد الحلفاء وسيطرتهم على باريس ظهرت مشكلة الحكم في فرنسا, فكانت رغبة الحلفاء اعادة الحكم السابق الذي الفته فرنسا قبل الثورة الفرنسية عام 1789, وهكذا بالفعل اعيد لويس الثامن عشر الى عرش اجداده على اسنة حراب جيوش الحلفاء, وكان لويس الثامن عشر راغبا باتباع سياسة الموازنة كي لا يثير حفيظة الفرنسيين, لاسيما من انصار النظام الجمهوري, ولكون التغييرات التي احدثتها الثورة الفرنسية وحروب نابليون بونابرت كانت عميقة في المجتمع الفرنسي مما جعل من الصعب اعادة الامور الى سابق عهدها وكأن سيئاً لم يحصل, لذلك وافق على الدستور الجديد الذي اصبحت فرنسا بموجبة ملكية دستورية وابقى على قوانين المساواة والحرية الشخصية سارية المفعول.
في عهدة وقعت فرنسا مع الحلفاء معاهدة باريس الثانية التي كانت اشد وطئة على الفرنسيين من الاولى واهم ما جاء فيها:-
اعادة حدود فرنسا الى ما كانت علية عام 1792.
فرض غرامة حربية قدرها 700 مليون فرنك.
احتلال الولايات الفرنسية لمدة تتراوح بين ثلاث الى سبع سنوات.
تشكيل لجنة من سفراء بريطانيا وبروسيا والنمسا في فرنسا لمراقبة سياسة الحكومة الفرنسية والتعاون معها لتهدئة الاوضاع في البلاد.
استعاد الملكيين العديد من امتيازاتهم التي فقدوها ابان الثورة, لكنهم لم يكونوا يؤمنون بسياسة الاعتدال التي كان لويس الثامن عشر يقوم بها وعلى راسهم اخو الملك الكونت ارتوا, اذ كانوا يرون انه لابد من الضرب بيد من حديد على كل من ساند الثورة وروج لها.
ثانيا:- تهيء الامر لانصار الملكية وفي مقدمتهم الكونت ارتوا لتطبيق سياستهم بعد وفاة لويس الثامن عشر في ايلول 1824, ليعتلي العرش اخوة ارتوا بأسم شارل العاشر الذي هدف الى اعادة فرنسا الى نظام العهد القديم, والحكم وفق نظرية الحكم الالهي.
لم يكن الشعب الفرنسي راغبا بشارل العاشر الذي بادر منذ اعتلاءة العرش الى حل البرلمان وفرض مزيد من الرقابة على الصحافة وتقييد حرية الرأي, ولم يكن مجيء الاغلبية المعرضه لحكمة في انتخابات عام 1828 اي اهمية فقد استمر باتباع سياسته المتطرفة في حكم البلاد ليقوم في عام 1830 باصدار ما يسمى بمراسيم شارل شارل العاشر والتي نصت على:-
تقييد حرية الصحافة
حل المجلس النيابي الذي لم يجتمع بعد
تعديل قانون الانتخابات وحصر حق الانتخاب بالملاكين والتجار
تعيين تاريخ جديد لاجراء الانتخابات بموجب قانون الانتخاب الجديد
كانت تلك المراسيم القشة التي قصمت ظهر البعير, اذ احتج العديد من الفرنسيين على ما جاء في المراسيم فاندلعت في تموز 1830 تظاهرات واسعة شملت عموم البلاد انتهت بالاطاحة بحكم شارل العاشر الذي حاول التنازل عن الحكم لصالح حفيدة, لكن الثوار رفضوا ذلك واختاروا شخصية اخرى تمثلت بشخص لويس فيليب ملكاً على فرنسا.
لينتهي بذلك حكم ال بوربون في حكم فرنسا الذي دام من 1815-1830, ورغم عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته البلاد لكنها شهدت تطوراً اقتصاديا, ونمت استثمارات البلاد وتوسعت الطرق ومدت سكك الحديد, اما خارجيا فقد دفعت فرنسا كامل الغرامة الحربية التي سبق وفرضها الحلفاء عليها في مهاهدة باريس الثانية, مما فسح لها المجال لاحقا لمشاركة الحلفاء الاحلاف الدولية الاوربية بحجة المحافظة على التوازن الدولي.
ثالثا:- اعتلى لويس فيليب من ال اورليان عرش فرنسا عام 1830 بمقبولية ممثلي الشعب الفرنسي, الذي لم يعارض تنصيبه لاسيم انه ابن الدوق فيليب الذي كان مناصرا للثورة الفرنسية منذ ايامها الاولى رغم قرابته للويس السادس عشر, فضلا عن علاقة لويس نفسه الطيبة بغالبية الشعب الفرنسي ولاسيما الاوساط التحررية, لذلك حاول لويس فيليب طيلة مدة حكمة التظاهر بمظهر الملك الدستوري.
نجح في السنوات الاولى لحكمة من جلب الاستقرار السياسي للبلاد, وحاول استمالة الدول الاوربية للاعتراف بشرعية حكومته وعدم رغبة فرنسا في التوسع والاخلال بالتوازن الدولي, فنجح في كسب ود بريطانيا في بادئ الامر.
لكن مع تقدم السنين ظهرت عوامل ضعف حكومة لويس فيليب وبدأ التذمر من سياسة الحكومة لاسيما من لدن طبقة العمال التي كانت ترى بأن على عاتقها قامت الثورة التي جاءت به لحكم البلاد, وبالمقابل لم تحصل على ما كانت تطمح الية لاسيما في مجال الانتخابات اذ بقى العمال والحرفيين وصغار المزارعين محرومين من حق التصويت, ولم تسن القوانين التي تخدمهم, فضلا عن كونهم لاحظوا ان لويس فيليب لم يختلف عن اسلافة في تفضيل طبقة على حساب اخرى فقد فضل الطبقة البرجوازية على حساب باقي الطبقات, ورغم مساعيه الخجولة لاصلاح الوضع استمرت حالة التذمر من سياسة الحكومة في مجال الانتخابات, ومما زاد الوضع سوءً سياسة التفاهم التي قام بها مع بريطانيا ومحاولة تحجيم دور فرنسا خارجياً مما اثار غضب الفرنسيين وعدو حكومته ضعيفة مقارنة بحكم نابليون الذي جلب النصر لفرنسا اينما حل, ليأتي سوء الموسم الزراعي لعامي 1846-1847 وانتشار المجاعة ليزيد حالة التذمر بين ابناء الشعب الفرنسي لينتهي الوضع باندلاع ثورة عارمة في شباط 1848 لم تغنِ مساعي الملك وحكومته للحد منها رغم اعلان منع التجمعات العامة واستخدام القوة في البداية والتي نتج عنها سقوط العديد من الضحايا لتنتشر المتاريس في شوارع باريس, ولينتهي بعد ذلك حكم لويس فيليب الذي سارع الى مغادرة البلاد.
المشاهدات: لقد قام عضوان و 321 زائراً بقراءة هذه المحاضرة