مواضيع المحاضرة: التفسير الخرافي والاسطوري للتاريخ
قراءة
عرض

بسم الله الرحمن الرحيم

المحاضرة الرابعة التفسير الخرافي و الأسطوري للتاريخ
أدرك الأنسان القديم أسباب حركة التاريخ ومدى أستفادة الاجيال منها، كما أدرك أن الحاضر لا ينفصل عن الماضي من خلال استذكاره في مواقف معينة واستثمار حكمة الماضي وتجربة الأسلاف لتعزيز مسيرة الحضارة الى الأمام، إن عبرة التاريخ وحكمته نجدها بعد تنقية لنصوص (الشعرية والنثرية) من خلال إطارها الأسطوري من المبالغات التي جاءت اللغات بها، تكشف عن نشاط الأجيال السابقة وتجربتها الحضارية في مراحل متسلسلة من احداث ترتبط بعامل الزمن وتحدد تاريخ مضى، ووقعت على مكان محدد ان جغرافية الكون معبرة عن توافق الأرادة الألهية (حسب تصور أنسان ما قبل الأديان السماوية) مع إرادة الأنسان الواعي الباحث عن الخير والعدل من خلال سلطة عادلة عقلانية تقود عملية حياة الأنسان ووجوده على الارض نحو الرقي والتقدم. ومن الجدير بالملاحظة أن بحث الأنسان عن الحق أو بحثه عن السبل التي توصله الى ذلك. كان الدافع الاساس لاهتمامه بالتاريخ سواء احتوت أحداثه على الحقيقة أم لا، فهو دليل على أن أنسان الماضي كان يعي حركة التاريخ الذي نتج عنه (أي الوعي) التأسيس الحضاري الذي ارتقى لاحقاً وبلغ حالات متقدمة.أن انطلاق المعرفة التاريخية من أسس غايتها البحث عن جدوى قيمة دراسة التاريخ، كان السبب الأساس في بناء نظريات تفسير التاريخ التي أتخذت كل واحد منها عاملاً أو مجموعة منن العوامل أرجعت حركة التاريخ إليها، ففي الماضي البعيد كانر التاريخ ينحني منحى أسطورياً ت التاريخ الأولي للأنسان تمثل سلسلة من الحوادث المترتبة والمترابطة التي تعبر عن وعي الأنسان بواقعه الأجتماعي الذي يشكل التاريخ، ثم تطورت نظرة الأنسان الى عوامل الدفع التاريخي وتعددت النظريات في ذلك، وسنتطرق إليها بالتفصيل في فصول لاحقة، إن الطقوس والمعتقدات الدينية كانت ذات مكانة عظيمة عند الشعوب والقبائل القديمة، فقد مارست تلك الشعوب عبادة قوى الطبيعة ومظاهرها ثم تطورت تلك العبادات حتى أرتفعت الى مراحل متطورة حين توصل الأنسان القديم الى فكرة التوحيد في تصور الآلهة، بعد أن تجاوز المعتقدات البدائية كالعبادات الطوطمية وعبادة قوى الطبيعة وعبادة الكواكب وغيرها، وآمن بفكرة الروح والخلود بعد الموت وأ درك الغاية من حياة الأنسان واحداث التاريخ.لقد أرتبطت تلك التصورات بنشاطات الأنسان السياسية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية وكان أثرها واضحاً على حياته اليومية من خلال الأثر الكبير الذي منحه الأنسان في التحكم بمصيره مما جعل لها أثراً بارزاً في حركة التاريخ من خلال تحكمها في أحداثه وتسييرها كما في الملاحم القديمه (العربية وايونانية)، تلك كانت التصورات الاسطورية للتاريخ عند القدماء.يختلف الكثيرون في أدراك الفرق بين معنى الخرافة والأسطورة لأن الأثنين لهما التصور نفسه لدى اناس، لكن الفرق بينهما كبير، فالخرافة في اللغة جاءت خرف خرفاً أي فسد عقله"، ومصطلح التخريف المشتق من خرف يعني الكلام المزيف الباطل الذي لا يمت الى الحق والعقل بشئ، لذلك ظن البعض أن الخلافة نشأت عن سيادة أهواء النفس وأفعالاتها عن العقل، أما الأسطورة التي هي أقرب الى الحقيقة من الخرافة، فجاءت من الفعل سطر أو رتب الحوادث ترتيباً منظماً، وسنفصل الحديث عنها لاحقاً.
1-التفسير الخرافي للتاريخترتبط الأسطورة بالخرافة الشعبية ارتباطا وثيقاً، فالأسطورة وليدة الخرافة والأثنين حكايات شعبية تعمل على تحييد العقل أو تجاوزه والمبالغة في تصور الأحداث التاريخية وأستخدام الرمزية والخيال، وفي الغالب تكون أحداث التاريخ الأسطوري أحداث وقعت فعلاً لكنها لم ترو أو تنقل كما هي، بل أضيفت لها من الخيال ل الأنساني وعبر مراحل طويلة من تناقلها على ألسنة الشعراء والقصاصين فأصبحت تسمو علىا الواقع وتفوق تصورات العقل الانساني، والحكايات الخرافية التي هي اساطير في الأصل، عبارة عن بقايا معتقدات أو حكايات شعبية تصل في تاريخها الى أقدم العصور، تظهر الى الوجود من خلال تصورها لأحداث غير واقعية هي في الأصل أحداث وقعت في الماضي ولكنها تجاوزت الواقع من خلال ما أضيف إليها من خيال ومبالغة.وتتكون الحكايات الخرافية من مجموعة من الحكايات المختلفة يجتمع بعضها الى بعض مرة اخرى مكونة سلسلة صغيرة من الموضوعات التي يطلق عليها لفظ الحوادث، ومن مجموعة الحوادث تلك تتكون الحكاية الخرافية، وفي الأغلب كانت الاساطير تستمد وجودها من تلك الحكايات، لذلك فالعلاقة وثيقة بين الحكايات الخرافية والاساطير بأعتبارهما يستمدان وجودهما من أصل واحد. إن مدى يقينية الحكايات الخرافية مثار جدل بين الفلاسفة والعلماء، فقد وصفها بعضهم باللاعقلانية والعبث، وعند البعض الاخر كانت منبع الحكمة، وبعضهم رأى فيها تعبيراً عن تأملات أنسان الماضي واحاسيسه وبقايا قواه وخبراته الشاعرية، ولكن لا يمكن إغفال تأثير العادات والتقاليد الدينية وطقوسها في تأصيل تلك الحكايات.أن اختلاف مضامين الحكاية الخرافية وأهدافها جعلها متنوعة الاشكال ومتعددة، فقد شملت الحكايات الميثولوجية وحكاية السحر الخرافية، والحكايات الخرافية المتعلقة بالحيوانات وحكايات أصول القبائل والشعوب وغير من حكايات أخلاقية هزلية، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن تكون الحكايات الخرافية نقداً أو تمرداً على الحكايات الشعبية، لذلك كانت الأولى أبعد عن الحقيقة من الثانية لأن الحكايات الشعبية هي في الأصل أحداث واقعة فعلاً، لكنها أتخذت طريقها الى الخرافة بعد مرورها بمراحل متعددة جعلتها تسمو على الواقع بعد أن أضيفت لها من خيال الشعراء والرواة لتكون قطعة فنية خالية من الواقعية، وفي أغلب الظن أن الحكايات الشعبية هي في الأصل تعبير عن رغبات الشعوب وطموحاتها وأمانيها التي أنتجتها، كسيادة العدل والحق وأنتصار والخير وخلود الأنسان وغيرها من أهداف كان الأنسان يسعى لتحقيقها حتى ولو في الخيال، لذلك كان الخيال العامل الأساس في إخراج الحكايات الشعبية عن واقعيتها.تعد الحكايات الخرافية تعبيراً رومانسياً عن آمال الشعب الذي يرتاح الى هذا التعبير لأنه يصور له العالم الجميل الذي يصبو إليه، لذلك يمكن القول أن الحكايات الخرافية التي هي في الأصل حكايات شعبية تعبر عن عن تاريخ الشعوب وهي جزء من تجارب الأنسانية، وإن تراثنا العربي يزخر بالحكايات الخرافية التي عبرت عن واقع الحياة الاجتماعية وطموحات الأنسان العربي أنذاك، والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي التراث والمعتقدات العربية القديمة نجد الكثير من الحكايات الخرافية التي تعالج جوانب متعددة من حياة المجتمع العربي القديم وسيرة بعض رجاله، فمثلاً تعبر سيرة عنترة بن شداد عن رفض العبودية والتفرقة العنصرية، فيما تعبر سيرة الأميرة ذات الهمة عن تطلع المرأة العربية الى المساواة مع الرجل في حقوقها وواجباتها، وغيرها ممن الحكايات التي تعبر عن طموح المجتمع العربي أنذاك.أن الحكاية الخرافية عبارة عن حادثة حقيقة فسرت تسيراً خاطئاً، ويرجع ذلك الى الكتاب والقصاصين (الرواة) الذين تناولوا تلك الحوادث وبالغوا فيها وأضافوا لها من خيالهم ما يجعلها تخرج عن نطاق التاريخ الى الخرافة، والخرافات مع كل ما فيها من مبالغات وحوداث مصنوعة تدخل مع الايام في خيال الامم ثم يتناولها الكهان والقصاصون والشعراء بالتبسيط والتأنق بالتشبيه والاستعارة، ثم يتناقلها الناس جيلاً بعد جيل حتى تعدو قطعة فنية وادبية في حياة الأمة وحضارتها، وهكذا تكون تلك الحكايات جزءاً مهماً من تاريخ الأمم ويمكن احخذ العبرة والحكمة منها وتمثل تاريخ الحقيقة التي تصور لنا أحداثها.
التفسير الأسطوري للتاريختشير الوثائق التي تشكل أحد مصادر التاريخ الى وعي الأنسان المبكر بحركة التاريخ، وهذا الوعي بداية التأسيس المعرفي والحضاري لدى الامم القديمة، معبراً عنه بنوع وطريقة عيش الأنسان التي تحددها العلاقة الجدلية بينه وبين الطبيعة، ومدى قدرته على تسخيرها والاستفادة منها، كما يعكس وعيه بنوع العلاقات بين ابناء المجتمع الانساني، وحصيلة ذلك الوعي سن القوانين والشرائع لتنظيم الحياة الاجتماعية بين الناس، فضلاً عن أحساسه بأهمية البحث عن أسباب الاحداث التاريخية وحركاتها التي هي حصيلة جهد الأنسان في تفاعله مع الواقع المحيط به، مما يترتب على ذلك وعي الأنسان بالتاريخ من خلال إحساسه بعامل الزمان والمكان اللذين يشكلان أركان التاريخ.لقد أدرك الأنسان القديم أسباب حركة التاريخ ومدى أستفادة الاجيل منها، كما أدرك أن الحاضر لا ينفصل عن الماضي من خلال استذكاره في مواقف معينة وأستثمار حكمة الماضي وتجربة الأسلاف لتعزيز مسيرة الحضارة الى الأمام، إن عبرة التاريخ وحكمته نجدها بعد تنقية لنصوص (الشعرية والنثرية) من خلال إطارها الأسطوري من المبالغات التي جاءت الغات التي جاءت ببها، تكشف عن نشاط الأجيال السابقة وتجربتها الحضارية في مراحل متسلسلة من احداث ترتبط بعامل الزمن وتحدد تاريخ مضى، ووقعت على مكان محدد ن جغرافية الكون معبرة عن توافق الأرادة الألهية (حسب تصور أنسان ما قبل الأديان السماوية) مع إرادة الأنسان الواعي الباحث عن الخير والعدل من خلال سلطة عادلة عقلانية تقود عملية حياة الأنسان ووجوده على الارض نحو الرقي والتقدم. ومن الجدير بالملاحظة أن بحث الأنسان عن الحق أو بحثه عن السبل التي توصله الى ذلك. كان الدافع الاساس لأهتمامه بالتاريخ سواء أحتوت أحداثه على الحقيقة أم لا، فهو دليل على أن أنسان الماضي كان يعي حركة التاريخ الذي نتج عنه (أي الوعي) التأسيس الحضاري الذي ارتقى لاحقاً وبلغ حالات متقدمة.أن أنطلاق المعرفة التاريخية من أسس غايتها البحث عن جدوى قيمة دراسة التاريخ، كان السبب الأساس في بناء نظريات تفسير التاريخ التي أتخذت كل واحد منها عاملاً أو مجموعة من العوامل أرجعت حركة التاريخ إليها، ففي الماضي البعيد كان التاريخ ينحني منحى أسطورياً ت التاريخ الأولي للأنسان تمثل سلسلة من الحوادث المترتبة والمترابطة التي تعبر عن وعي الأنسان بواقعه الأجتماعي الذي يشكل التاريخ، ثم تطورت نظرة الأنسان الى عوامل الدفع التاريخي وتعددت النظريات في ذلك، وسنتطرق إليها بالتفصيل في فصول لاحقة، إن الطقوس والمعتقدات الدينية كانت ذات مكانة عظيمة عند الشعوب والقبائل القديمة، فقد مارست تلك الشعوب عبادة قوى الطبيعة ومظاهرها ثم تطورت تلك العبادات حتى أرتفعت الى مراحل متطورة حين توصل الأنسان القديم الى فكرة التوحيد في تصور الآلهة، بعد أن تجاوز المعتقدات البدائية كالعبادات الطوطمية وعبادة قوى الطبيعة وعبادة الكواكب وغيرها، وآمن بفكرة الروح والخلود بعد الموت وأ درك الغاية من حياة الأنسان واحداث التاريخ.لقد أرتبطت تلك التصورات بنشاطات الأنسان السياسية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية وكان أثرها واضحاً على حياته اليومية من خلال الأثر الكبير الذي منحه الأنسان في التحكم بمصيره مما جعل لها أثراً بارزاً في حركة التاريخ من خلال تحكمها في أحداثه وتسييرها كما في الملاحم القديمه (العربية وايونانية)، تلك كانت التصورات الاسطورية للتاريخ عند القدماء.يختلف الكثيرون في أدراك الفرق بين معنى الخرافة والأسطورة لأن الأثنين لهما التصور نفسه لدى اناس، لكن الفرق بينهما كبير، فالخرافة في اللغة جاءت خرف خرفاً أي فسد عقله"، ومصطلح التخريف المشتق من خرف يعني الكلام المزيف الباطل الذي لا يمت الى الحق والعقل بشئ، لذلك ظن البعض أن الخلافة نشأت عن سيادة أهواء النفس وأفعالاتها عن العقل، أما الأسطورة التي هي أقرب الى الحقيقة من الخرافة، فجاءت من الفعل سطر أو رتب الحوادث ترتيباً منظماً، وسنفصل الحديث عنها لاحقاً.يتضح مما سبق ان الأصل الواحد للحكايات الخرافية والاسطورية، وكيفية تطورها بمرور الزمن من حكايات شعبية واقعية الى حكايات خيالية نتيجة لما أضيف لها من خيال الشعراء والقصاصين، فضلاً عن ترتيبها بشكل يرضي أذواق السامعين والقراء، وياتي معنى الأسطورة كما اسلفنا من سطر أي رتب الأفكار والحوادث، وهذا المعنى يعطيها الصفة الخيالية والبحث عن الواقع، لأنه يعني بترتيبها حسب متطلبات عصره، وحسب وجهة نظر كاتبها أو مؤلفها، كما وجدنا تلك في الحكاية العربية الاسطورية والاساطير اليونانية القديمة(الألياذة والأوديسة لهوميروس)، (والأيام والأعمال وأنساب الالهة – لهزيود)، وقد وردت لفظة أساطير في القرآن الكريم بمعنى تاريخ، كما ذكرنا في الفصل الأول من هذا الكتاب، لذلك يمكن أن تعد الأسطورة بداية تكوين التاريخ، فقد جاء لفظ الأسطورة في اللغة اليونانية من كلمة (ميثوس)، وتعني القصة المتواترة أو الحكاية التقليدية عن الالهة والأبطال، ومنها أشتقت كلمة اميثولوجيا، والتي تعني (علم الأساطير) وعليه يمكن تعريف والأسطورة بانها مجموعة من الحكايات الغيبية أو الروايات المنسوجة عن الأقوام المتداولة بين الناس في العشيرة أو القبيلة أو الجماعة العرقية لغرض تجاربها، وعالمه فردياً أو جماعياً، وقد تفسر الأسطورة خلق الكون أو الأنسان أو قصة الموت والقرابين وبطولات الأبطال، وتعد الأسطورة موضوع أعتقاد ويقين وهذه الصفة الوحيدة التي تميزها عن الحكايات الخرافية،وهي ايضا العلم البدائي أو العلم الاولي، فالأصل الاسطوري للأشياء كا أسبق من الأصل التاريخي، فيما تمثل الأسطورة المحاولات الأولى لتبيين الترتيب الزمني للأشياء والأحداث، والزمن الاسطوري ليس محددا إنما هو زمن أزلي، وعندما نحلل الأفكار الاسطورية نجد حقيقة الأحداث التي تمثل عاماً غير عالم الأسطورة أو الخيال، أنه التاريخ الأول، أو التاريخ البدائي للطبيعة، لأن اصول معظم الأساطير يرجع الى الطبيعة وما يتصل بها من الظواهر فالكثير منها يتركز حول الشمس والقمر ومظاهر الطبيعة الأخرى كالصواعق والبراكين والفيضانات لذن فأن معظم الأساطير هي قصص تتحدث عن مجريات الأمور الكون وهي تعبير عن تاريخ الطبيعة، لقد كان للظواهر الطبيعية أثر كبير في فكر الأنسان في الماضي وقد قاده خوفه من تلك الظواهر الى تأليهها، لذلك فلكل ظاهرة من تلك الظواهر آله خاص بها، فالأسطورة تجسيد لحقيقة مظاهر الطبيعة وتفسير لها.ويرى البعض أن الشمس والزوابع الرعدية وما يصاحبها من برق ورعد هي أهم عناصر الأسطورة، وإن ملامح التخاطب الأولي في تطور البشر هي الاستعمالات المجازية وعناصر الأستعارة من الطبيعة، وإن الشمس هي المصدر الرئيس لكل هذه الأساليب التعبيرية في محالات الأستعارة والمجاز التي سيطرت على لغة التخاطب في عهود الأنسان الماضية، ولم تقتصر رؤية الأنسان في الماضي على أسطورية مظاهر الطبيعة المتعلقة بحركة الكواكب والنجوم وحالات الطقس والمناخ، بل تعدت ذلك الى الحيوانات والنباتات، فقد تصورت الكثير من المجتمعات البدائية للحيوانات في هيئات بشرية، تتحدث وتحكم كما لو كانت بشراً، كما ظهرت الكثير الأساطير التي تتكلم عن عبادة الاشجار وتقديسها، كما في ملحمة كلكامش السومرية، وفي الكثير من القصور والمعابد في الحضارات القديمة نجد تماثيل وصور لكائنات أو حيوانات خرافية اسطورية ترمز الى الطقوس الدينية، وهكذا كانت الطقوس الدينية جزءاً من التفكير الاسطوري للإنسان في الماضي، وفي مجال التاريخ تعد الأسطورة بمثابة تجارب وخبرات انسانية تصور أعمال الماضين وهي تمثل التاريخ الأولي اوالبدائي، وقد وجدنا أن معظم الأساطير والملاحم القديمة (العربية واليونانية)، تعبر عن أحداث تاريخية قد تكون وقعت فعلاً وكان تناقلها شفاهاً بين الأجيال حتى دونت لاحقاً بالأعتماد على الذاكرة وهذا ما قبل بداية التاريخ الأول، على الرغم من أختلاط الحقيقة مع الخيال في معظم أحداث التاريخ الاسطورية التي تنقلها لنا الأساطير، مثل مشاركة الآلهة في خوض المعارك أو صراعهم قيما بينهم على السلطة، أو كونهم على شاكلة البشر وغيرها من التصورات الاسطورية التي لا تمت للحقيقة بصلة.لقد كانت معظم الأساطير تعالج مسألة الصراع على السلطة بين الآلهة انفسهم أو بين الملوك والحكام وتارة بين الأبطال وهذا الجانب السياسي في الامم الذي تتناوله الأسطورة، عبارة عن التاريخ السياسي لتلك الأمم، أن اختلاط الساسة بالدين والتاريخ في الأسطورة يجعلها مصدراً مهماً للتاريخ، يطلعنا على أحداث الماضي مشوبة بالخيال ويمدنا بالحكمة وهذه غاية التاريخ، لذلك فالأسطورة تمثل سجلاً تاريخياً مضبوطاً للأحداث الجارية عبر ماضي الجماعات والشعوب)، وسجلات التاريخ مليئة بالأساطير وهذا ما يعزز كونها تاريخا اولياً أو بدائياً، يروي لغرض الاستفادة منه وأخذ العبرة والحكمة لبناء الحاضر والمستقبل.



رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام عضو واحد فقط و 940 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل