مواضيع المحاضرة: الارشاد التربوي
قراءة
عرض

مادة الأرشاد التربوي

أستاذ المادة : م. م هدى جواد كاظم الموسوي
تاريخ النشر : ٢٠٢٠/٥/٤

سنكمل في هذه المحاضرة أن شاء الله تعال كلاً من (نظرية الذات) و(النظرية الوجوديه).
1. نظرية الذات : تعد الذات جوهر الشخصية , فمفهوم الذات هو حجر الزاوية فيها , وهو الذي ينظم السلوك , وأهم نظريات الذات هي : نظرية الذات لـ (كارل روجزر) , وأهم محاورها الرئيسية :-
1- الذات : هي كينونه الفرد , وتتكون نتيجة للتفاعل مع البيئة , وقد تمتص قيم الآخرين , وتسعى إلى التوافق والاتزان والثبات وتنمو نتيجة النضج والتعلم , وتصبح المركز الذي تنتظم حوله كل الخبرات. وتشمل :-
• مفهوم الذات المدرك (الواقعي) : وهو مجموعة القدرات والامكانات التي تحدد الصورة الحقيقية للفرد.
• مفهوم الذات الاجتماعي : وهو المدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد أن الآخرين في المجتمع يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

• مفهوم الذات المالي : وهو المدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون عليها.
2- الخبره : هي شيء أو موقف يعيشه الأنسان في زمان ومكان محددين , وهي متغيره , يدركها ويقيمها في ضوء مفهوم الذات والمعايير الاجتماعية أو يتجاهلها أو ينكرها أو يشوهها (إذا كانت غير متطابقة مع بنية الذات).
فالخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم الذات ومع المعايير الاجتماعية , تؤدي إلى الراحه والخلو من التوتر وإلى التوافق النفسي , اما الخبرات التي لا تتفق مع الذات ومفهوم الذات والتي تتعارض مع المعايير الاجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد ويضفي عليها قيمه سالبه وتؤدي إلى تهديد واحباط مركز الذات والتوتر والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه المدركات والإدراك غير الدقيق للواقع.

3- الفرد : قد يتجاهل الفرد أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعوريه أو لا شعوريه , إذ أن الفرد لديه دافع أساس لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذات , فيتفاعل مع واقعه في اطار ميله لتحقيق الذات , ولديه حاجات التقدير من الآخرين.
4- السلوك : ويقصد به نشاط موجه نحو تحقيق واشباع حاجات الفرد وفقاً لما يدركه , ويتفق السلوك مع مفهوم الذات ومع المعايير الاجتماعية , واحياناً نجد أن بعض ذلك السلوك لا يتفق مع بنية الذات والمعايير الاجتماعية فعندما يحدث تعارض يحدث سوء التوافق النفسي , ويمكن تغيير السلوك وتعديله , واحسن فهوم لسلوك الفرد يكون من وجهه نظر الفرد نفسه ومن داخل اطاره المرجعي , أي من داخل مجاله الإدراكي , فما هي افضل طريقة لتغيير السلوك ؟ يكون تغيير السلوك عن طريق احداث التغيير في مفهوم الذات.
5- المجال الظاهري : ويقصد به الخبره المتغيرة باستمرار , وهو عالم شخصي ذاتي يتضمن المدركات الشعورية للفرد في بيئته , ويتفاعل الفرد مع المجال الظاهري (الشعوري) كما يخبره وكما يدركه , ويعتبر ذلك واقعاً وحقيقة تحدد استجابته وسلوكه.


مما تقدم نستنتج أذا أتفقت الذات الواقعية للفرد مع ذاته الاجتماعية والمثالية , فإنه يشعر بتوافق مع نفسه ومع المحيط الذي يعيش فيه , إما إذا كان هناك تنافر أو عدم تطابق بين الذوات الثلاث , فإن سوء التوافق وعدم الأتزان سيطغى على حياة الفرد مما يدفعه إلى البحث عن اسلوب قادر على أن يتبنى التوافق داخل هذا الفرد. وترى هذه النظرية أن الذات تتكون وتتحقق من خلال النمو الايجابي , فهي تمثل صورة الفرد وجوهره وحيويته , لذلك فأن فهم الأنسان لذاته أثر كبير في سلوكه من حيث الاستقامه أو الانحراف.
ولابد من الأشارة إلى تفصيل مهم إلا وهو أن الهدف الأساس للأرشاد في ضوء نظرية الذات هو مساعدة المسترشد في الوصول إلى معرفة ذاته ومحاولة اعادة صياغة هذه الذات عن طريق أزالة العقبات التي تعترضه , وإذا تمكن المسترشد من معرفة ذاته فإنه يستطيع أن يتحرر من السلوك المتعلم غير المنسجم مع ذاته ومع الآخرين , فيرى (روجرز) أن الفرد لديه قوه دافعه فطريه وهي في حاجه إلى تحقيق الذات.
*وطبقاً لهذه النظرية فإن الإرشاد يهدف :-

• مساعدة المسترشد ليصبح أكثر نضجاً , وأن يعيد حركته نحو تحقيق ذاته , وأن يزيل العوائق والموانع التي تمنع ذلك.
• تحرير الأفراد من القلق والشك الذي يمنعهم من أن يتطوروا وينمو وتنمية امكاناتهم الأساس , ويصبح بذلك الارشاد هو عملية تحرير لقوى موجودة فعلاً عن فرد قابل لأن يستخدم هذه القوى.
• اتاحة الفرصة للأفراد للانفتاح على الخبره , وأزالة ميع العوائق التي كانت تعيق ادراكه الصحيح لخبراته أي تغيير طريقة ادراك الفرد للأحداث.
• تقليل الفجوة بين الذات المدركة (الواقعية) والذات المثالية.
* النقد الموجه لنظرية الذات :-
• أن النظرية لم تبلور تصوراً كاملاً لطبيعة الأنسان , وذلك لتركيزها الكامل على الذات ومفهوم الذات.
• يرى (روجرز) أن الفرد له وحدة الحق في تحقيق اهدافه وتقرير مصيره , ولكنه نسى أن الفرد ليس له الحق في السلوك الخاطئ.

• يؤكد (روجرز) أن الفرد يعيش في عالمه الخاص ويكون سلوكه تبعاً لأدراكه الذاتي , أي أنه يركز على أهميته الذاتيه – وهو يركز عمليه الارشاد حول المسترشد – على حساب الموضوعيه , ويركز على الجوانب الشعوريه على حساب الجوانب اللاشعوريه , ونسى أن الأنسان يستطيع الوصول إلى الحقيقة الموضوعيه , وإن الجوانب اللاشعوريه لها أهميتها.
• يضع (روجرز) أهميه قليله أو ثانويه للأختبارات والمقاييس كوسيلة لجمع المعلومات للإرشاد النفسي.
4. النظرية الوجوديه :
ما هي أهم المفاهيم الأساسية للنظرية الوجوديه ؟
1- الحريه : وهي الشيء الذي لا يستطيع الأنسان أن يعيش بدونه بوصفه وجوداً أنسانياً , والأنسان حر نفسه بنفسه , والوراثه والبيئه والتربيه والثقافه كلها مبرأة وأيضاً المثرات الخارجيه قد تكون معوقه ولكتها ليست مقررة ولا محددة.
2- المسؤولية : الشخص مسؤول لأنه يستطيع أن يختار , والوعي بالذات هو امكانية الشخص لأمتلاك الخبره.

3- القلق الوجودي : هو أساس أو توجس يشعر صاحبه بأن علاقاته الاجتماعيه مهددة وكذلك بعض قيمه التي يعتقد بأهميتها لوجوده , وما ينتج عن ذلك من احباط وقلق يؤدي بدوره إلى الشعور بالقلق , والقلق ليست حالة مرضية ترتبت على تجارب صادمة من الطفوله , ولكن مكوناً من مكونات الذات أو كما قال (تيليش) أن القلق هو الحالة التي تتولد عن الصراع بين نكون او لا نكون.
4- عوالم الكائنات الإنسانية : الكائنات الإنسانية تعيش في ثلاثه عوالم في نفس الوقت :-
- العالم البيولوجي : من غير وعي ذاتي.
- عالم العلاقات الداخلية المتبادلة أو المواجهات مع الأشخاص الآخرين مع وجود الوعي المتبادل.
- عالم الكينونه أو الكيان الذاتي أو الوجود في ذاته.
ويتبادر إلى الذهن السؤال الآتي :-
كيف تنظر الوجوديه إلى الأنسان ؟


تنظر الوجوديه إلى الأنسان الآن وما سيكون عليه مستقبلاً , ولا يمكن فهمه الا أذا تمت معرفة نظرته لنفسه وفهمه للآخرين , والقاء الضوء على (كينونته) وما سيصبح عليه (صيرورته), وهذا يتحدد بفهم نفسه , وتحديده لذاته , وتعامله معها , فالشخصيه السويه هي التي تتقبل الواقع , وتندمج مع المجتمع الكلي.
أن التعامل مع المسترشد في ضوء النظريه الوجوديه يجب أن يكون معه ككل , ومعرفة وجوده في عالمه الخاص الذي يعيش فيه , لاسيما وان ذلك العالم في حالة تغير مستمر وتداخل بين ماضيه وحاضره ومستقبله وأن الاضطرابات الانفعاليه هي نتيجة للعجز عن رؤية معن للحياة أكثر من أن تكون نتيجة لدوافع مكبوته أو الآم أو لذات ضعيفه , فإن لم يدرك معن الحياة ولم يشعر بالحرية ولا يتحمل مسؤولية اعماله واختباراته ولا يتقبل نواحي ضعفه فذلك يعني الاضطراب النفسي.
5- الارشاد الوجودي : أن الاضافه المهمه للأرشاد والعلاج الوجودي تتمثل في فهمه للأنسان ككائن , وأن هدف العلاج هو أن يخبر المريض بحالته كواقع , والغرض من ذلك أن يصبح واعياً بوجوده , حيث أن أحدى

خصائص العمليه العصابيه هو فقد الفرد الاحساس بوجوده , لذلك كان من المهم أن يكون محور اهتمام وتركيز العلاج الوجود هو الوجود (أي كما يخبره بما يشعر المسترشد به وليس الاعراض الظاهره عليه , وهو بذلك يختلف عن معظم العلاجات التقليديه , فهنا يساعد المرشد المسترشد على أن يكتشف عالمه الحالي ويتفهم الآخرين , لذلك فهو لا يقدم تفسيرات وتحليلات لخبرات الفرد بالماضي.
ويرى الوجوديون أن هناك اربع انواع من العلاقات في حياة الفرد :
1. العلاقة التي تتم عن ريق الصداقة بدون اعداد مسبق.
2. العلاقة التي تتطلب النزال وتحقيق الانتصار أو الفشل.
3. العلاقة الناتجه عن الشعور بالأمن الزائل أو القدرة المطلقه على السيطره , ... الخ
4. العلاقة الناتجه عن كون الفرد حراً في وجوده مسيراً وفق ما يريد , ... الخ.

وير الوجوديون أن على المرشد أن يتصف بالصدق ليستطيع أن يكون علاقه مع المسترشد , وعليه أن يتيح الفرصه للمسترشد ليكشف الصفات الايجابيه فيه , وهذا الامر يتطلب من المرشد أن يدخل عالم المسترشد , وسيشترك معه في علاقات حقيقيه حتى يستطيع المسترشد أن يكون علاقه مع الآخرين ويكشف وجودهُ.
مما تقدم نستنتج ليس هناك طرق ارشاديه للنظريه الوجوديه , انما تعتمد على ما يعتقده المرشد من أساليب تساعد المسترشد على فهم ذاته , وبالتالي النجاح في تكوين علاقات ناجحه.



رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام عضو واحد فقط و 298 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل