مواضيع المحاضرة: المسألة الشرقية
قراءة
عرض

الجزء الاولد. نرجس كريم

العلاقات الروسية العثمانية منذ اندلاع حرب القرم حتى مؤتمر برلين (1853- 1878)

المسألة الشرقية وحرب القرم:-

المسألة الشرقية يقصد بها المشكلة التي ظهرت على اثر ضعف الدولة العثمانية منذ اواخر القرن الثامن عشر, وتجسدت بشكل اوضح في القرن التاسع عشر تمثلت بتنافس الدول الكبرى فرنسا وبريطانيا وروسيا لاقتسام املاك الدولة العثمانية التي اطلق عليها القيصر الروسي» الرجل المريض» وهذا التنافس يشكل جزء من ظاهرة الصراع الاستعماري بين الدول الاوربية الكبرى للسيطرة على اكبر قدر ممكن من المستعمرات في اسيا وافريقيا خلال القرن التاسع عشر.
كان هناك عدد من الاسباب ساهمت في زيادة التدخل الاوربي في الاراضي العثمانية يأتي في مقدمتها ضعف الدولة العثمانية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا, مما ساهم في قيام ظهور الحركات القومية في بلاد البلقان للتخلص من الحكم العثماني وتدخل الدول الاوربية لنجدتها بحجة حماية المسيحيين على تلك الاراضي , لاسيما في صربيا واليونان.

ابرز الدول التي ارتبطت بهذا النزاع:-

امبراطورية النمسا والمجر:- جاءت الفرصة مؤاتيه لتوجه النمساويين الى اراضي الدولة العثمانية في منطقة البلقان بهدف السيطرة عليها لاسيما بعد اندحارهم في سادوا امام بروسيا 1866.
روسيا القيصرية:- تزعمت روسيا الحركة السلافية في البلقان ورعايتها وتشجيع الحركات القومية في البلقان مما ادى الى اصطدامها بالعثمانيين وامبراطورية النمسا والمجر. فروسيا كانت تهدف للوصول الى المياة الدافئة في الخليج العربي والبحر المتوسط.
بريطانيا:- ارتبطت قضية تأمين الطرق البحرية والنهرية الى الهند بالسياسة البريطانية ومواقفها من الصراع الدائر بين روسيا والنمسا حول الدولة العثمانية والحصول على سلسلة من الامتيازات في العراق والخليج العربي. وقد كانت بريطانيا في بداية الصراع تهدف الى المحافظة على كيان الدولة العثمانية بوجه اي توسع اوربي وتقوية الوجود والنفوذ البريطاني فيها. لكنها غيرت سياستها تجاة الدولة العثمانية من سياسة المحافظة الى سياسة الاحتلال واقتسام الدولة العثمانية .
فرنسا:- امتازت العلاقات الفرنسية العثمانية بالصداقة منذ القرن السادس عشر, لكنها تغيرت بعد الغزو الفرنسي لمصر عام 1798, لتنظم فرنسا الى الدول الاوربية للقضاء على الدولة العثمانية .

حرب القرم 1853-1856:-

تفاقم الصراع بين الدول الاوربية الكبرى في بداية عام 1853, وكانت روسيا تطالب بحماية الرعايا الارثوذوكس كي تتخذ من ذلك ذريعة للوصول الى الاراضي العثمانية , فاحتلت روسيا في تموز 1853 ولاكيا وملدافيا مما دفع السلطان االعثماني الى تقديم انذار طالب به سحب القوات الروسية, ولما رفضت روسيا الانذار اعلنت الحرب في 16 تموز , ليدخا الاسطولين الفرنسي والبريطاني الدردنيل في 22 تموز بطلب من السلطان العثماني , وهكذا قامت حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية رجحت فيها كفة الروس بعدما تمكنوا في 30 تشرين الثاني 1853 من تدمير الاسطول العثماني واغراقه في ميناء سينوب الذي استولى عليه الروس.
نتج عن هذه الحرب تحول الحرب الى حرب اوربية بعد ان تدخلت الى جانب الدولة العثمانية , وقد اجتاز الاسطولان الفرنسي البريطاني البسفور للدخول الى البحر الاحمر لحماية السفن والموانئ العثمانية كما جاء في اعلان قائد الاسطولين.
امام وقوف الدول الاوربية الى جانب العثمانيين وتحشد قوات الحلفاء في فارنا اجبر القيصر الروسي على اخلاء امارتي الدانوب لتحل محله القوات النمساوية.


في اواخر عام 1854 كانت تجري في جبهات القتال معارك دامية تمكن الحلفاء خلالها من ضرب حصارهم على سيباستبول.
وفي عام 1855 توفي القيصر نيقولا الاول ليحل محله الاسكندر الثاني الذي كان يعتقد بانه اكثر تساهل من ابية. ففي اذار 1855 عقد مؤتمر فيينا طالب فيه الحلفاء تجرد روسيا سيباستبول من السلاح والتزام ضمان سلامة الدولة العثمانية وتحييد اسطولها الحربي في البحر الاسود.
في شباط 1856 وافقت روسيا على الانذار النمساوي الذي سبق وتقدمت به في كانون الاول 1855 القاضي استبدال الحماية الروسية على ولاكيا وملدافيا بالدول الكبرى و تخلي روسيا عن حماية رعايا السلطان المسيحيين, وتنازل روسيا لصالح ملدافيا عن الجزء المتاخم للدانوب من بسارابيا. وفعلا بدأ مؤتمر الصلح في باريس في 25 شباط لينهي اعمالة في اذار 1856.

مؤتمر باريس 1856:-جاء فيه

حرية الملاحة في نهر الدانوب وتشكيل لجنة من مندوبي الدول الموقعة على المعاهدة.
تخلي روسيا عن حمايتها ولاكيا وملدافيا .
ضمان الدول الموقعة على المعاهدة لاستقلال صربيا الذاتي على ان تبقى تحت السيادة العثمانية.
تخلي روسيا عن الجزء الجنوبي من بسارابيا لصالح ملدافيا.
اعادة قارص الى الدولة العثمانية, وسيفاستبول في القرم الى روسيا.
حياد البحر الاسود ومنع روسيا والعثمانيين من ان تكون لهم اكثر من ست سفن تجارية حمولة كل منها ثمانمائة طن واربع سفن حمولة كل منهن مائتي طن.
تعهد الدول باحترام استقلال الدولة العثمانية .



رفعت المحاضرة من قبل: اسامة ايمن عبد الغني
المشاهدات: لقد قام عضو واحد فقط و 405 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل