علم الاخلاق docx - D. Haider
قراءة
عرض
لماذا ندرس علم الاخلاق الطبية ؟علم الاخلاق : يعرف بانه مجموعة من المباديء المعيارية التي ينبغي ان يجري السلوك البشري بمقتضياتها وباعتبار ان مباديء الاخلاق هي التي ترسم السلوك الحميد وتحدد اهدافه وبواعثه علم الاخلاق الطبية : يبحث في الاسس الاخلاقية لممارسة مهنة الطب بشكل عام كممارسة انسانية او بشكل خاص في ما يتعلق بالاختصاصات الطبية المختلفة . ويهدف الى رسم السلوك الصحيح امام الاطباء وفي علاقتهم مع المرضلى والاخرين وهذا السلوك مبني على جدار مهني سليم وقويم وبعيدا عن الاعوجاج والانحراف وراء النوازع والاهواء البشرية . والاخلاق الطبية موضوع ديناميكي وعلمي وتقني متطور كتتطور علوم الطب المختلفة ويواكب جميع تتطورات مهنة الطب وعبر جميع العصوروألاخلاق بشكل عام تعرف بانها مجموع المعارف والاتجاهات والممارسات التي تندرج تحت ما يمكن ان يكون خيرا او شرا وتشمل الفضائل والرذائلوعلم الاخلاق ممكن ان يقسم إلى :علم ألاخلاق النظري والذي يبحث عن معنى الخير والشر وعن العناصر والمواد الاولية لحقيقة الخير والفضيلة من دون تقييد وتخصصيص . وعلم الاخلاق العملي الذي يبحث ليس كفكرة ولكن ما ينبغي ان تكون معاملة الناس مع بعضهم البعض والغاية من ذلك وكذلك مصاديق الخير والفضيلة والتي تقع على الحواس كالوفاء والامانة والاخلاص .من اهم مصادر الاخلاقالدين والعرف والضميران كلمة ( Ethic) جائت من الكلمة اللاتينية Ethos والتي تعني مجموعة الخصائص ويؤكد المعاصرون على ان دراسة علم الاخلاق يجب ان تكون قيم ومفاهيموهنالك نظريتين معاصرتين في الاخلاق :نظرية المنفعة ( Utilitrinizm ( : افترض جون استيوارت ميل ان الاعمال الخيرة مادامت تودي الى سعادة اعظم بين اكبر عدد من الناس فيحكم على الاعمال كانت خيرة او سيئة بنتائجها . والمؤاخذة على هذه النظرية ان السعادة العامة والشخصية ليست قياسا محددا وعام كذلك هذه النظرية قد تكون مسوغا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة . والى اي مدى يجب ان ناخذ بنظر الاعتبار سعادة المجموع على سعادة الفرد او بالعكس فما يحقق سعادة المجموع قد يكون على حساب استقلالية الفرد او حتى كرامته نظرية الديونتولوجي : يقوم هذا المذهب على اساس ان لكل عمل ما التزانات اخلاقية والعمل يكون خيرا مادام يلبي تلك الالتزامات . وهذا المذهب استند الى فكرة ( كانت ) في القرن الثامن عشر والذي افترض مبدأ عام وهو ان السلوك الجيد يتطلب احترام الناس وانفسهموهذه النظرية تعطي اهمية وقدسية لحرية واستقلالية الفرد وكرامته وتعتبرهما حقين اخلاقيين يجب ان ناخذهما بنظر الاعتبار عند اتخاذ اي اجراء او قرار . ويبدو ان ممارسة السلوك المهني تستند الى هذه النظرية وان اسس الممارسة السليمة وهي عمل كل ماهو خير للمريض وعدم اجراء ما يضره واحترام استقلاليته قائمة عليه .تدريس علم ألاخلاق ألطبية ونستنتج ان الغاية الاساسية لتدريس علم الاخلاق الطبية لطلبة كليات الطب هو تعريفهم بالاسس الاخلاقية السليمة لممارسة مهنة الطب ومميزات وصفات السلوك المهني الطبي القويم بصورة عامة والتي تنطبق على كل ممارسة سلوكية اجتماعية وكذلك بصورة خاصة في اختصاصات مهنة الطب المختلفة .أنّ علم ألاخلاق يتضمن ألمشاكل ألاخلاقية و كيفية حلّها و ألدواعي وألمقاصد ألتي يستوجب من خلالها تطبيق مبادئ علم ألاخلاق و ماهي عواقب تطبيق هذه ألمبادئ وألضوابط ألاخلاقية وكذلك يجب علينا أن نعرف ألابعاد وألنطاق أو ألسياق ألذي بموجبه يتم اجراء و تطبيق تلك ألعمليات ألاخلاقية . وممكن أن نلاحظ 3 أنواع من ألاخلاق :( 1 ) ألاخلاق ألمبنية على ألفضيلة و ألكمال وتتضمن ألمعاني وألصفات ألحسنة وألجيدة وألانسانية وألتي يتحلى بها ألانسان وألسلوك ألصحيح ألواجب أن يسلكه ألانسان وألدواعي وألآهداف ألتي أدت لقيامه بمثل هذا ألسلوك وهذا ألسلوك قد يكون جيدا" أو غير حسن في نظر ألاخرين أو معقولا" أو غير معقول أو لخدمة ألاخرين أو لتحقيق أغراضه ألخاصة.ودائما" ألاعمال ألحسنة وألصحيحة تنبع من ألخلق ألحسن والانسان ألصالح ( ألمؤمن من سلم ألمسلمون من لسانه ويده )( 2 )علم ألاخلاق ألمبني على كون ألاعمال ألاخلاقية أما أن تكون عملا" صالحا" أو غير صالح بغض ألنظر عن عواقب هذه ألاعمال هل من ألخطأ أن تقتل ؟ أو تكذب؟ أو تخالف ألتقاليد ؟ أو تخلف ألموعد ؟ وفي هذا ألمبدأ ألعمل يكون صحيحا" مادام يتماشى مع او يتطابق مع ألقواعد وألاعتبارات ألاخلاقية .Deontological Ethics ( from Greek word FOR DUTIES ) either : Rights and Duties Omissions and Acts ( 3 ) علم ألاخلاق ألتليولوجي وهو ألعلم ألمنطقي وألمبني على ألمنطقية وأللاحقية وعلى عواقب ألعمل ألذي تقوم به وكل عمل أخلاقي له عواقب جيدة أو غير جيدة(Consequentialism ) (Teleological Ethics) حقوق ألانسان : للانسان حقوق وحاجات وضروريات الحياة والمعيشة وهذه الحاجات تكاد ان تكون متساوية لجميع البشرولكن توجد بعض الفوارق في حاجات البشرويجب ان نغلم بأنّ الانسان محدد فى حياته بالمكان والزمان ومقدرة الدماغ والله تعالى وحده القادر على كل شئ . ولكل أنسان شعور واحاسيس وحاجات عامة تختلف من شخص لاخر وهذه الحاخات موروثة فى كيان الفردويعتمد عليهابناء حياة الانسانهل توجد حدود للحاجات البشرية ؟ الجواب نعم هل توجد حدود لاحتياجات البشرية ؟ الجواب كلاّ توجد قوانين وتشريعات اخلاقية لتلبية الحاجات الاساسية للانسانية ولكن هذه القوانين لاتطبق بالضرورة على أحتياجات ورغبات البشر . فليس كل ماندعوه جقوق انسان هى حقوق انسانية . يجب ان نتأكد من ذلك . اذ غير من الممكن التخلص من الالم كليا ؟ اذ قد نحتاجه للتشخيص والمتابعة ولكن يجب ان لانهمل او لانبالى لوجود الالم عند المريض . هل حقوق الانسان لديها حدود ؟ وما هى حدودها؟ ليس منّا من بات شبعانا وجاروه جائع حريّة الانسان : بعض الفلاسفة يفترضون انّ الحرية هى شرط من حقوق الانسان ومفهوم الحرية يعني ان اي شخص يجب ان لا يجبر على الطاعة بطريقة غير عادلة البشرية ليس لها الحق ان تمتنع عن الطعام لدرجة الموت حرية الانسان : ممكن امرأة لاتاكل لكي تطعم اطفالها؟ لها الحريةماهي حدود الحرية ؟ حتى الطفل والمسن وفاقد الوعي والبصيرة لا يفقد حقوقه وحريته ولكن يحتاج الى من يقرر حالته . يجب ان لا ننسى بان الحقوق تحتاج الى واجبات ولكي يتسع المجال للحقوق على ان تعمل وخصوصا في مهنة شفاء وصحة المريض يجب ان نذكر دمج الحقوق والواجبات وهي تمثل اساسيات علاقة المريض بالمهنة الطبية ألطبابة : عرف القيسى الطبابة باتها (( ممارسة فنية اخلاقية هدفها خدمة الاتسانية ويستخق فيها الطبيب الثقة التي يودعها فيه مريضه )) أنّ أختيار الطبيب لمهنته الطبيةبمحض ارادته ورغبته يحتم عليه الالتزام الكامل بمبادئها وتقاليدها ويفرض عليه القيام بتصرفات سلوكية تتفق ومثلها العليانظرة تاريخيةواداب المهنة ليست وليدة اليوم او البارحة بل هي موغلة في القدم وبخاصة حضارتنا فى العراق اذ كشفت التنقيبات الاثرية عن شرائع عراقية تعتبر واحدة منها من اقدم شريعة عرفها الناس هى شريعة اورنمو، وانّ من يطلع على تلك الشرائع العراقية يجد فيها مايدل دلالة مباشرة او غير مباشرة على بلوغ الطب واداب المهنة الطبية شان لم تبلغه مهنة اخرى فى ذلك العهد تناولت تلك الشرائع ما له علاقة بالطبابة: مثل الغرامة لمن يسبب قطعاِِ او كسرا او جدع انف ............... شريعة حمورابي :قد جمعت ونقحت مواد تشريعية متعددة وحسب طبيعة العصر وتدل على وجودضوابط كانت تحدد من سلوك الاطباء واستقلالية المهنة وتحديدها بالاطباء وليس الكهنة وقد حددت الشرائع اجور اتعاب اللاطباء وتثبيت العقوبات المهنية. وهذا يدل على وجود مايشبه النظام النقابي الرسمي او شبه الرسمي .في مصر القديمة: توجد قوانين تحكم حركة وعمل مهنة الطب وتتضمن اتباع طرق العلاج الموثوقة. الطب اليوناني القديم : ابو قراط المولود فى 460 ق. م. اراد ان يجعل الطبابة مستقلة عن الحكومة ولقاء ذلك الزم الاطباء بالتقيد بقسمه المشهور قسم ابو قراط وحاليا تم اختزال القسم الى القسم الطبي اللذى يردده الطلبة الخريجين (( أقسم بالله العظيم وبمقدساتي ان اكون وفيّا لمن علمني هذه المهنة، عطوفا على المرضى ، مؤثرا مصلحتهم ،وان لاافشى سرّا لمريض ولااعطى دواءا بقصد الاضرار, وان اكون حسن السيرة مع زملائي ، مخلصا لامتي ووطني )) وجاء الدين المسيحى والدين الاسلامى ومعهما كل التعليمات السمحاء ورسالة السماء الى البشرية كافة فاضافت الى مهنة الطب كل اخلاقياتها وفى التاريخ يخبرنا كيف تمسك الاطباء بمهنتهم من خلال تمسكهم بالقسم الطبي حيث اراد احد الخلفاء العباسيين من الطبيب حنين بن اسحق ان يصنع له سمّا قاتلا يريد به قتل احد اعدائه فامتنع حنين وسجن وكان جوابه عن امتناعه عمل السم : (( يمنعنا عن ذلك الدين وما كنا اقسمنا عليه فى الناموس الطبى ( قسم ابو قراط ) ومن وصايا الرازى لاحد معارفه من الاطباء: ((......... فاول مايجب عليك صيانة النفس عن الاشتغال باللهو والطرب ، والمواظبة على تصفح الكتب ، واعلم يابني انه ينبغي للطبيب ان يكون رفيقا بالناس حافظا لغيبهم، كتوما لاسرارهم ، لاسيما اسرار مخدومة ...واذا عالج النساء يجب ان يغض طرفه ولا يجاوز موضع العلة ........ وقد اضاف الرازى في وصيته اعلم يابني انّ من المتطببين من يتكبر على الناس..... وينبغى للطبيب ان يعالج الفقراء ولاغنياءعلى السواء....... واياك ومعاشرة الشراب اذا كنت فى خدمة الملوك والاكابر بما احتاج اليك في وقت تصادف سكران فربماتصغر فى عينه ويقع فى علاجك )) وفى وصيته للمتعلمين قال الحكيم جالينوس :((...... على الطبيب ان يكون مخلصا لله تعالى ، وان يغض طرفه عن النسوة..............)) وكان الطبيب المجوسي يوجه الارشادات لمن يمتهن الطب نذكر مقتطفات منها : (( ينبغي لمن اراد ان يكون طبيبا فاضلا ، ان يتخلق بالاخلاق الحسنة والفاضلة وان لايتهاون فيها وينبغي لطالب هذه الصنعة ان يكون ملازما للبيمارستانات ، كثير المداولةلامور المرضى واحوالهم ، متذكرا ماقد قرأه عن تلك الاحوال، وما تدل عليه من خير او شر، وهو ان فعل ذلك فأنه يكون قد بلغ من هذه الصنعة مبلعا حسنا )) وقد ارسى الاطباء العرب والمسلمون الاوائل تقاليد راسخة في الاخلاق الطبية والسلوك المهني قائمة على اساس قيم الاسلام وفضائله واستمدت اصولها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة فقد اكدت التعليمات على شرف الطبيب وصفات الطبيب عند العرب وكذلك تعليمات السلوك المهني وفي الحديث النبوي الشريف:((من تطبب ولم يعلم منه قبل ذلك فهو ضامن )) يؤكد الرسول الكريم ان المعالج يضمن الضرر المترتب على فعله اذاكان جاهلا او كان فِعلِه غير مأذون فيه او خطأ فيه وبصورة عامة اذا جاوز حدود حقه .))وعلى الطبيب المسؤولية ببذل العناية اللازمة للمريض ليس فقط لتحقيق نتيجة ما وقد تكون مسؤولية عناية وليست مسؤولية شفاءومن المبادئ الاساسية لمزاولة او ممارسة مهنة الطب : 1 . أ نّ كل عمل طبى يجب ان يكون لمصلحة المريض المطلقة ويجب ان يتم برضاه 2 . يجب ان يكون كل عمل طبي ضرورة تبرره. 3 . يجب ان يبذل الجهد فى العناية بالمريض دون تجاوز الحدود المعروفة او حدود الاقتدارومن اداب واخلاق مهنة الطب:أولاً/ الممارسة الطبية الناجحة تعتمد بالاساس على علاقة الثقة بين المريض والطبيب . ثانياً/ في تأريخ العائلة والمجتمع قد تحتاج العلاقة الناجحة الى فترة طويلة ولكن فى مهنة الطب تبنى العلاقة والثقة للفترة الاولى . ثالثا / لبناء العلاقة الصحيحة نحتاج الى نمط من السلوكية الطبية الصحيحة من قبل الاطباء من كافة الجوانب المهنية ( كمهنة ) ، الوظيفية ( كواجب ) ،الاجتماعية ، والقانونية. رابعا / ماذا يتوقع المريض من العناية الطبية: خامسا / أنّ قدرة المريض على اتخاذ قراراته بنفسه يجب ان لاتهمل او يساء تقديرها. دائما يجب ان نفترض انّ المريض قادرا كليا على فهم مشكلته الطبية وما يرافقها من عواقب ومشاكل وبغض النظر عن امكانية المريض ودرجةتعليمه. سادسا / كيف ؟ وماذا ؟ ومتى ؟ تخبر المريض حول التشخيص ، العلاج التكهن بعض العوائل يعتبرون أخبار المريض بجالته الصحية شئ مرعب للمريض وتترتب عليه عواقب وخيمة للمريض لايتحملها او فى بعض الاحيان لايفهم المريض كل التفاصيل . فى حين نلاحظ بعض المرضى لايرغب أخبار عائلته بمرضه وفى مثل هذه الحالات يجب أخذ النظر بالاعتبار لحاجات المريض وكذلك الحقوق الانسانية للمريض واعطائها اعلى درجات الاهمية والاعتبار الانسانى وفى حالة وجود خلاف او نزاع فى هذا الموضوع يجب علينا ان نضع فى الاولوية والمقام الاول حاجات ورغبات المريض وعادة اكثر اهمية من رأى عائلته . وفى معظم الاوقات هذه الحالات تكاد ان تكون نادرة الحدوث وممكن حلّها بالنقاش والتفاهم . كيف تكون توقعات المريض من خلال العناية الطبية ؟ ? 1- المريض يجب ان نناقش معه قررارات العلاج الطبي. ? 2- يجب ان تكون للمريض معلومات وافية حول مرضه .? 3- يجب ان يعرف حصيلة ونتيجة المرض .? 4- الائتمان على اسرار المرض ومنحها الخصوصية الازمة والثقة التامة .? 5- ان قدرة المريض على اتخاذ قرراراته بنفسه يجب ان لا تهمل او يساء تقديرها دائما يجب علينا ان نفترض ان المريض قادر كليا على فهم مشكلته الطبية وما تتضمنه من عواطف ومشاكل بغض النظر عن درجة تعليمه .? 6- كيف ومتى نخبر المريض حول التشخيص والمعالجة والتكهن ؟ بعض العوائل يعتبرون اخبار المريض بحالته شيء مرعب ومخيف له وتترتب عليه عواقب وخيمة لا يتحملها المريض حيث المريض لا يفهم المعلومات الطبية بكل تفاصيلها وقد نلاحظ بعض المرضلى لا يريد لعائلته معرفة مرضه والموضوع الذي يشكو منه في كل هذه الحالات تمثل الحقوق الانسانية للمريض ويجب ان تعطى اعلى درجات للاعتبار . وفي حالة وجود اي خلاف او نزاع لمثل هذه المواضيع يجب علينا ان نعطي في المقام الاول حاجات ورغبات المريض والتي تكون عادة اكثر اهمية من رأي عائليه . ان مثل هذه النزاعات والخلافات تكاد تكون نادرة الحدوث في علاقة الطبيب والمريض وبالمناقشة ممكن حل جميع المشاكل .
المشاهدات: لقد قام عضوان و 136 زائراً بقراءة هذه المحاضرة