الطب العدلي المحاضرة : ( 7 ) ( الجروح وأنواعها )
الجرح.
يُعرف الجرح بصورة عامة بأنه تفريق في أتصال أي نسيج (Discontinuity of tissue) في الجسم نتيجة لتسليط شدة خارجية (أصابة،(Trauma أو قوة داخلية(Force) أكبر من مرونة ذلك النسيج .
فأذا كان هذا التفريق في الجلد وما تحته من الأنسجة الرخوة Subcutaneous tissue)) فيسمى (جرح ، or Injury Wound)، أما أذا كان هذا التفريق في الأحشاء الداخلية الرخوة ((Soft internal organs فيسمى (تمزق أو تهتك،or Rupture Destruction)، وأذا كان هذا التفريق في العظام فيسمى (كسر، Fracture) وتسمى جميع هذه التفريقات بـ (الأضرار، Damages) .
(*) العوامل المؤثرة على حصول الجروح .
هنالك عدة عوامل تؤثر على حصول الجروح في جسم الأنسان، حيث أن تلك العوامل هي التي تحدد نوع الجرح وخطورته، وهذه العوامل هي كما يلي :1- نوع الآلة المستخدمة، حيث أن نوع الآلة هو الذي يحدد نوع الجرح الناتج، فمثلاً الآلآت الراضة تؤدي الى الجروح الرضية والآلآت الحادة تؤدي الى الجروح القطعية أوالطعنية .
2- سرعة الآلة المستخدمة، فكلما كانت سرعة الآلة المصطدمة بجسم الأنسان عالية كلما كان الجرح الناتج خطيراً والعكس بالعكس وأفضل مثال على ذلك هي جروح الأسلحة النارية .
3- مساحة المنطقة المتعرضة للشدة، فكلما كانت تلك المساحة كبيرة كلما قلة خطورة الجرح الناتج والعكس بالعكس، فعند أمرار آلة حادة مثل الخنجر على الجلد سوف يؤدي الى حدوث جرح قطعي لأن الشدة قد سُلِطت على مساحة صغيرة من الجسم .
• 4- طبيعة الأنسجة المتعرضة للشدة، فكلما كان تلك الأنسجة ذو مرونة عالية كلما قلة خطورة الجرح الناتج والعكس بالعكس، فمثلاً النسيج الشحمي (Fatty tissue) أذا تعرض الى شدة فقد تحدث فيه كدمات رضية فقط من دون حدوث جروح أخرى بسبب مرونته العالية .
• 5- كيفية أنتشارالطاقات الجزئية الناتجة تحت موقع الشدة، فكلما كان أنتشار تلك الطاقات بشكل متجانس على الجسم كلما قلة خطورة الجرح الناتج والعكس بالعكس، وهذا يعتمد على موقع الأصابة في الجسم، فمثلاً أذا سُلِطت شدة على البطن فأن وجود الغازات والسوائل في الأمعاء قد يؤدي الى توزيع الطاقات الجزئية الناتجة تحت موقع الشدة بشكل متجانس مما يُسبب جرحاً بسيطاً
• . 6- مقدار الشدة المسلطة، فكلما زاد مقدار تلك الشدة كلما زادت خطورة الجرح الناتج والعكس بالعكس .
• . (*) تصنيف الجروح
• أولاً - من الناحية القانونية .
• 1- الجروح البسيطة . وهي تلك الجروح التي تشفى في مدة زمنية أقصر من عشرين يوماً، أو التي لاينتج عنها عطل أو عاهة في الجسم .
• 2- الجروح الخطرة . وهي تلك الجروح التي التي تشفى في مدة زمنية أطول من عشرين يوماً، أو التي ينتج عنها عطل أو عاهة في الجسم .
• 3- الجروح المميتة . وهي تلك الجروح التي تؤدي الى الموت أن عاجلاً أو أجلاً .
•
• لكن هذا التصنيف قد يكون غير ملائم من الناحية الطبية والطبية العدلية، فعلى سبيل المثال جروح فروة الرأس تعتبر خطرة مبدئياً من الناحية الطبية والطبية العدلية ولكنها تشفى بمدة زمنية قصيرة، بينما جروح القدم قد تكون غير خطرة من الناحية الطبية والطبية العدلية لكنها تشفى بمدة زمنية طويلة .
• ثانياً - من الناحية الطبية العدلية .
• 1- الجروح الحادة. (Incised wounds )
• وتتضمن مايلي : أ- الجروح القطعية ( Cut wounds )
• ب- الجروح الطعنية ( Stab wounds )
• 2- الجروح الوخزية ( Puncture wounds )
• 3- الرضوض (الأضرار الرضية). (Lacerated damages Contusions ,)
• وتتضمن مايلي : أ- الجروح الرضية ( Lacerated wounds )
• ب- الكدمات ( Bruises )
• ج- السحجات ( Abrasions
• 4- جروح الآلآت ذات الصفات الخاصة .
• 5- جروح الأسلحة النارية ( Firearm wounds )• أولاً- الـجـروح الـحـادة .
• هي تلك الجروح الناتجة عن أستعمال الآلآت الحادة مثل السكاكين والخناجر، وتقسم الجروح الحادة الى نوعين وهما كما يلي :
• أ- الجروح القطعية .
• هي تلك الجروح الناتجة عن أستعمال الآلة الحادة بشكل أفقي أو طولي على الجسم ومترافقة مع حركة موضعية، وتتصف بالمواصفات الأتية :
• 1- تكون ذات شكل منتظم ( مستعرض أو طولي )
• 2- تكون ذات حواف منتظمة ( غير مشرشرة ) .
• 3- لاتترافق مع السحجات والكدمات الرضية .
• 4- لاتحتوي على الجسور النسيجية ( وهي أجزاء من الأنسجة تصل بين حافتي الجرح ) .
• 5- يكون طولها الظاهري أكبر من عمقها .
• 6- يكون النزف الدموي فيها أكثر كمية مما عليه في الجروح الرضية .
• 7- تلتئم بمدة زمنية أقصر مما عليه في الجروح الرضية .
• 8- يكون شكل الندبة ( Scar ) الناتج عنها منتظم .
• وتحدث الجروح القطعية في جميع أنحاء الجسم، ولكن هنالك ثلاثة أنواع من الجروح القطعية تمتلك مواصفات خاصة، وهذه الأنواع هي كما يلي :
•
• أ- الجروح القطعية النحرية . ( wounds Cut throat )
• هي جروح قطعية تحدث في منطقة الرقبة، وتتصف بخطورتها الشديدة لانها تؤدي الى الموت في أغلب الأحيان، وأسباب الموت فيها هي كما يلي :
• 1- الأنصمام الهوائي ( Air embolism )، تحدث هذه الحالة عند قطع أحد الأوردة الكبيرة في الرقبة مثل الوريد الوداجي ( Jugular .V) مما يؤدي الى دخول الهواء الى الدم في هذا الوريد ثم ينتقل الى الوريد الأجوف العلوي (Sup. Vena cava) ثم الى الجهة اليمنى للقلب ويقوم بسد صممات القلب فيسبب العجز الحاد في الجهة اليمنى للقلب ( Acute right side heart failure ).
• 2- النزف الدموي الغزير، تحدث هذه الحالة عند قطع أحد الشرايين الكبيرة في الرقبة مثل الشريان السباتي ( Carotid artery ) .
• 3- الأختناق من جراء أستنشاق الدم النازف من قطع الحنجرة .
• 4- التهاب مع وذمة ( (Oedemaالحنجرة ولسان المزمار كمضاعفات متأخرة .
• ب- الجروح القطعية الترددية . ( Tentative wounds )
• هي جروح قطعية سطحية غير مميتة في متناول اليد والبصر يُحدثها الشخص المنتحر في جسمه قبيل أحداثه الجرح الكبير والمميت بوقت قصير وتكون مجاورة له .
• ج- الجروح القطعية الكفاحية (الدفاعية). (Defensive wounds )
• هي جروح قطعية تحصل في الوجه الداخلي (surface (Inner من يدي المجني عليه عندما يحاول مسك الآلة الحادة بيده للدفاع عن نفسه، ويستفاد من هذه الجروح في تحديد كون الآلة الحادة المستخدمة في الحادث ذات حافتين حادتين مثل (الخنجر) أو ذات حافة حادة واحدة مثل (السكين)، فأذا كانت الجروح القطعية الكفاحية موجودة في كل من راحة الكف Palmer of the hand)) وباطن الأصابع (surface of the fingers Inner) تكون الآلة الحادة المستخدمة في الحادث ذات حافتين حادتين، أما أذا كانت تلك الجروح موجودة في واحد منهما فقط أي أما في راحة الكف أو في باطن الأصابع تكون الآلة الحادة المستخدمة في الحادث ذات حافة حادة واحدة .
• ب- الجروح الطعنية .
• هي تلك الجروح الناتجة عن أستعمال الآلة الحادة بشكل عمودي أو مائل على الجسم وذلك بأدخال الآلة أبتداءاً من ذروتها المدببة، وتتصف بالمواصفات الأتية :• 1- تكون ذات شكل منتظم ( كُمثري أو مغزلي )
• 2- تكون ذات حواف منتظمة ( غير مشرشرة ) .
• 3- لاتترافق مع السحجات والكدمات الرضية .
• 4- لاتحتوي على الجسور النسيجية .
• 5- يكون طولها الظاهري أصغر من عمقها .
• 6- يكون النزف الدموي فيها أكثر كمية مما عليه في الجروح الرضية .
• 7- تلتئم بمدة زمنية أقصر مما عليه في الجروح الرضية .
• 8- يكون شكل الندبة الناتج عنها منتظم .
• وتكمن خطورة الجروح الطعنية في نفاذيتها الى داخل الجسم مما يؤدي الى نزف دموي غزير مع تمزق الأعضاء الداخلية الحيوية للجسم، وتكون الجروح الطعنية على شكلين، الأول هو الشكل (الكُمثري) والذي تكون أحدى نهايتيه حادة والأخرى غير حادة وذلك في حالة كون الآلة الحادة المستخدمة في الحادث يغلُب عليها أن تكون ذات حافة حادة واحدة، والشكل الثاني هو الشكل (المغزلي) والذي تكون كلتا نهايتيه حادة وذلك في حالة كون الآلة الحادة المستخدمة في الحادث يغلُب عليها أن تكون ذات حافتين حادتين .
• ثانياً- الجروح الوخزية .
• هي تلك الجروح الناتجة عن أستعمال الآلآت الواخزة وهي الآت مدببة الذروة مستديرة المقطع وطويلة النصل مثل الأبر والمخايط وكسارة الثلج وغيرها، وتتصف هذه الجروح بكونها ذات شكل منتظم (دائري أو بيضوي) وذات حواف منتظمة (غير مشرشرة) ولا تحتوي على الجسور النسيجية وفي بعض الأحيان قد يرتطم مقبض الآلة مع الجسم فينتج عنه سحجة ختمية حول الجرح، وتكمن خطورة الجروح الوخزية في نفاذية الجرح الى داخل الجسم مما يؤدي الى نزف دموي غزير مع تمزق الأعضاء الداخلية الحيوية للجسم، وفي كثير من الأحيان تتشابه الجروح الوخزية مع مداخل المقاذيف النارية ولذلك يجب فحصها بدقة من أجل مشاهدة مخرج المقذوف الناري في جروح الأسلحة النارية وعدم وجوده في الجروح الوخزية .
•
•
• ثالثاً - الرضوض ( الأضرار الرضية ) .
• هي تلك الأضرار (Damages) الناتجة عن أستعمال الآلآت الراضة،وتقسم هذه الآلآت الى الأنواع الأتية:
• 1- الآلآت الراضـة بطبيعتها، أي أنها مصممة أسـاسـاً لغرض الضرب أوالأعتداء مثل العصا .
• 2- الآلآت الراضـة ذات الطبيـعة المزدوجـة، أي أنهـا أساساً لها أغراض أخرى لكن قد تسـتعمل للضرب مثل قبضة اليد .
• 3- آلات راضة متحركة مثل وسائط النقل .
• 4- آلات راضة سلبية أو جامدة أي أن الأنسان بحركته قد يصطدم بها ويتأذى مثل سقوطه على الأرض أو أرتطام رأسه بالجدار أو بالسقف .
•
• وتتضمن الأضرار الرضية مايلي :
• أ- الـجـروح الرضـية .• هي تلك الجروح الناتجة عن أستعمال الآلآت الراضة، وتتصف بالمواصفات الأتية :
• 1- تكون غير منتظمة الشكل .
• 2- تكون ذات حواف غير منتظمة (مشرشرة) .
• 3- تترافق عادة مع السحجات والكدمات الرضية .
• 4- تحتوي على الجسور النسيجية .
• 5- يكون النزف الدموي فيها أقل كمية مما عليه في الجروح الحادة .
• 6- تكون أكثر عرضة للخمج Infection)) من الجروح الحادة .
• 7- تلتئم بمدة زمنية أطول مما عليه في الجروح الحادة .
• 8- يكون شكل الندبة الناتج عنها غير منتظم .
•
• وتكثر مشاهدة الأضرار الرضية بصورة عامة والجروح الرضية منها بصورة خاصة في حوادث الطرق والسقوط من علو، وقد تتشابه الجروح الرضية الحاصلة في فروة الرأس مع الجروح الحادة في بعض الأحيان حيث يجب فحصها بشكل دقيق من أجل مشاهدة الجسور النسيجية الواصلة بين حافتي الجرح والسحجات والكدمات الرضية الموجودة في حواف الجرح أو حولها في الجروح الرضية وعدم وجودها في الجروح الحادة .
الطب العدلي المحاضرة : ( 8 ) (الكدمات والسحجات)
• ب- الـكـدمـات .
• الكدمة : هي تلون ناتج عن تجمع دموي في الأنسجة الرخوة التي تحت الجلد أو في أي نسيج آخر في الجسم من جراء تمزق الأوعية الدموية الصغيرة بعد تعرضها لشدة أكبر من مرونة تلك الأوعية .
• حيث تتمزق الأوعية الدموية الصغيرة عند تعرضها لشدة أكبر من مرونتها فيخرج الدم منها الى المنطقة المجاورة لها في النسيج ومن ثم ينتشر الى المناطق الأبعد في نفس النسيج وذلك بسبب الفعل الآلي لجهاز الدوران، ولذلك فأن الكدمة هي ضرر حيوي بحت أي تحدث خلال الحياة فقط بسبب أعتماد أنتشارها على الفعل الآلي لجهاز الدوران .
• (*) أنواع الكدمات .
• يمكن تصنيف الكدمات الى نوعين، وهما كما يلي :
• 1- الكدمات الرضية . ( bruises Lacerated )
• هي الكدمات الناتجة عن تسليط شدة على الجسم بآلة راضة، وتظهر الكدمات الرضية في أغلب الأحيان في نفس موقع الشدة فتسمى (كدمة مباشرة)، وتظهر في بعض الأحيان في مكان آخر في غير موقع الشدة فتسمى (كدمة غير مباشرة) مثل ظهور الكدمات الرضية في الجفنين لكلتا العينين عند تسليط شدة على جبهة الرأس، وقد لاتظهر الكدمة واضحة في البداية لكنها تزداد وضوحاً مع الوقت.
•
• (*) العوامل المؤثرة على ظهور الكدمات الرضية .
• أ- وفرة أو قلة الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في منطقة الشدة، فكلما كانت الأوعية الدموية الصغيرة موجودة بوفرة في المنطقة المتعرضة للشدة كلما كانت الكدمة الرضية أكثر وضوحاً، والعكس بالعكس .• ب- طبيعة النسيج المتعرض للشدة، فكلما كان ذلك النسيج ذو مرونة عالية مثل النسيج الشحمي كلما كانت الكدمة الرضية أوسع وأوضح، والعكس بالعكس .
• ج- نوع ألآلة الراضة، حيث يختلف شكل الكدمة الرضية أعتماداً على نوع ألآلة الراضة المستخدمة، فمثلاً شكل الكدمة الرضية الناتجة عن العصا يختلف عن شكل الكدمة الرضية الناتجة عن المطرقة .
• ء- العمر، حيث تكون الكدمة الرضية أيسر حصولاً عند الأطفال بسبب رقة الأنسجة وكذلك عند المسنين بسبب تصلب الأوعية الدموية .
• هـ- الجنس، حيث تكون الكدمة الرضية أيسر حصولاً عند الأناث بسبب وفرة الأنسجة الشحمية تحت الجلد.
• و- الحالة الصحية، حيث تكون الكدمة الرضية أيسر حصولاً عند الأشخاص المصابين ببعض الأمراض مثل مرض الـ ( هيموفيليا ، Hemophilia ) .
• ز- لون الجلد، حيث تكون الكدمة الرضية أكثر وضوحاً عند الأشخاص ذوي البشرة البيضاء .
• .
(*) الأهمية الطبية العدلية للكدمات الرضية
• .• 1- وجودها يدل في أغلب الأحيان على تسليط شدة في موضعها خلال الحياة .
• 2- أعطاء فكرة عن الآلة المستخدمة في الحادث في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال عند تسليط شدة على الجسم بواسطة آلة ذات جسم كروي مثل (المطرقة) فأنها تؤدي الى حصول كدمة رضية على شكل حلقة بينما عند تسليط شدة على الجسم بواسطة آلة ذات جسم أسطواني مثل (العصا) فأنها تؤدي الى حصول كدمة رضية على شكل خطين متوازيين .
• 3- أماكن ومواقع أنتشارالكدمات الرضية في الجسم يدل على طبيعة الحادث في بعض الحالات، فمثلاً أذا كانت الكدمات الرضية متجمعة حول المنطقة التناسلية فأنها تدل على وجود أعتداء جنسي .
• 4- تقدير الزمن المنقضي على حصول الشدة، وذلك من خلال التغيرات التي تحصل في لون الكدمة الرضية، فهي ذات لون أحمر مزرق في اليوم الأول من حصول الشدة وبعد ذلك تتحول الى اللون الأزرق المسود مابين (1-3) أيام ثم تتحول الى اللون الأخضر مابين (3-7) أيام ثم الى اللون الأصفر
• مابين (7-14) يوماً ثم تختفي ما بين (2-4) أسابيع، ماعدا الكدمة الرضية الحاصلة تحت منظمة العين
• (Sub conjunctival) تبقى حمراء اللون الى أن تزول ولذلك لأنها تمتص الأوكسجين الذائب
• في الدمع مع كل طرفة عين .
•
•
• -2---- الكدمات العلاجية . ( bruises Therapeutic )
• هي الكدمات الناتجة عن تمزق الأوعية الدموية الصغيرة بواسطة الحقن الوريدي أوالعضلي أو سحب الدم لأغراض علاجية، ويمكن تمييزها عن الكدمات الرضية من خلال مواقعها المعروفة في الجسم مع وجود أثر وخزة الأبرة التي أسُتعملت في الحقن في وسط الكدمة.
• (*) يوجد هنالك مايسمى بالكدمات الكاذبة (المُضلِلة) وهي عبارة عن تلونات مُضلِلة تحدث بعد الوفاة في داخل الجسم أثناء تشريح الجثة وهذه لايمكن أعتبارها كدمات حقيقية لأن الكدمة الحقيقية هي ضرر حيوي بحت أي بمعنى آخر أن الكدمات الحقيقية تحدث خلال الحياة فقط .
•
• (*) الفروقات بين الكدمات الرضية وتلونات الموت الأنحدارية .
• 1- تظهر تلونات الموت الأنحدارية في المناطق المنخفضة الحرة (غير المسندة أو المنضغطة) من الجسم فقط بينما تظهر الكدمات الرضية في أي مكان من الجسم يتعرض الى الشدة .
• 2- يسيل الدم عند أجراء التبضيع على موضع تلونات الموت الأنحدارية بينما يُشاهد الدم متجمعاً في الأنسجة الرخوة تحت الجلد عند التبضيع على موضع الكدمات الرضية .
• 3- يزول الدم عند غسله بالماء بعد التبضيع على موضع تلونات الموت الأنحدارية بينما لايزول الدم المتجمع في الأنسجة الرخوة تحت الجلد عند غسله بالماء بعد التبضيع على موضع الكدمات الرضية .
•
ج- السـحـجـات
• .• السحجة : هي ضرر ناتج عن تسليط شدة على الجسم بآلة راضة يصيب الطبقات السطحية من بشرة الجلد دون أن يصل الى الطبقة القاعدية ( Basal layer ) .
• تعتبر السحجة أبسط أنواع الجروح (الأضرار الرضية)، وهذا يعني أنها من الناحية السريرية غير مهمة وذلك لأنها ستشفى من دون أن تترك ندبة (Scar) لأن الطبقة القاعدية سليمة وهي المسؤولة عن الأنقسام وتعويض الخلايا التالفة من البشرة، ولكنها من الناحية الطبية العدلية مهمة جداً .
• (*) أنواع السحجات .
• يمكن تصنيف السحجات الى نوعين، وهما كما يلي :
• أ- السحجات الكشطية . ( Tangential abrasions )
• يحدث هذا النوع من السحجات عندما تكون الشدة المُسلطة على الجسم بصورة غير عمودية (مائلة) ومترافقة مع حركة موضعية واضحة مما يؤدي الى كشط الجلد، مثل السحجات الكشطية الناتجة عن مرحلة الرمي في حوادث الدهس .
• ب- السحجات الختمية (الطبعية) . ( Crushing abrasions )
• يحدث هذا النوع من السحجات عندما تكون الشدة المُسلطة على الجسم بصورة عمودية ومترافقة مع حركة موضعية ضئيلة أو معدومة، وتمثل السحجة الختمية طبع أو ختم للسطح الضارب المُسلط بصورة عمودية على الجسم ولذلك فمن الممكن أحياناً أن تعطي السحجة الختمية شكل الآلة المحدثة لها، مثل السحجات الختمية الظفرية ذات الشكل الهلالي في حالة الخنق اليدوي والناتجة عن الضغط برؤوس الأصابع مع أظافرها ليد الجاني على رقبة المجني عليه، وقد تترافق السحجات الختمية مع تمزقات داخلية في الجسم في بعض الأحيان .
•
• (*) الأهمية الطبية العدلية للسحجات .
• 1----- نوع وشكل السحجة يدل على آلية حصولها ويعطي فكرة عن الآلة المستخدمة في الحادث في بعض الحالات، حيث أن نوع السحجة يدل على آلية حصولها، بينما شكل السحجة من الممكن أن يعطي فكرة عن الآلة المستخدمة في الحادث كما في السحجات الختمية .
• 2----- أماكن ومواقع أنتشار السحجات في الجسم يدل على طبيعة الحادث في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال وجود السحجات الختمية حول فتحة الشرج يدل على أثار اللواط الحديث .
• 3----- تقدير الزمن المنقضي على حصول الشدة، وذلك من خلال مراحل أندمال السحجات وهي كما يلي
• أ- دور تكون القشرة ( Crust ): في اليوم الأول
• ينضح سطح السحجة سائل مصلي مدمى (serous fluid Bloody) في الساعات الأولى من حصول الشدة ثم يتوقف النضح لتتكون القشرة من السائل المصلي والخلايا الميتة ومكونات الدم الخلوية، وتكون القشرة رطبة ولينة وذات لون أحمر مسود ثم تبدأ بالجفاف بعد بضعة ساعات من تكونها لتجف بصورة تامة في نهاية اليوم الأول .
•
• ب- دور التجديد الطلائي : (1-3 ) أيام
• يبدأ هذا الدورفي اليوم الثاني من حصول الشدة، ويتميز بأرتفاع حواف القشرة وغمق لونها وزيادة سمكها ويكون واضحاً في نهاية اليوم الثالث .• ج- دور التكاثر الظهاري : ( 3-7 ) أيام
• يبدأ هذا الدور في اليوم الرابع من حصول الشدة، ويتميز ببداية أنفصال حواف القشرة عما حواليها، مع أكتمال نمو النسيج الطلائي (Epithelial tissue) تحت القشرة في نهاية الأسبوع الأول .
• ء- دور سقوط القشرة : ( 1-2 ) أسبوع
• يبدأ هذا الدور في بداية الأسبوع الثاني من حصول الشدة، حيث تسقط القشرة في بداية هذا الدور لتكشف عن سطح طلائي وردي اللون ومرتفع عما يجاوره، ثم يتجانس اللون ويزول الأرتفاع ويحصل الأندمال التام من دون أن يترك ندبة في نهاية الأسبوع الثاني .
• (*) من الممكن أن تحدث السحجات بعد الوفاة بسبب أحتكاك الجثة بسطح خشن وتسمى بالسحجات غير الحيوية والتي تكون ذات لون أصفر باهت وجافة وخالية من القشرة .
• 4- جروح الآلآت ذات الصفات الخاصة .
• توجد هنالك بعض الآلآت التي تجمع بين صفتين مثل الصفة الراضة والصفة القاطعة وتسمى الآلآت الراضة القاطعة مثل (الفأس والساطور) وغيرها حيث يعمل ثقل الآلة والشدة المسلطة من خلالها كآلة راضة ويعمل طرفها الحاد كآلة حادة قاطعة مما يؤدي الى جروح تجمع بين الصفتين وتسمى الجروح (الرضية القطعية) حيث يكون شكل الجرح منتظماً ( مستعرض أو طولي ) وذو حواف منتظمة ( غير مشرشرة ) ولايحتوي على الجسور النسيجية ولكنه مترافق مع السحجات والكدمات الرضية الموجودة في حواف الجرح أو حولها، وأذا شمل الجرح العظام فأن الكسور الحاصلة فيها تكون ذات حواف منتظمة أيضاً .
•
الطب العدلي المحاضرة : ( 9 ) (جروح الأسلحة النارية)
• خامساً- جروح الأسلحة النارية .• هي تلك الجروح الناتجة عن أصابة مقاذيف الأسلحة النارية المختلفة لجسم الأنسان .
• وتصنف الأسلحة النارية حسب نوع سبطانة السلاح الناري الى نوعين رئيسين وهما كما يلي :
•
• 1- الأسلحة محلزنة السبطانة . Rifled bore weapons))
• هي تلك الأسلحة التي تحتوي سبطانتها على (الحلزنة) مثل الرشاشات والمسدسات، والحلزنة هي عبارة عن أخاديد تُحفر في الوجه الداخلي لسبطانة السلاح الناري وفائدتها هي جعل المقذوف الناري يدور حول محورهِ أثناء الأطلاق وبذلك يصل الى مسافات بعيدة ويحقق دقة أصابة الهدف، ويتكون عتاد هذه الأسلحة من ( الظرف، الطلقة، الكبسولة، والبارود)، وتعتبر هذه الأسلحة هي الأكثر أستخداماً في معظم دول العالم في الوقت الحاضر .
• 2- الأسلحة ملساء السبطانة .(Smooth bore weapons)
• هي تلك الأسلحة التي لاتحتوي سبطانتها على الحلزنة مثل بنادق الصيد، ويتكون عتاد هذه الأسلحة من (الظرف، الغطاء، الخرادق، الخُب، البارود، والكبسولة)، والخُب هو عبارة عن قرص مصنوع من البلاستك أو الفلين فائدته هو فصل الخرادق عن البارود في داخل الظرف، وتعتبر هذه الأسلحة قليلة الأستخدام في الوقت الحاضر لعدم توفر عتادها .
• (*) أضرار المقاذيف النارية في الأجسام المختلفة .
• يترك المقذوف الناري أضراراً مميزة في الأجسام المختلفة عند أختراقهِ لها، وتُصنف هذه الأضرار حسب نوعية الأجسام المصابة الى نوعين مهمين وهما كما يلي :
• أولاً- أضرار المقاذيف النارية في جسم الأنسان .
• يؤدي المقذوف الناري عند أصابته جسم الأنسان الى حدوث نوعين رئيسين من الأضرار وهما كما يلي:
• أ --------- اضرار المقاذيف النارية في الجلد .
• يُحدث المقذوف الناري عند أصابته جلد الأنسان وماتحته من الأنسجة الرخوة أحد الجروح الأتية :
• 1- مدخل (جرح مدخل) ومخرج (جرح مخرج) وذلك عندما يخترق المقذوف الناري الجسم .
• 2- مدخل فقط بدون مخرج وذلك عندما يستقر المقذوف الناري في الجسم ولاينفذ منه .
• 3- مخرج فقط بدون مدخل وذلك عندما يدخل المقذوف الناري الى الجسم من خلال أحدى الفتحات الطبيعية في جسم الأنسان مثل الفم والأذن .
• 4- مدخل متكون من فتحة مركزية محاطة بعدة فتحات دخولية صغيرة وذلك نتيجة لتمزق المقذوف الناري من الأسلحة محلزنة السبطانة أو في بعض حالات الأصابة بمقاذيف الأسلحة ملساء السبطانة .
• 5- عدة مداخل وعدة مخارج وذلك عندما يصيب المقذوف الناري أجزاء متحركة من جسم الأنسان مثل الأطراف العليا والسفلى .
• 6- قد يسبب المقذوف الناري عند مروره بالجلد بصورة سطحية من دون أن يخترق الجسم جرحاً ميزابي الشكل ( زورقي ) .
•
• (*) وتتميز جروح المقاذيف النارية ( المدخل والمخرج ) من الأسلحة محلزنة السبطانة بمميزات خاصة، وهي كما يلي :
•
• 1- مميزات المدخل . (Inlet)
• أ- وجود الطوق السحجي، وهوعبارة عن سحجة كشطية تحيط بحواف مدخل المقذوف الناري من الخارج ناتجة عن تمزق البشرة عندما يصطدم المقذوف الدائر حول محوره بالجلد . وينعدم وجود الطوق السحجي حول حواف المدخل وذلك عندما يفقد المقذوف الناري حركته الحلزونية ويصيب الجسم بتأثير الجاذبية الأرضية فقط كما في حالة أصابات المقاذيف النارية العشوائية لجسم الأنسان من مسافات بعيدة .
• ب- وجود الطوق الوسخي، وهوعبارة عن هالة سوداء تحيط بحواف مدخل المقذوف الناري من الداخل ناتجة عن تلوث المقذوف بالزيت المحترق الموجود في سبطانة السلاح .
• ج- يكون أتجاه الأنسجة في حواف المدخل الى داخل الجسم توافقاً مع أتجاه مسير المقذوف.
• ء- يكون شكل المدخل في أغلب الأحيان منتظماً ( دائري أو بيضوي) .
• هـ- تكون سعة المدخل في أغلب الأحيان أصغر من سعة المخرج .
•
• 2- مميزات المخرج . (Exit)
• أ- عدم وجود الطوق السحجي ألا أذا كان الأنسان مستنداً على جسم صلب مثل الأرض .
• ب- عدم وجود الطوق الوسخي .
• ج- يكون أتجاه الأنسجة في حواف المخرج الى خارج الجسم توافقاً مع أتجاه مسير المقذوف .
• ء- يكون شكل المخرج في أغلب الأحيان غير منتظم .
• هـ- تكون سعة المخرج في أغلب الأحيان أكبرمن سعة المدخل .
• (*) أما في حالة الأسلحة ملساء السبطانة فأن مميزات المدخل والمخرج مختلفة كثيراً، حيث ينعدم وجود الطوق السحجي حول المدخل بسبب أنعدام الحركة الحلزونية للمقذوف، ويكون المدخل في أغلب الأحيان على شكل عدة فتحات دخولية صغيرة وفي بعض الأحيان على شكل فتحة مركزية كبيرة غير منتظمة ومشرشرة الحواف محاطة بعدة فتحات دخولية صغيرة، وكذلك ينعدم وجود المخرج في أغلب الأحيان .
•
•
• ب- أضرار المقاذيف النارية في الأحشاء الداخلية .
• تعتمد نوعية الأضرار التي يحدثها المقذوف الناري في الأحشاء الداخلية على نوع السلاح الناري المستخدم في الحادث وسرعة المقذوف الناري والجزء المصاب من الجسم، ويمكن تقسيمها الى مايلي :
• 1- حصول ظاهرة التكَهُف ( (Cavitation، وهي التمزقات الشديدة في الأنسجة الرخوة التي تقع ضمن مسير ((Track المقذوف الناري في الجسم، حيث أن المقذوف الناري عند مروره في الجسم يؤدي الى حدوث تضاغط وتباعد في الأنسجة الرخوة التي تقع على جهتي مسيره مع فقدان نسيجي بسبب الحركة الحلزونية والسرعة العالية للمقذوف مما يسبب تكهفاً واضحاً في الأنسجة الرخوة الواقعة ضمن مسيره .
• 2- حصول ظاهرة موجة الصدمة (Shock wave)، وهي التمزقات الشديدة في الأنسجة الرخوة البعيدة عن مسير المقذوف الناري في الجسم، حيث أن المقذوف الناري عند مروره في الجسم يؤدي الى حدوث موجات أنتقالية للطاقة بسبب الحركة الحلزونية والسرعة العالية للمقذوف مما يؤدي الى أنتقال تأثير المقذوف الى الأنسجة الرخوة البعيدة عن مسيره .
• 3- حصول ظاهرة الفراغ الأمتصاصي ( (Vacuum suctionحيث أن المقذوف الناري عند مروره في الجسم يؤدي الى حدوث منطقة خلفية مفرغة من الهواء ضمن مسيره بسبب الحركة الحلزونية والسرعة العالية للمقذوف مما يسبب أندفاع الهواء الى داخل الأنسجة الرخوة الواقعة ضمن مسيره .
• 4- الكسور التفتتية والأنفصالية في مختلف أجزاء الجهاز العظمي في الجسم .
• 5- تمزق الشرايين والأوردة الرئيسية والفرعية في الجسم مما يؤدي الى النزف الدموي.
• 6- المضاعفات التي تحدث بعد فترة من الأصابة بألمقاذيف النارية مثل شلل الأطراف العليا والسفلى .
• 7- المضاعفات التي تحدث بعد أجراء العمليات الجراحية مثل ( أنتان الدم، Septicemia ) .
(*) أن الأضرار الثلاثة الأولى تحدث في المقاذيف النارية ذات السرعة العالية فقط (أي المقاذيف التي تزيد سرعتها على سرعة الصوت، High velocity missiles) بينما تحدث جميع الأضرار الأخرى في المقاذيف ذات السرعة العالية والبطيئة .
ثانياً- أضرار المقاذيف النارية في الملابس .
يختلف شكل الأضرار التي يُحدثها المقذوف الناري في الملابس وذلك حسب نوع القماش ووضعيته على الجسم، فالقماش المصنوع من المواد البتروكيمياوية يكون أكثر تأثراً بحرارة المقذوف من القماش المصنوع من الصوف والقطن، وأن لوضعية القماش على الجسم الأثر الكبير في تقدير سعة الثقب الذي يحدثه المقذوف فكلما كان القماش ملتصقاً بالجسم ومشدوداً عليه كلما كانت سعة الثقب متساوية تقريباً مع قُطر المقذوف بينما أذا كان القماش غير ملتصقاً بالجسم تكون سعة الثقب أكبر من قُطر المقذوف، وبصورة عامة تُعتبر الملابس جزءاً من جسم الأنسان في جروح الأسلحة النارية حيث أن مخلفات الأطلاق القريب حول مدخل المقذوف الناري يمكن مشاهدتها والتحري عنها في الملابس .
*) مخلفات الأطلاق الناري في الأجسام المختلفة .
أن مخلفات الأطلاق (عناصر الأطلاق) تُمثل المخلفات التي تعقب أطلاق المقذوف الناري من الظرف في عتاد السلاح الناري، حيث أن آلية الأطلاق الناري تتمثل بأن يقوم الطارق الموجود في السلاح الناري بضرب الكبسولة الموجودة في قاعدة الظرف مما يؤدي الى أشتعال المادة الصاعقة في الكبسولة فينتج عنها حرارة عالية تصل الى (4500) درجة مئوية مما يؤدي الى أشتعال البارود الموجود في الظرف فتتولد غازات كثيفة تؤدي الى دفع المقذوف من الظرف،
وتقسم مخلفات الأطلاق الناري الى الأنواع الأتية ---------:
-1---- الغاز . ( Gas ) .
يظهر تأثير الغاز على الجسم في الأسلحة محلزنة السبطانة عندما تكون فوهة السلاح الناري بوضع التماس بدون ضغط أو مايقارب التماس مع الجسم حيث يكون شكل مدخل المقذوف الناري صليبي أو نجمي بسبب دخول الغاز الى الجسم ثم أرتداده الى الخارج مما يؤدي الى تشقق الجلد، بينما يكون تأثير الغاز في الأسلحة ملساء السبطانة في داخل الجسم .2- اللهب . ( Flame ) .
يظهر تأثير اللهب على الجسم على شكل حرق في الجلد أو شعوطة في الشعر حول مدخل المقذوف الناري وهو ما يسمى بـ
(الأسوداد الأحتراقي، Burning)، وذلك ضمن مسافة أطلاق (15 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (قدم واحد) في الأسلحة ملساء السبطانة، ولا يمكن أزالة الأسوداد الأحتراقي بالمسح أو الغسل .
3- الأسوداد الكاربوني . ( Soot soiling ) .
هو عبارة عن ذرات كاربونية غير محترقة تندفع خارج فوهة السلاح الناري وتتجمع حول مدخل المقذوف الناري وذلك ضمن مسافة أطلاق (40 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (ياردة واحدة) في الأسلحة ملساء السبطانة، ويمكن أزالة الأسوداد الكاربوني بالمسح أو الغسل .
(*) مخلفات الأطلاق الناري في الأجسام المختلفة .
أن مخلفات الأطلاق (عناصر الأطلاق) تُمثل المخلفات التي تعقب أطلاق المقذوف الناري من الظرف في عتاد السلاح الناري، حيث أن آلية الأطلاق الناري تتمثل بأن يقوم الطارق الموجود في السلاح الناري بضرب الكبسولة الموجودة في قاعدة الظرف مما يؤدي الى أشتعال المادة الصاعقة في الكبسولة فينتج عنها حرارة عالية تصل الى (4500) درجة مئوية مما يؤدي الى أشتعال البارود الموجود في الظرف فتتولد غازات كثيفة تؤدي الى دفع المقذوف من الظرف،وتقسم مخلفات الأطلاق الناري الى الأنواع الأتية:1- الغاز . ( Gas ) .
يظهر تأثير الغاز على الجسم في الأسلحة محلزنة السبطانة عندما تكون فوهة السلاح الناري بوضع التماس بدون ضغط أو مايقارب التماس مع الجسم حيث يكون شكل مدخل المقذوف الناري صليبي أو نجمي بسبب دخول الغاز الى الجسم ثم أرتداده الى الخارج مما يؤدي الى تشقق الجلد، بينما يكون تأثير الغاز في الأسلحة ملساء السبطانة في داخل الجسم .
2- اللهب . ( Flame ) .
يظهر تأثير اللهب على الجسم على شكل حرق في الجلد أو شعوطة في الشعر حول مدخل المقذوف الناري وهو ما يسمى بـ (الأسوداد الأحتراقي، Burning)، وذلك ضمن مسافة أطلاق (15 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (قدم واحد) في الأسلحة ملساء السبطانة، ولا يمكن أزالة الأسوداد الأحتراقي بالمسح أو الغسل .
3- الأسوداد الكاربوني . ( Soot soiling ) .
هو عبارة عن ذرات كاربونية غير محترقة تندفع خارج فوهة السلاح الناري وتتجمع حول مدخل المقذوف الناري وذلك ضمن مسافة أطلاق (40 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (ياردة واحدة) في الأسلحة ملساء السبطانة، ويمكن أزالة الأسوداد الكاربوني بالمسح أو الغسل .4- الوشم البارودي . ( Powder tattooing ) .
هو عبارة عن ذرات بارودية غير محترقة أو غير تامة الأحتراق تندفع خارج فوهة السلاح الناري وتنغرز في الجلد حول مدخل المقذوف الناري وذلك ضمن مسافة أطلاق (90 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (3 ياردة) في الأسلحة ملساء السبطانة .
5- المعادن العالقة . ( Metallic particles ) .
هي عبارة عن بقايا بعض المعادن التي تدخل في تركيب المادة الصاعقة للكبسولة أو التي تدخل في تركيب المقذوف الناري أو ظرفه، وهذه المعادن هي (الباريوم،الأنتيمون،الرصاص،النحاس،النيكل،والزنك) .
6- المقذوف . ( Missile ) .
يُعتبر المقذوف الناري من مخلفات الأطلاق، ويسمى المقذوف الناري في عتاد الأسلحة محلزنة السبطانة بـ (الطلقة، Bullet) بينما يسمى المقذوف الناري في عتاد الأسلحة ملساء السبطانة بـ (الخردقة، Pellet) ومجموعها خرادق وهي عبارة عن كرات معدنية صغيرة.
(*) تسمى المخلفات الأربعة الأولى بـ ( مخلفات الأطلاق القريب ).
الطب العدلي المحاضرة : ( 10 )
(تقدير مسافة الأطلاق الناري)مسافة الأطلاق .
هي تلك المسافة المحصورة بين فوهة السلاح الناري والهدف (الجسم) الذي أصابهُ المقذوف الناري .وتقسم مسافات الأطلاق الى نوعين رئيسين وهما كما يلي :
أولاً- مسافات الأطلاق القريب .
هي تلك المسافات التي يظهر فيها تأثير مخلفات الأطلاق القريب حول مدخل المقذوف الناري أو في داخل الجسم، وهذه المخلفات هي (الغاز،اللهب،الأسوداد الكاربوني،والوشم البارودي)، وأن هذه المسافات لاتزيد عن (90 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة ولاتزيد عن (3 ياردة) في الأسلحة ملساء السبطانة، وتقسم مسافات الأطلاق القريب حسب نوع السلاح الناري المستخدم في الحادث الى نوعين وهما كما يلي :أ- مسافات الأطلاق القريب في الأسلحة محلزنة السبطانة .
1- التماس مع الضغط .
في هذه المسافة سوف يكون شكل المدخل دائري ومحاط بسحجة ختمية تسمى بـ (طوق الفوهة) ناتجة عن أرتطام فوهة السلاح الناري بالجسم، وتكون أثار الغاز واللهب والأسوداد الكاربوني والوشم البارودي في داخل الجسم وتسمى بـ (المنجم البارودي)، وأذا كانت الأصابة في الرأس فأنها ستؤدي الى حدوث كسور تفتتية أنفجارية في الجمجمة .
2- التماس بدون ضغط أو مايقارب التماس .
في هذه المسافة سوف يكون شكل المدخل صليبي أونجمي نتيجة لتأثير الغاز المتكون من أشتعال البارود، ومحاط بالأسوداد الأحتراقي الناتج عن تأثير اللهب .
3- مسافة الأطلاق مابين ( 10- 15 سم ) .
في هذه المسافة سوف يكون شكل المدخل دائري أو بيضوي حسب زاوية الأطلاق، ومحاط بأسوداد أحتراقي واضح ومن المحتمل مشاهدة الأسوداد الكاربوني والوشم البارودي حوله.4- مسافة الأطلاق مابين ( 15- 40 سم ) .
في هذه المسافة سوف يكون شكل المدخل دائري أو بيضوي حسب زاوية الأطلاق، ومحاط بأسوداد كاربوني واضح ووشم بارودي مع أنعدام وجود الأسوداد الأحتراقي .
5- مسافة الأطلاق مابين ( 40- 90 سم ) .
في هذه المسافة سوف يكون شكل المدخل دائري أو بيضوي حسب زاوية الأطلاق، ومحاط بوشم بارودي واضح مع أنعدام وجود الأسوداد كاربوني .
ب- مسافات الأطلاق القريب في الأسلحة ملساء السبطانة .
1- التماس مع الضغط .
في هذه المسافة يكون المدخل على شكل فتحة واحدة دائرية ومنتظمة الحواف محاطة بطوق الفوهة، وتكون أثار الغاز واللهب والأسوداد الكاربوني والوشم البارودي والخُب في داخل الجسم، وتكون هناك فتحة خروجية كبيرة أو فتحات خروجية متعددة للخرادق، وأذا كانت الأصابة في الرأس فأنها ستؤدي الى حدوث كسور تفتتية أنفجارية في الجمجمة .
2- مسافة الأطلاق مابين ( عقدة – قدم ) .
-2- مسافة الأطلاق مابين ( عقدة – قدم ) .
في هذه المسافة يكون المدخل على شكل فتحة واحدة بيضوية ومنتظمة الحواف محاطة بأسوداد أحتراقي واضح، ويكون الأسوداد الكاربوني والوشم البارودي والخُب والخرادق في داخل الجسم، ومن المحتمل وجود بعض الفتحات الخروجية .3- مسافة الأطلاق مابين ( قدم – ياردة ) .
في هذه المسافة يكون المدخل على شكل فتحة واحدة غير منتظمة ومشرشرة الحواف محاطة بأسوداد كاربوني واضح ووشم بارودي مع أنعدام وجود الأسوداد الأحتراقي، ويكون الخب والخرادق في داخل الجسم، مع أنعدام وجود الفتحات الخروجية .
4- مسافة الأطلاق مابين ( 1 – 3 ياردة ) .
في هذه المسافة يكون المدخل على شكل فتحة مركزية غير منتظمة الشكل ومشرشرة الحواف محاطة بعدة فتحات دخولية صغيرة ناتجة عن أنفصال بعض الخرادق عن الكتلة الرئيسية ودخولها الى الجسم بمفردها ويكون المدخل محاط بوشم بارودي واضح مع أنعدام وجود الأسوداد الكاربوني، وينعدم وجود الخب في داخل الجسم وذلك بسبب أنفصاله وأرتطامه بالجلد حول المدخل مسبباً سحجة ختمية بينما تكون الخرادق في داخل الجسم .
(*) توجد هنالك بعض الحالات التي لا يظهر فيها تأثير مخلفات الأطلاق القريب حول مدخل المقذوف الناري أو في داخل الجسم بالرغم من أن الجسم يقع ضمن مسافات الأطلاق القريب، والسبب هو وجود حاجز بين السلاح الناري وجسم الأنسان مثل الملابس أو الوسادة وغيرها، ولذلك يجب فحص ملابس المتوفي بشكل دقيق في حالات جروح الأسلحة النارية من أجل مشاهدة تأثير مخلفات الأطلاق القريب فيها من عدمه .
ثانيا- مسافات الأطلاق البعيد .
وهي تلك المسافات التي لايظهر فيها تأثير مخلفات الأطلاق القريب حول مدخل المقذوف الناري أو في داخل الجسم، أي بمعنى أخر أن الجسم لايقع فيها ضمن مسافات الأطلاق القريب، وأن تقدير هذه المسافات هو ليس من واجبات الطبيب العدلي أنما هو من واجبات الجهات التحقيقية .
(*) تحديد مسار الأطلاق الناري .
مسار الأطلاق : هو الخط الوهمي المار بين مدخل ومخرج المقذوف الناري أو بين المدخل وأستقرار المقذوف الناري في الجسم .ويقسم مسار الأطلاق الناري حسب الأبعاد الجسمية الى ثلاثة أقسام وهي كما يلي :
1- أمام - خلف أو خلف - أمام .
2- أعلى- أسفل أو أسفل - أعلى .
3- أيمن - أيسر أو أيسر – أيمن .
حيث أن لكل مقذوف ناري يصيب الجسم مساراً خاصاً به متكون من ثلاثة أقسام، ويعتمد تحديد هذه الأقسام الثلاثة بالدرجة الأساس على تحديد موقع كل من مدخل ومخرج المقذوف الناري أو أستقراره في الجسم بشكل دقيق حيث يتم تحديد مسار المقذوف الناري أعتماداً على تلك المواقع، ومن الظواهر المهمة في تحديد مدخل ومخرج المقذوف الناري وكذلك مسار الأطلاق في العظام وخاصة في الجمجمة من الأسلحة محلزنة السبطانة فقط هي ظاهرة ( المخروط الناقص ، Beveling ) حيث يكون مدخل المقذوف الناري منتظم الحواف عند السطح الخارجي للجمجمة والذي يمثل ذروة المخروط الناقص بينما يكون مخرج المقذوف الناري غير منتظم الحواف (مشرشر) عند السطح الخارجي للجمجمة والذي يمثل قاعدة المخروط الناقص، وتحدث هذه الظاهرة من جراء الحركة الحلزونية للمقذوف الناري .
(*) تحديد عيارية السلاح الناري .
عيارية السلاح : هي قياس قطر قاعدة المقذوف الناري والذي يساوي أو أكبر بقليل من قطر سبطانة السلاح الناري محلزن السبطانة .يعتمد تحديد عيارية السلاح الناري محلزن السبطانة المستخدم في الحادث بالدرجة الأساس على وجود مقذوف ناري مستقر في الجسم حيث يتم أستخراجه أثناء التشريح بعد أخذ التصاوير الشعاعية للجسم ( X-ray ) ومن ثم أرسال المقذوف الى مديرية تحقيق الأدلة الجنائية، وفي حالة عدم وجود مقذوف مستقر في الجسم فلا يمكن تحديد عيارية السلاح الناري بألاعتماد على مواصفات وأبعاد مدخل المقذوف في الجسم وذلك بالنظر لعدة عوامل أهمها هو أختلاف طبيعة المنطقة المصابة والتي أما أن تكون رخوة أو صلبة ومابين هاتين الصفتين من تدرج في المقاومة النسيجية وكذلك شكل المقذوف الناري وتأثير مخلفات الأطلاق القريب أن وجدت، أما بالنسبة للأسلحة ملساء السبطانة فأن تعريف وتحديد العيارية يختلف تماماً لانه يعتمد على قياسات خاصة أخرى .
(*) الأهمية الطبية العدلية لدراسة جروح الأسلحة النارية .
1- تحديد سبب الوفاة كونه ناتج عن الأصابة بمقذوف ناري .
2- تقدير مسافة الأطلاق الناري .
3- تحديد مسار الأطلاق الناري .
4- تحديد عيارية السلاح الناري المستخدم من خلال فحص المقذوف المستخرج من الجسم .
(*) أضرار المتفجرات .
المتفجر .
هو مادة تحدث صوتاً هائلاً مترافق مع أنبعاث كمية كبيرة من الغازات واللهب والحرارة العالية وموجات صدمية مع تشظي الوعاء الحاوي لها .
يوجد هنالك الكثير من أنواع المتفجرات مثل ( الرمانات اليدوية، الصواريخ، وأصابع الديناميت)، وتؤدي المتفجرات الى حدوث أضراراً شديدة ومتنوعة في جسم الأنسان،وتقسم هذه الأضرار الى الأنواع الأتية:
1- أضرار الشظايا .
تؤدي شظايا المتفجرات الى أحداث أضرار رضية في جسم الأنسان، وتختلف طبيعة تلك الأضرار حسب قرب أوبُعد الشخص المصاب عن مركز الأنفجار، ففي الأنفجارات الكبيرة قد لانجد أثراً للشخص أو الأشخاص الموجودين في مركز الأنفجار، بينما يكون التأثير على الأشخاص الأبعد من مركز الأنفجار عبارة عن جروح رضية شديدة ( تهتُكية) مع تمزق الأحشاء الداخلية وبتر للأطراف، ويصبح الضرر أقل كلما أبتعد الأنسان عن مركز الأنفجار .2- أضرارالفعل العصفي .
الفعل العصفي هو عبارة عن موجات صدمية عالية السرعة ناتجة عن الغازات المتولدة من الأنفجار تسبب تخلخل في الضغط الجوي، مما يؤدي الى حدوث أضرار رضية شديدة في الأحشاء الداخلية للجسم مثل أقتلاع الرئتين والقلب من مكانها في أغلب الأحيان .
3- أضرار اللهب .
يؤدي اللهب الناتج من المتفجر الى أحداث حروق نارية شديدة في الجسم تكون كافية لأحداث الوفاة، وقد تصل الى درجة الحروق النارية التفحمية .
4- أضرار غير مباشرة .
هي أضرار رضية تحدث في جسم الأنسان بسبب تطاير وسقوط الجدران والأثاث والعجلات والسقوف .
(*) الأهمية الطبية العدلية لدراسة حوادث المتفجرات .
1- تحديد سبب الوفاة كونه ناتج عن الأنفجار .
2- تحديد هوية المتوفي .
الطب العدلي المحاضرة : ( 11 )
( نتائج الجروح )بعد تعرض الأنسان الى الأصابة بمختلف أنواع الجروح، فأن تلك الجروح سوف تؤدي الى أحد النتائج الأتية :
1- حصول الشفاء التام .-------وهو تعبير نسبي لأن السحجات وكذلك الكدمات هي فقط التي تُشفى بشكل تام .
----- حصول النُدبَة -----. Scar 2--
النُدبَة : هي عبارة عن نسيج ليفي ( Fibrous tissue ) يتكون في موضع الجرح مغطى بطبقة رقيقة من النسيج الطلائي أو المبطن لنفس المنطقة .
يمكن الأستفادة من شكل الندبة في أعطاء فكرة عن نوع الجرح حيث تكون منتظمة الشكل في حالات الجروح الحادة وغير منتظمة الشكل في حالات الجروح الرضية وصغيرة نقطية الشكل في حالات الجروح الوخزية وجروح الأسلحة النارية، وتحصل هنالك تغيرات في لون الندبة وسطحها يمكن الأستفادة من خلالها في تقدير الزمن المنقضي على حصول الأصابة بالجرح حيث تتكون الندبة مابين (10- 14) يوماً من حدوث الأصابة بالجرح في معظم أنواع الجروح وتكون ذات لون أحمر وسطح أملس وحساس وتستمرعلى هذا الشكل لعدة أسابيع ثم تتحول تدريجياً لتصبح ذات لون بني وسطح مُتَجعد وذلك مابين (2-4) أشهر من الأصابة بالجرح ثم تصبح ذات لون أبيض وسطح منكمش وذلك بعد حوالي (6) أشهر من الأصابة بالجرح، ويمكن الأستفادة أيضاً من موقع الندبة في الجسم في أعطاء فكرة عن وجود عمليات جراحية سابقة في الجسم مثل وجود الندبة في أسفل الجهة الأمامية اليمنى البطن يعطي فكرة عن وجود عملية أستئصال الزائدة الدودية ((Appendectomy .
3-----تعطل شفاء الجروح .
يحدث تعطل شفاء الجروح لعدة أسباب، منها أسباب موضعية مثل وجود جسم غريب في الجرح، ومنها أسباب عامة مثل ضعف مقاومة الجسم للأمراض أو وجود أمراض مزمنة ومنهكة مثل (داء السكري) .4- حصول العدوى الجرثومية ( الخَمج ) .
يحصل الخَمج ( Infection ) في الجروح لعدة أسباب بعض منها يعود الى نوع الجرح حيث أن الجروح الرضية تتعرض الى الخمج أكثر من غيرها، والبعض الآخر يعود الى موقع الجرح في الجسم حيث أن الجروح التي تحدث في البطن وتصيب الأمعاء تكون أكثرعرضة للخمج من غيرها وذلك لأحتواء الأمعاء على الجراثيم، وقد يبقى الخمج موضعياً في الجرح نفسه أو قد ينتقل الى مكان آخر في الجسم عن طريق الدم فيسبب الأنتان الدموي .حصول الجُدَرة . Keloid5 --
الجُدَرة : هي عبارة عن تجمع ليفي غزير أحمر اللون حساس عند اللمس ومرتفع عن مستوى الجلد يحصل بسبب وجود خلل نسيجي في عملية أندمال الجرح
Accumulation of exuberant fibrous . وتحصل الجُدَرة في بعض الحالات من الجروح .
6 - حصول التشوهات والعاهات .
تشفى الجروح أو تتندب ظاهرياً ولكن قد ينتج عنها تشوه دائمي في المظهر الخارجي للجسم مثل الجروح الرضية الشديدة الحاصلة في الوجه في حوادث الطرق وأصابات المتفجرات والتي تؤدي الى فقدان نسيجي مما يسبب تشوه دائمي في مظهر الوجه، أو قد ينتج عن الجروح عاهة مستديمة تمنع الأنسان من القيام بعمل معين مثل حصول العمى الدائمي بعد أصابة الرأس بأضرار رضية أو حصول شلل دائمي في الأطراف السفلى بسبب كسور الفقرات القطنية وتمزق النخاع الشوكي بعد الأصابة بمقذوف ناري في الظهر .
وعند حصول مثل هذه المضاعفات فيجب على الطبيب الفاحص أن يقدر وجود العلاقة السببية بين الجروح من جهة والمضاعفات الحاصلة من جهة أخرى وذلك بعد فحص المصاب بدقة وأستخدام كل الوسائل المتيسرة والأعتماد على الأمور الأتية :
أ- نوع وخطورة الجروح .
ب- نوع المضاعفات الحاصلة .
ج- التوافق الزمني والموضعي بين الجروح والمضاعفات .
ء- أستبعاد كل الأحتمالات الأخرى التي قد تُنتج المضاعفات .
7- ------حصول الموت .
يحصل الموت بعد الأصابة بالجروح المختلفة بصورة سريعة أو متأخرة وذلك أعتماداً على سبب الوفاة .(*) الأفعال الأرادية بعد الجروح .
يُقصد بالأفعال الأرادية هو القدرة على الكلام أو الحركة أو القيام بأي عمل أرادي أخر بعد الأصابة بالجروح المختلفة بوقت قصير أو طويل، فعلى سبيل المثال عند أصابة العين بأضرار رضية قد تؤدي الى العمى المؤقت، والجروح الحادة في الرقبة في منطقة الحنجرة قد يتعذر أو يصعب بعدها الكلام، وكذلك في حالات الجروح التي تحصل في الصدر والظهر والبطن قد تؤدي الى شلل مؤقت في حركة الأطراف السفلى، أو عند أصابة الرأس بأضرار رضية قد تؤدي الى فقدان وعي مؤقت .وتكمن أهمية تقدير الأفعال الأرادية بعد الأصابة بالجروح المختلفة بالنسبة للطبيب الفاحص هي في تقدير حالة الشخص المصاب وهل يتمكن المحقق من أستجوابه ولأي مدى وهل يؤخذ بكلامه من عدمه .
الطب العدلي المحاضرة : ( 12 )
( أسباب الموت في الجروح )
تقسم أسباب الموت في الجروح المختلفة الى نوعين رئيسين وهما كما يلي :
أولاً : أسباب الموت السريع .
هي تلك الأسباب التي تؤدي الى الموت ضمن اليوم الأول من الأصابة بالجروح وهي كما يلي :
أ- النزف الدموي الأبتدائي . ( Primary hemorrhage ).
وهو أكثر الأسباب التي تؤدي الى الموت في الجروح المختلفة، وهذا النزف أما أن يكون خارجياً أو داخلياً (في الأجواف الجسمية) .
ب- تمزق عضو مهم لديمومة الحياة . ( Vital organ ) .
مثل تمزق الدماغ عند أصابته بأضرار رضية أو تمزق القلب عند أصابته بمقذوف ناري .ج- الصدمة العصبية . ( Neurogenic shock ) .
تحدث الصدمة العصبية من جراء الأصابة بجروح تترافق مع الألم الشديد (Severe pain) والذي يؤدي الى أنعكاس عصبي (Nerve reflex) يسبب أرتخاء وتوسع سريع في الأوعية الدموية المحيطية للجسم (vasodilatation Peripheral) فيؤدي الى أنخفاض سريع في ضغط الدم (Hypotension) مؤدياً بالتالي الى عجز القلب الحاد، وأفضل مثال على ذلك هي أضرار النخاع الشوكي .
ش
ء - النهي العصبي . (Vagal inhibition ) .
يحدث النهي العصبي من جراء التعرض الى شدة بسيطة قد لا تسبب جرحاً ولكنها تصيب مناطق معينة في الجسم تحتوي على أحد فروع العصب التائه (Vagus nerve) مثل المنطقة الشرسوفية Epigastric area)) والجيب السباتي ( (Carotid sinusمما يؤثر بشكل أنعكاسي على القلب حيث يؤدي الى تباطؤ شديد في ضربات القلب (Bradycardia) بسبب الفعل الباراسمثاوي للعصب التائه (Parasympathetic effect) مؤدياً بالتالي الى عجز القلب الحاد، ويُشخص النهي العصبي بأقصاء وأستبعاد الأسباب الأخرى للموت والأعتماد على ظروف الحادث .
هـ- الرجفان البطيني .( Ventricular fibrillation) .
تحدث هذه الحالة من جراء الأصابة بجروح بسيطة تترافق مع الخوف الشديد (الهلع) والذي يؤدي الى أفراز بعض الهرمونات مثل (الأدرينالين) الذي يسبب تسارع أو عدم أنتظام في ضربات القلب (Cardiac arrhythmia) والتي قد تكون من النوع المميت (Fatal) مثل الرجفان البطيني (Ventricular fibrillation) وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب .و- الأنصمام الهوائي . ( Air embolism ).
تحدث هذه الحالة من جراء الأصابة بجروح تؤدي الى قطع أحد الأوردة الكبيرة في الجسم مثل الوريد الوداجي كما في حالة الجروح القطعية النحرية والوريد الرحمي (Uterine vein) كما في حالة الأجهاض الجنائي، مما يؤدي الى دخول الهواء الى الدم في هذه الأوردة ثم ينتقل الى الجهة اليمنى للقلب ويقوم بسد صممات القلب فيسبب العجز الحاد في الجهة اليمنى للقلب .
(*) الأهمية الطبية العدلية من فحص الجروح المختلفة .
1- تحديد نوع الجروح .يتم تحديد نوع الجروح بالأعتماد على مواصفاتها أذا كانت جروح حادة أو رضية أو غيرها .
2- تحديد حيوية الجروح .
يُعتبر الجرح حيوياً وذلك أذا كان قد حصل خلال الحياة أو أثناء الموت (خلال الموت أو بعده بوقت قصير) حيث أن الجروح الحاصلة أثناء الموت قد تحصل فيها بعض العلامات الحيوية وذلك لأن حصول الموت الخلوي يتأخر عن حصول الموت الجسماني، بينما يُتعبر الجرح غير حيوياً وذلك أذا حصل بعد الموت بوقت ليس بالقصير، ويتم تحديد كون الجرح حيوي أو غير حيوي وذلك من خلال العلامات الأتية :أ- حصول النزف الدموي في الجرح الحيوي وعدم حصوله في الجرح غير الحيوي.
ب- وجود العلامات الألتهابية أو الأندمالية مثل الأحمرار والوذمة في الجرح الحيوي وعدم وجودها في الجرح غير الحيوي .
ج- وجود الخثرة الدموية ((Clot في الجرح الحيوي والتي تكون متماسكة وملتصقة بقوة بجدار الجرح وعدم وجودها في الجرح غير الحيوي .
ء- تباعد حواف الجرح الحيوي بسبب الأنقباض النسيجي حوله مما يؤدي الى أنفتاح الجرح، بينما تكون حواف الجرح غير الحيوي متقاربة من بعضها .
هـ- الفحص المجهري النسيجي للجرح وملاحظة التغيرات الحاصلة على المستوى النسيجي .
3- تقدير الزمن المنقضي على حصول الشدة (الأصابة).
يتم تقدير الزمن المنقضي على حصول الشدة (الأصابة بالجرح) من خلال مشاهدة مراحل التغيرات الأندمالية الحاصلة في الجروح المختلفة مثل مراحل أندمال السحجات وغيرها .4- تقديرالعلاقة السببية .
عند حصول التشوهات والعاهات بعد الأصابة بالجروح المختلفة يجب على الطبيب الفاحص أن يقدر وجود العلاقة السببية بين الجروح من جهة وبين المضاعفات الحاصلة من جهة أخرى وذلك بعد فحص المصاب بدقة وأستخدام كل الوسائل المتيسرة .5- أعطاء فكرة عن السلاح المستخدم .
من الممكن أعطاء فكرة عن السلاح (الآلة) المستخدم في الحادث من خلال وجود بعض المميزات الخاصة في الجروح، ففي حالة جروح الأسلحة النارية يمكن تحديد نوعية وعيارية السلاح المستخدم من خلال فحص المقذوف الناري أذا كان مستقراً في الجسم حيث يتم أستخراجه وأرساله الى مديرية تحقيق الأدلة الجنائية، وفي حالة الجروح الطعنية يمكن أعطاء فكرة فيما أذا كان السلاح الحاد المستخدم في الحادث ذو حافة حادة واحدة مثل (السكين) أو ذو حافتين حادين مثل (الخنجر) وذلك من خلال الأعتماد على شكل الجرح الطعني حيث يكون (كُمثري) الشكل في حالة كون السلاح الحاد يغلُب عليه أن يكون ذو حافة حادة واحدة بينما يكون (مغزلي) الشكل في حالة كون السلاح الحاد يغلُب عليه أن يكون ذو حافتين حادتين، ويصعب أعطاء فكرة عن الآلة المستخدمة في الحادث في حالة الجروح الرضية حيث تتشابه الجروح الرضية الناتجة عن السقوط من علو مع تلك الناتجة عن حوادث الطرق، وكذلك يصعب أعطاء فكرة عن
السلاح الحاد المستخدم في الحادث في حالة الجروح القطعية ماعدا في حالة وجود الجروح القطعية الكفاحية ( الدفاعية ) في الكفين .