الطب العدلي المحاضرة : ( 9 )
(جروح الأسلحة النارية)
خامساً- جروح الأسلحة النارية .
هي تلك الجروح الناتجة عن أصابة مقاذيف الأسلحة النارية المختلفة لجسم الأنسان .
وتصنف الأسلحة النارية حسب نوع سبطانة السلاح الناري الى نوعين رئيسين وهما كما يلي :
1- الأسلحة محلزنة السبطانة . Rifled bore weapons))
هي تلك الأسلحة التي تحتوي سبطانتها على (الحلزنة) مثل الرشاشات والمسدسات، والحلزنة هي عبارة عن أخاديد تُحفر في الوجه الداخلي لسبطانة السلاح الناري وفائدتها هي جعل المقذوف الناري يدور حول محورهِ أثناء الأطلاق وبذلك يصل الى مسافات بعيدة ويحقق دقة أصابة الهدف، ويتكون عتاد هذه الأسلحة من ( الظرف، الطلقة، الكبسولة، والبارود)، وتعتبر هذه الأسلحة هي الأكثر أستخداماً في معظم دول العالم في الوقت الحاضر .2- الأسلحة ملساء السبطانة .(Smooth bore weapons)
هي تلك الأسلحة التي لاتحتوي سبطانتها على الحلزنة مثل بنادق الصيد، ويتكون عتاد هذه الأسلحة من (الظرف، الغطاء، الخرادق، الخُب، البارود، والكبسولة)، والخُب هو عبارة عن قرص مصنوع من البلاستك أو الفلين فائدته هو فصل الخرادق عن البارود في داخل الظرف، وتعتبر هذه الأسلحة قليلة الأستخدام في الوقت الحاضر لعدم توفر عتادها .
(*) أضرار المقاذيف النارية في الأجسام المختلفة .
يترك المقذوف الناري أضراراً مميزة في الأجسام المختلفة عند أختراقهِ لها، وتُصنف هذه الأضرار حسب نوعية الأجسام المصابة الى نوعين مهمين وهما كما يلي :
أولاً- أضرار المقاذيف النارية في جسم الأنسان .
يؤدي المقذوف الناري عند أصابته جسم الأنسان الى حدوث نوعين رئيسين من الأضرار وهما كما يلي:
أ- أضرار المقاذيف النارية في الجلد .
يُحدث المقذوف الناري عند أصابته جلد الأنسان وماتحته من الأنسجة الرخوة أحد الجروح الأتية :
1- مدخل (جرح مدخل) ومخرج (جرح مخرج) وذلك عندما يخترق المقذوف الناري الجسم .
2- مدخل فقط بدون مخرج وذلك عندما يستقر المقذوف الناري في الجسم ولاينفذ منه .
3- مخرج فقط بدون مدخل وذلك عندما يدخل المقذوف الناري الى الجسم من خلال أحدى الفتحات الطبيعية في جسم الأنسان مثل الفم والأذن .
4- مدخل متكون من فتحة مركزية محاطة بعدة فتحات دخولية صغيرة وذلك نتيجة لتمزق المقذوف الناري من الأسلحة محلزنة السبطانة أو في بعض حالات الأصابة بمقاذيف الأسلحة ملساء السبطانة .
5- عدة مداخل وعدة مخارج وذلك عندما يصيب المقذوف الناري أجزاء متحركة من جسم الأنسان مثل الأطراف العليا والسفلى .
6- قد يسبب المقذوف الناري عند مروره بالجلد بصورة سطحية من دون أن يخترق الجسم جرحاً ميزابي الشكل ( زورقي ) .
(*) وتتميز جروح المقاذيف النارية ( المدخل والمخرج ) من الأسلحة محلزنة السبطانة بمميزات خاصة، وهي كما يلي :
1- مميزات المدخل . (Inlet)
أ- وجود الطوق السحجي، وهوعبارة عن سحجة كشطية تحيط بحواف مدخل المقذوف الناري من الخارج ناتجة عن تمزق البشرة عندما يصطدم المقذوف الدائر حول محوره بالجلد . وينعدم وجود الطوق السحجي حول حواف المدخل وذلك عندما يفقد المقذوف الناري حركته الحلزونية ويصيب الجسم بتأثير الجاذبية الأرضية فقط كما في حالة أصابات المقاذيف النارية العشوائية لجسم الأنسان من مسافات بعيدة .ب- وجود الطوق الوسخي، وهوعبارة عن هالة سوداء تحيط بحواف مدخل المقذوف الناري من الداخل ناتجة عن تلوث المقذوف بالزيت المحترق الموجود في سبطانة السلاح .
ج- يكون أتجاه الأنسجة في حواف المدخل الى داخل الجسم توافقاً مع أتجاه مسير المقذوف.
ء- يكون شكل المدخل في أغلب الأحيان منتظماً ( دائري أو بيضوي) .
هـ- تكون سعة المدخل في أغلب الأحيان أصغر من سعة المخرج .
2- مميزات المخرج . (Exit)
أ- عدم وجود الطوق السحجي ألا أذا كان الأنسان مستنداً على جسم صلب مثل الأرض .ب- عدم وجود الطوق الوسخي .
ج- يكون أتجاه الأنسجة في حواف المخرج الى خارج الجسم توافقاً مع أتجاه مسير المقذوف .
ء- يكون شكل المخرج في أغلب الأحيان غير منتظم .
هـ- تكون سعة المخرج في أغلب الأحيان أكبرمن سعة المدخل .
(*) أما في حالة الأسلحة ملساء السبطانة فأن مميزات المدخل والمخرج مختلفة كثيراً، حيث ينعدم وجود الطوق السحجي حول المدخل بسبب أنعدام الحركة الحلزونية للمقذوف، ويكون المدخل في أغلب الأحيان على شكل عدة فتحات دخولية صغيرة وفي بعض الأحيان على شكل فتحة مركزية كبيرة غير منتظمة ومشرشرة الحواف محاطة بعدة فتحات دخولية صغيرة، وكذلك ينعدم وجود المخرج في أغلب الأحيان .
ب- أضرار المقاذيف النارية في الأحشاء الداخلية .
تعتمد نوعية الأضرار التي يحدثها المقذوف الناري في الأحشاء الداخلية على نوع السلاح الناري المستخدم في الحادث وسرعة المقذوف الناري والجزء المصاب من الجسم، ويمكن تقسيمها الى مايلي :1- حصول ظاهرة التكَهُف ( (Cavitation، وهي التمزقات الشديدة في الأنسجة الرخوة التي تقع ضمن مسير ((Track المقذوف الناري في الجسم، حيث أن المقذوف الناري عند مروره في الجسم يؤدي الى حدوث تضاغط وتباعد في الأنسجة الرخوة التي تقع على جهتي مسيره مع فقدان نسيجي بسبب الحركة الحلزونية والسرعة العالية للمقذوف مما يسبب تكهفاً واضحاً في الأنسجة الرخوة الواقعة ضمن مسيره .
2- حصول ظاهرة موجة الصدمة (Shock wave)، وهي التمزقات الشديدة في الأنسجة الرخوة البعيدة عن مسير المقذوف الناري في الجسم، حيث أن المقذوف الناري عند مروره في الجسم يؤدي الى حدوث موجات أنتقالية للطاقة بسبب الحركة الحلزونية والسرعة العالية للمقذوف مما يؤدي الى أنتقال تأثير المقذوف الى الأنسجة الرخوة البعيدة عن مسيره .
3- حصول ظاهرة الفراغ الأمتصاصي ( (Vacuum suctionحيث أن المقذوف الناري عند مروره في الجسم يؤدي الى حدوث منطقة خلفية مفرغة من الهواء ضمن مسيره بسبب الحركة الحلزونية والسرعة العالية للمقذوف مما يسبب أندفاع الهواء الى داخل الأنسجة الرخوة الواقعة ضمن مسيره .
4- الكسور التفتتية والأنفصالية في مختلف أجزاء الجهاز العظمي في الجسم .
5- تمزق الشرايين والأوردة الرئيسية والفرعية في الجسم مما يؤدي الى النزف الدموي.
6- المضاعفات التي تحدث بعد فترة من الأصابة بألمقاذيف النارية مثل شلل الأطراف العليا والسفلى .
7- المضاعفات التي تحدث بعد أجراء العمليات الجراحية مثل ( أنتان الدم، Septicemia ) .
(*) أن الأضرار الثلاثة الأولى تحدث في المقاذيف النارية ذات السرعة العالية فقط (أي المقاذيف التي تزيد سرعتها على سرعة الصوت، High velocity missiles) بينما تحدث جميع الأضرار الأخرى في المقاذيف ذات السرعة العالية والبطيئة .
ثانياً- أضرار المقاذيف النارية في الملابس .
يختلف شكل الأضرار التي يُحدثها المقذوف الناري في الملابس وذلك حسب نوع القماش ووضعيته على الجسم، فالقماش المصنوع من المواد البتروكيمياوية يكون أكثر تأثراً بحرارة المقذوف من القماش المصنوع من الصوف والقطن، وأن لوضعية القماش على الجسم الأثر الكبير في تقدير سعة الثقب الذي يحدثه المقذوف فكلما كان القماش ملتصقاً بالجسم ومشدوداً عليه كلما كانت سعة الثقب متساوية تقريباً مع قُطر المقذوف بينما أذا كان القماش غير ملتصقاً بالجسم تكون سعة الثقب أكبر من قُطر المقذوف، وبصورة عامة تُعتبر الملابس جزءاً من جسم الأنسان في جروح الأسلحة النارية حيث أن مخلفات الأطلاق القريب حول مدخل المقذوف الناري يمكن مشاهدتها والتحري عنها في الملابس .
(*) مخلفات الأطلاق الناري في الأجسام المختلفة .
أن مخلفات الأطلاق (عناصر الأطلاق) تُمثل المخلفات التي تعقب أطلاق المقذوف الناري من الظرف في عتاد السلاح الناري، حيث أن آلية الأطلاق الناري تتمثل بأن يقوم الطارق الموجود في السلاح الناري بضرب الكبسولة الموجودة في قاعدة الظرف مما يؤدي الى أشتعال المادة الصاعقة في الكبسولة فينتج عنها حرارة عالية تصل الى (4500) درجة مئوية مما يؤدي الى أشتعال البارود الموجود في الظرف فتتولد غازات كثيفة تؤدي الى دفع المقذوف من الظرف،وتقسم مخلفات الأطلاق الناري الى الأنواع الأتية:1- الغاز . ( Gas ) .
يظهر تأثير الغاز على الجسم في الأسلحة محلزنة السبطانة عندما تكون فوهة السلاح الناري بوضع التماس بدون ضغط أو مايقارب التماس مع الجسم حيث يكون شكل مدخل المقذوف الناري صليبي أو نجمي بسبب دخول الغاز الى الجسم ثم أرتداده الى الخارج مما يؤدي الى تشقق الجلد، بينما يكون تأثير الغاز في الأسلحة ملساء السبطانة في داخل الجسم .2- اللهب . ( Flame ) .
يظهر تأثير اللهب على الجسم على شكل حرق في الجلد أو شعوطة في الشعر حول مدخل المقذوف الناري وهو ما يسمى بـ (الأسوداد الأحتراقي، Burning)، وذلك ضمن مسافة أطلاق (15 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (قدم واحد) في الأسلحة ملساء السبطانة، ولا يمكن أزالة الأسوداد الأحتراقي بالمسح أو الغسل .
3- الأسوداد الكاربوني . ( Soot soiling ) .
هو عبارة عن ذرات كاربونية غير محترقة تندفع خارج فوهة السلاح الناري وتتجمع حول مدخل المقذوف الناري وذلك ضمن مسافة أطلاق (40 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (ياردة واحدة) في الأسلحة ملساء السبطانة، ويمكن أزالة الأسوداد الكاربوني بالمسح أو الغسل .4- الوشم البارودي . ( Powder tattooing ) .
هو عبارة عن ذرات بارودية غير محترقة أو غير تامة الأحتراق تندفع خارج فوهة السلاح الناري وتنغرز في الجلد حول مدخل المقذوف الناري وذلك ضمن مسافة أطلاق (90 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن مسافة أطلاق (3 ياردة) في الأسلحة ملساء السبطانة .5- المعادن العالقة . ( Metallic particles ) .
هي عبارة عن بقايا بعض المعادن التي تدخل في تركيب المادة الصاعقة للكبسولة أو التي تدخل في تركيب المقذوف الناري أو ظرفه، وهذه المعادن هي (الباريوم،الأنتيمون،الرصاص،النحاس،النيكل،والزنك) .6- المقذوف . ( Missile ) .
يُعتبر المقذوف الناري من مخلفات الأطلاق، ويسمى المقذوف الناري في عتاد الأسلحة محلزنة السبطانة بـ (الطلقة، Bullet) بينما يسمى المقذوف الناري في عتاد الأسلحة ملساء السبطانة بـ (الخردقة، Pellet) ومجموعها خرادق وهي عبارة عن كرات معدنية صغيرة.
(*) تسمى المخلفات الأربعة الأولى بـ ( مخلفات الأطلاق القريب ).