الطب العدلي المحاضرة: ( 13 )
( حوادث الطرق )
هي تلك الحوادث الناتجة عن سوء أستخدام وسائط النقل المختلفة، وتقسم تلك الحوادث الى الأنواع الأتية
أولاً : حوادث السيارات .
تُعتبر حوادث السيارات من أهم حوادث الطرق وذلك لكثرة حدوثها في مختلف أنحاء العالم، ويمكن تقسيم حوادث السيارات الى الأنواع الأتية :
1- حوادث الدَهس ( الدَعس ) .
تختلف الأضرار الناتجة عن حوادث الدهس من شخص الى آخر وذلك حسب عمر الشخص ونوع السيارة وسرعتها، ويقسم الدهس الى المراحل الأتية :
أ- مرحلة الصدم الأولي .
يُقصد بها مرحلة بداية أصطدام السيارة بجسم الأنسان، ويحدُث في هذه المرحلة أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات ختمية وكدمات وجروح رضية في جسم الشخص المدهوس من جراء أصطدام الأجزاء البارزة من السيارة مثل المصد الأمامي للسيارة (الدعامية) بالجسم، وتحدث هذه الأضرار في أغلب الأحيان في أحدى الجهتين الخارجيتين (الجانبيتين) من الجسم بينما تحدث في بعض الأحيان من الأمام أو من الخلف، وتكون مواقع هذه الأضرار عند الأنسان البالغ في الساقين في أغلب الأحيان بينما عند الأطفال فأنها تكون في الرأس في أغلب الأحيان .
ب- مرحلة الرمي .
يُقصد بها مرحلة ردة الفعل للصدم الأولي، والذي ينتج عنه رمي الشخص المدهوس الى أمام السيارة أذا كانت السرعة متوسطة مما يؤدي الى أرتطامه بألارض فتسبب له أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات كشطية وكدمات وجروح رضية، وقد يحصل الرمي الى الخلف على غطاء المحرك أو على الزجاج الأمامي للسيارة أذا كانت السرعة عالية مما يؤدي الى حدوث أضرار رضية شديدة في الرأس تترافق مع كسور في عظام الجمجمة ونزوف في السحايا والدماغ، وقد يُرمى الشخص مدهوس الى خلف السيارة أذا كانت السرعة عالية جداً .
ج- مرحلة الصدم الثانوي .
يُقصد بها مرحلة ما بعد الرمي، فعند سقوط الشخص المدهوس على الأرض بعد الرمي قد تدهسه سيارة أخرى من فوقه فتسبب له أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات ختمية وكدمات وجروح رضية، ويتوافق شكل السحجات الختمية مع شكل أطار السيارة في أغلب الأحيان وتكون مترافقة مع أضرار شديدة في الأحشاء الداخلية، وقد يسقط الشخص المدهوس أحياناً من مرتفع أو جسر أو يسقط في مجرى مائي فيصطدتم بأي جسم أخر .
2- حوادث الأصطدام .
هي تلك الحوادث الناتجة عن أرتطام واسطتي نقل مع بعضهما مثل الأرتطام بين سياريتين، أو أرتطام واسطة النقل مع أي جسم آخر مثل عمود الكهرباء أو شجرة أو بيت، ويؤدي هذا الأرتطام الى حصول أضراراً قد تشمل السائق فقط بينما يشمل البعض الأخر كل من السائق والركاب، وتقسم أضرار الأصطدام الى الأنواع الأتية :أ- أضرار المقود (عجلة القيادة) .
تشمل أضرار المقود السائق فقط، وتقسم تلك الأضرار الى الأنواع الأتية :1- أضرار التحدب العلوي.
يسبب التحدب العلوي لمقود السيارة أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات وكدمات وجروح رضية في الذقن قد تترافق مع كسور في عظم الفك الأسفل، وقد تحدث أضرار رضية في أعلى الرقبة تترافق مع تمزق الرغامي Trachea)) وكسور في غضاريف الحنجرة .
2- أضرار المحور الوسطي .
يسبب المحور الوسطي لمقود السيارة أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات وكدمات وجروح رضية في الصدر قد تترافق مع كسور في عظام القص والأضلاع مع كدمات رضية في الأنسجة الرخوة التي بين الأضلاع وتمزقات في الرئتين والقلب مما يؤدي الى نزف دموي في الجوف الصدري .
3- أضرار التحدب السفلي .
يسبب التحدب السفلي لمقود السيارة أضرار رضية تتمثل بحصول سحجات وكدمات وجروح رضية في البطن قد تترافق مع تمزقات في الكبد والمعدة والأمعاء مما يؤدي الى نزف دموي في الجوف البطني .
ب- أضرار دواسات القيادة .
تسبب دواسات القيادة مثل أستعمال دواسة المكابح بشكل مفاجئ أضراراً رضية تتمثل بحصول كدمة رضية مع سحجة ختمية في باطن القدم، وتشمل تلك الأضرار السائق فقط .
ج- أضرار لوحة القيادة ( الدشبول) .
تسبب لوحة القيادة أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات وكدمات وجروح رضية في الفخذين والساقين قد تترافق مع كسور في عظام كل منهما، وتشمل تلك الأضرار كل من السائق والركاب .
ء- أضرار الأبواب الجانبية .
تسبب الأبواب الجانبية أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات وكدمات وجروح رضية في الجهة اليسرى للسائق وللشخص الراكب خلفه والجهة اليمنى لباقي الركاب الجالسين من جهة اليمين .
هـ- أضرار الزجاجة الأمامية .
قد تنكسر الزجاجة الأمامية للسيارة فتتحول الى شظايا مختلفة الأحجام ينتج عنها جروح مختلفة الأنواع (رضية،طعنية،وقطعية) في الرأس والرقبة تسمى بـ ( الجروح الزجاجية)، أو قد لاتنكسر فتسبب أضراراً رضية تتمثل بحصول سحجات وكدمات وجروح رضية في الرأس وأحياناً تسبب كسور في العظم الجبهوي (Frontal bone) وعظم الأنف ((Nasal bone، وتشمل تلك الأضرار كل من السائق والركاب .
و- أضرار الجلاز . ( Whiplash injury ).
هي تلك الأضرار التي تحدث في الرقبة والناتجة عن أرتداد الرأس الى الخلف ثم أندفاعه الى الأمام بسرعة وذلك من جراء التسارع ثم التباطؤ المفاجئ في سرعة السيارة .
وتتمثل هذه الأضرار بحصول تمزقات شديدة في الأنسجة الرابطة للرقبة تترافق مع خلوع وكسور في الفقرات العنقية وقد يحدث تمزق في النخاع الشوكي أذا كان الأصطدام شديداً، وتحدث أضرار الجلاز في حالة عدم أستعمال أحزمة الأمان وعدم وجود خلفية للرأس، وتشمل تلك الأضرار كل من السائق والركاب
3- حوادث الأنقلاب .
هي تلك الحوادث الناتجة عن أنقلاب السيارات بدون الأرتطام بأي جسم آخر مثل أنقلاب السيارة في النهر وغيرها، وهذا النوع من الحوادث قليل الحدوث، وتؤدي مثل هذه الحوادث الى حصول أضراراً رضية في مختلف أنحاء الجسم .
(*) الأهمية الطبية العدلية في حوادث السيارت .
تحديد سبب الوفاة .أن معرفة سبب الوفاة في حوادث السيارات له أهمية كبيرة في تحديد فيما أذا كان الموت قد حدث بسبب واسطة النقل بحد ذاتها أم أنها مجرد حادثة ليتستر بها المجرم على معالم الجريمة .
2- التعرف على مسؤولية المتوفي .
أن التعرف على مسؤولية المتوفي تكمن في تحديد أصابة الشخص المدهوس في حوادث الدهس بمرض معين مثل مرض الصرع وأمراض القلب وغيرها سبب له عدم القدرة على السير أو العبور في الشارع بصورة صحيحة، وتحديد تناول الشخص المدهوس في حوادث الدهس أو السائق وباقي الركاب في حوادث الأصطدام وأنقلاب السيارات للكحول والمخدرات والتي تؤدي الى فقدان الأنسان للسيطرة والأتزان في أفعاله وبذلك تقع المسؤولية على عاتق المتوفي .
3- أعادة بناء مراحل الحادث .
من الممكن توجيه الجهات القضائية الى أعادة بناء مراحل الحادث من خلال تحديد مواقع الأضرار في جسم المتوفي أثناء أجراء التشريح، فعلى سبيل المثال من خلال تحديد مواقع أضرار مرحلة الصدم الأولي من مراحل الدهس في جسم المتوفي يمكن أعطاء فكرة فيما أذا كان السائق قد أستعمل مكابح السيارة ( (Brakesمن عدمه حيث أن أستعمال المكابح يؤدي الى نزول مستوى مصد السيارة الى الأسفل، فأذا كان الشخص بالغاً ودُهِسَ بواسطة سيارة صغيرة وذات سرعة متوسطة وأستعمل السائق المكابح فسوف يكون موقع هذه الأضرار في الساق عند أتصال (الثلثين) العلوين مع (الثلث) السفلي من الساق أما في حالة عدم أستعمال المكابح فسوف يكون موقع هذه الأضرار عند أتصال (الثلث) العلوي مع (الثلثين) السفلين من الساق .
4- تكوين أحصائيات دقيقة .
يمكن تكوين أحصائيات دقيقةعن حوادث السيارات في مختلف المناطق من أجل تلافي الحوادث المستقبلية .