مواضيع المحاضرة: علم السموم العدلي
قراءة
عرض

الطب العدلي ( علم السموم العدلي )

د.اسماء محمد شيت الحيالي

(*) علم السموم ( Toxicology ) .

هو العلم الذي يعنى بدراسة التأثيرات الضارة للمواد السامة المختلفة على جسم الأنسان والبيئة .
(*) المادة السامة ( Toxin ، Poison ) .
هي أي مادة تؤدي الى أحداث أضرار بصحة الأنسان أو الموت بواسطة تأثيراتها الفيزياوية أو الكيمياوية أو الفسيولوجية سواء أعطيت عن طريق الفم أو الأستنشاق أو الزرق العضلي والوريدي.
(*) الدواء ( Drug ) .
هو أي مادة أو منتج طبي يستعمل أو في النية أستعماله في محاولة لتغيير الأنظمة الوظيفية أو المرضية لصالح مستلم الدواء أي المريض ( هذا التعريف حسب منظمة الصحة العالمية )

(*) أنواع علم السموم .

يقسم علم السموم الى ثلاثة أنواع، وهي كما يلي :
1- علم السموم السريري ( Clinical toxicology ) .
هو فرع من علم السموم يعنى بدراسة الأعراض والأمراض الناتجة عن التعرض غير الأعتيادي للمواد السامة المختلفة وكيفية تشخيصها ومعالجتها .
2- علم السموم البيئي ( Ecto toxicology ) .
هو فرع من علم السموم الذي يعنى بدراسة ملوثات المواد الغذائية، الماء، الهواء، والتربة .
3- علم السموم العدلي (Forensic toxicology ) .
هو فرع من علم السموم ومن الطب العدلي يعنى بدراسة الوفيات الناتجة عن التعرض للمواد السامة المختلفة ودرجة السمية والجرعة القاتلة وتحاليل السموم وتفسير نتائج تلك التحاليل .
(*) وتحدث الوفيات الناتجة عن التعرض الى المواد السامة المختلفة عن طريق نوعين من طرق التسمم، وهما كما يلي :


- التسمم الحاد ( Acute poisoning ) .
هو التسمم المميت الناتج عن التعرض الى جرعة واحدة كبيرة من المادة السامة أو الى جرعات صغيرة ضمن فترة زمنية قصيرة .
2- التسمم المزمن ( Chronic poisoning ) .
هو التسمم المميت الناتج عن التعرض الى جرعات صغيرة ومتكررة من المادة السامة ضمن فترة زمنية طويلة .
(*) مصادر التسمم .
1- مصادر بيتية : مثل المنظفات، مبيدات الحشرات، والمعقمات .
2- مصادر زراعية : مثل مبيدات القوارض، ومبيدات النباتات .
3- مصادر صناعية: مثل مصانع تصنيع السموم بصورة مباشرة، أو تلك التي تتعامل مع السموم مثل مصانع البطاريات .
4- مصادر تجارية : مثل المحلات التجارية التي تبيع المبيدات المختلفة .
5- الأدوية المختلفة : مثل الأستعمال السيء للدواء .
6- الأغذية الملوثة : مثل الأغذية المعاملة بالمواد الكيمياوية الحافظة أو المطيبات
H2S وغاز البلاليع CO7- مصادر أخرى : مثل غاز الفحم

(*) تصنيف المواد السامة .

يتم تصنيف المواد السامة بعدة طرق، وهي كما يلي :
1- حسب نوع التأثير ( Type of effect ) .
وتقسم الى نوعين وهما كما يلي :
أ- ذات التأثير الموضعي ( Local effect ) .
يقتصر تأثير هذه المواد السامة على جزء معين من جسم الأنسان من دون أن يكون لها تأثير على أعضاء وأجهزة الجسم الأخرى، مثل القواعد القوية .
ب- ذات التأثير العام ( Systemic effect ) .
تؤثر هذه المواد السامة على مختلف أعضاء وأجهزة الجسم ولايقتصر تأثيرها على جزء معين في الجسم، مثل الأدوية المختلفة .
2- حسب الغرض من الأستعمال ( Purpose of use ) .
وتقسم الى خمسة أنواع وهي كما يلي :
أ- أنتحارية : مثل مبيدات الحشرات ، الأدوية المختلفة مثل الـباربيجوريت والفينول.


ب- جنائية : مثل مركبات السيانيد ((Cyanide ، مركبات الزرنيخ ( Arsenic )، ومبيدات القوارض .
ج- عارضية : مثل غاز الفحم ، غاز البلاليع ، والحوامض القوية .
ء- مُجهضة : وهي تلك المواد التي تسبب الأجهاض مثل مادة الكَوينين ( Quinine ) .
هـ- مسببة للدوار: مثل المخدرات ( ( Narcotic ، الكحول ، والحشيشة .
3- حسب الطبيعة الكيمياوية ( Chemical nature ) .
وتقسم الى سبعة أنواع من المجاميع تسمى السموم الكيمياوية المتعارف عليها، وهذا التصنيف هو المعتمد والمعمول به حالياً في الطبابة العدلية، وهذه المجاميع هي كما يلي :
أ- المواد المتطايرة ( Volatiles ): مثل الكحول والأسيتون .
ب- الأدوية وبضمنها المخدرات ( Drugs ) : مثل المورفين والباربيجوريت .
ج- المبيدات (Pesticides ) : مثل مبيدات الحشرات ومبيدات القوارض .
ء- الغازات السامة ( Toxic gases ) : مثل غاز الفحم وغاز البلاليع .
هـ- الأيونات السالبة ( Negative ions ) : مثل الحوامض القوية والقواعد القوية .
و- المعادن الثقيلة ( Heavy metals ) : مثل الزرنيخ والزئبق .
ز- المواد المتفرقة : مثل سموم الأفاعي وسموم الفطر .

( مصير المادة السامة في الجسم )

يتم أمتصاص القسم الأكبر من المادة السامة التي تؤخذ عن طريق الفم الى الدم عن طريق المعدة والأمعاء، وهنالك تأثير موضعي للمادة السامة على القناة الهضمية قبل الأمتصاص ولكن بعد حصول الأمتصاص فأن تأثير المادة السامة سوف يكون على مختلف أنسجة الجسم من خلال أنتشاره عن طريق جهاز الدوران، وقسم من السموم يصل بسهولة الى أنسجة معينة في الجسم وقسم آخر يستوجب مروره عبر أنسجة مانعة ( Tissue barrier ) وقسم آخر من السموم يتجمع في أنسجة معينة، وبعد ذلك تتم عملية أزالة المادة السامة من الجسم عن طريق العمليات الأيضية التي تجرى عليه في الكبد حيث يعتبر الكبد هو العضو الرئيسي والمهم في جسم الأنسان المسؤول عن عمليات الأيض وأزالة السموم ((Detoxification، وبعد ذلك يتم طرح المادة السامة من جسم الأنسان بعدة طرق حيث يطرح معظمها في الأدرار ويطرح قليل منها عن طريق مادة الصفراء أو العرق أو اللعاب أو الدمع أو الشعر ماعدا السموم المتطايرة فأنها تطرح مباشرة بواسطة التبخير، بينما تطرح السموم غير الممتصة مباشرة من المعدة عن طريق التقئ أو تطرح من الأمعاء عن طريق الغائط .

(*) العوامل المؤثرة على فعالية السموم في الجسم .

1- كمية المادة السامة المتناولة ( Quantity ).
يختلف تأثير المادة السامة في الجسم حسب الكمية (الجرعة) المتناولة، حيث أن تناول جرعة واحدة كبيرة من المادة السامة أو جرعات صغيرة ضمن فترة زمنية قصيرة يؤدي الى التسمم الحاد، وتناول جرعات صغيرة ومتكررة من المادة السامة ضمن فترة زمنية طويلة يؤدي الى التسمم المزمن، وتناول جرعة صغيرة جداً من مادة دوائية يؤدي الى تأثير علاجي (Therapeutic effect ) .
2- الحالة الفيزياوية للمادة السامة ( form Physical ) .
تعتبر الغازات أسرع المواد السامة تأثيراً في جسم الأنسان لأنها تمتص بسهولة وبسرعة، بينما تكون السوائل أبطأ تأثيراً من الغازات وأسرع من المواد الصلبة، وتعتبر المواد الصلبة أبطأ المواد تأثيراً.
3- الحالة الكيمياوية للمادة السامة ( form Chemical ) .
يختلف تأثير المادة السامة في الجسم حسب حالتها الكيمياوية، فعلى سبيل المثال لا يعتبر الزئبق مادة سامة أذا كان بحالته الفلزية المفردة ( عنصر نقي ) لأنه لا يمتص من قبل الأمعاء ولكن مركبات الزئبق وأملاحه تعتبرمواد سامة وخطرة جداً مثل كلوريد الزئبق لأنها تمتص من قبل الأمعاء .


4- حالة المعدة ( Stomach condition ) .
يعتبر وجود المواد الطعامية في المعدة من الأمور المخففة للمادة السامة لأنها تحمي جدار المعدة وتؤخر أمتصاص السموم بالتخفيف، وكذلك من حالات المعدة المهمة التي تقلل من تأثير السموم هو قلة كمية حامض الهيدروليك HCL)) فيها والمسماة بحالة أنخفاض الحامض المعوي ( Achlorhydria ) حيث تؤدي هذه الحالة الى تقليل فعالية بعض الأملاح السامة مثل أملاح السيانيد .
5- طريقة التناول ( Route of administration ) .
تختلف سرعة أمتصاص المادة السامة من قبل الجسم وكذلك تأثير المادة في الجسم بأختلاف طريقة تناول تلك المادة، حيث أن طريقة تناول المادة عند طريق الأستنشاق هي أسرع طريقة، ويأتي بالدرجة الثانية طريقة التناول عن طريق الزرق الوريدي أوالعضلي، بينما يعتبر التناول الفموي هو أبطأ الطرق المؤثرة .

6- العمر .

يختلف تأثير المواد السامة بشكل عام والأدوية منها بشكل خاص في الجسم حسب عمر الأنسان، فعلى سبيل المثال أن المخدرات بصورة عامة يمكن تحملها من قبل البالغين ويكون تأثيرها السمي أكبرعلى صغار العمر بينما أدوية البلادونا (Belladonna) يمكن تحملها من قبل صغار العمر ويكون تأثيرها السمي أكبرعلى البالغين .

7- الحالة البدنية والصحية .

يختلف تأثير المواد السامة في الجسم حسب الحالة البدنية والصحية للأنسان، حيث أن الأنسان ذو البنية الجسمانية القوية والحالة الصحية الجيدة يكون أكثر تحملاً للمواد السامة من الأنسان ذو البنية الضعيفة أوالذي يعاني من بعض الأمراض مثل أمراض الكبد والكلية .

(*) المشاهدات التشريحية في حالات التسمم المختلفة .

عند حصول حالة تسمم بأحد السموم الكيمياوية المتعارف عليها فقد تظهر في الجسم بعض المشاهدات التشريحية المهمة التي من الممكن أن تعطي فكرة عن طبيعة أو نوع تلك المادة السامة، وهذه المشاهدات هي كما يلي :
أولا : المشاهدات الخارجية .
1- ظهور تلونات الموت الأنحدارية بلون معين، مثل اللون الوردي عند التسمم بغازالفحم ( CO ) .
2- حصول الأصمئلال الحيوي، كما في حالة التسمم بمادة الستركنين ( Strychnine ) .
3- أنبعاث رائحة التفسخ بالرغم من عدم حصول التفسخ، كما في حالة التسمم بغاز البلاليع ( H2S ) .
4- وجود بقع نزفية تحت الجلد، كما في حالة التسمم بمادة الفسفور .
5- حصول تقرح في الشفتين، كما في حالة التسمم بالحوامض القوية مثل حامض الكبريتك المركز .
6- ظهور زبد رغوي (froth ) من الفم، كما في حالة التسمم بالمخدرات .
7- حصول الصلع والألتهابات الجلدية، عند التسمم المزمن بالمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والرصاص .
8- وجود مناطق زرق وريدي أو عضلي، كما في حالة التسمم بالأدوية المختلفة .


ثانياً : المشاهدات الداخلية .
1- المشاهدات في المعدة ومحتوياتها .
تتمثل بوجود بقع نزفية في جدار المعدة عند التسمم بالمبيدات، أحتقان شديد في جدار المعدة عند التسمم بالقواعد القوية، أنثقاب في جدار المعدة عند التسمم بالحوامض القوية، تصلب في جدار المعدة عند التسمم بالفينول، تلون محتويات المعدة باللون الأصفر عند التسمم بحامض الكبريتك المركز، تحول محتويات المعدة الى قوام حليبي (Milky) عند التسمم بالمبيدات الحشرية أو الى مادة بلورية عند التسمم بأملاح الزئبق والثاليوم، أنبعاث بعض الروائح المميزة من محتويات المعدة عند التسمم بالكيروسين (Kerosene) أو الكحول أو الفورمالدهايد ( Formaldehyde) .
2- المشاهدات في الأمعاء .
تتمثل بوجود أحتقان شديد أو بقع نزفية في جدار الأمعاء عند التسمم بالمبيدات في أغلب الأحيان .
3- المشاهدات في الكبد .
تتمثل بوجود تغيرات دهنية أوتشمع الكبد عند التسمم المزمن بالمعادن الثقيلة في أغلب الأحيان .

(*) النماذج التشريحية الواجب أرسالها للتحري عن السموم .
هنالك بعض النماذج المختلفة من جسم الأنسان التي يتم أخذها خلال التشريح الأصولي وأرسالها الى الفحص المختبري السُمي من أجل التحري فيها عن السموم الكمياوية المتعارف عليها، وهذه النماذج هي كما يلي :
1- المعدة مع محتوياتها .
تكمن أهمية المعدة مع محتوياتها في أمكانية التحري عن المادة السامة قبل أن تبدأ عليها عمليات الأيض، وكذلك لوجود كميات كبيرة نسبياً من المادة السامة في المعدة وذلك لأن أغلب حالات التسمم تحدث عن طريق التناول الفموي .
2- الدم .
يستخدم الدم للتحري عن السموم قبل حصول التفسخ الأبتدائي، ويمكن التحري فيه عن مواد مثل ( الكحول، غاز الفحم،الأدوية وبضمنها المخدرات )، حيث يتم أخذ حوالي ( 30 سم3 ) غير محفوظ وأخذ حوالي ( 5 سم3 ) محفوظ بمادة فلوريد البوتاسيوم من أجل التحري عن الكحول

3-الكبد .

تتجمع معظم المواد السامة في الكبد وبتراكيز أعلى من تراكيزها في الدم ولكون النموذج كبير نسبياً فهذا يجعله من أهم النماذج التشريحية لغرض التحري عن السموم، وهو مفيد في حالات التفسخ الأبتدائي والمتوسط حيث لايمكن الأستفادة من نموذج الدم، ويستفاد منه أيضاً في التفريق بين الجرعة العلاجية والجرعة المميتة عند التسمم بالأدوية، ويتم أخذ حوالي ( 250 ) غرام من الكبد .
4- الكليتين .
تستخدم الكلية للتحري عن المعادن الثقيلة في حالة التسمم المزمن، ويتم أخذ حوالي ( 50 ) غرام من كل كلية .
5- الصفراء .
يتم أخذ المرارة ( Gall bladder ) من أجل فحص مادة الصفراء (Bile)فيها حيث يستفاد منها للتحري عن المخدرات مثل المورفين ونتائج الأيض لها .
6- الأدرار .
يعتبر الأدرارمفيداً في تحاليل السموم كونه خالياً من البروتين ويحتوي على تراكيز عالية من نتائج أيض السموم وخاصة المخدرات حتى وأن كان التعرض لها قبل عدة أيام، ولكن التركيز فيه لايعكس كمية المادة السامة المتناولة لأن الأدرار يطرح على شكل وجبات لذلك فأن الأدرار يفيد في التشخيص فقط .


7- الدماغ .
يستخدم الدماغ في التحري عن المذيبات العضوية مثل الكلوروفورم ( Chloroform ) والأسيتون (( Acetone
8- الرئتين .
تستخدم الرئة في التحري عن بعض الغازات وأدوية التبنيج العام مثل الهالوثين ( Halothane ) وكذلك في التحري عن المخدرات عند تعاطيها عن طريق الأستنشاق .
9- السائل الزجاجي .
يستخدم السائل الزجاجي في التحري عن السموم عند حصول التفسخ المتقدم .
10- الشعر والعظام .
يستخدم الشعر والعظام للتحري عن المعادن الثقيلة في حالة التسمم المزمن عند حصول التفسخ المتقدم جداً.

( الكحول من الناحية الطبية العدلية )

الكحول الأثيلي النقي ( C2H5OH ) هو سائل شفاف عديم اللون ذو رائحة خاصة ومميزة ومذاق حار ولاذع سريع الأشتعال بلهب أزرق ويمتزج مع الماء بكل النسب، يدخل الكحول في تركيب الكثير من الوصفات الطبية كمادة مذيبة ومعقمة .
أن تعاطي الكحول بكثرة ولفترة طويلة يؤدي الى حصول حالة الأدمان، وتتراوح الجرعة القاتلة من الحكول النقي للشخص البالغ ما بين (400 - 700 ) سم3، ويوجد هنالك ثلاثة أنواع من المشروبات الكحولية تسمى الأولى بالمشروبات الخفيفة والتي يتراوح تركيز الكحول فيها مابين ( 2-6 % ) مثل البيرة، وتسمى الثانية بالمشروبات المتوسطة والتي يترواح تركيز الكحول فيها مابين ( 15-20 % ) مثل الشيري، وتسمى الثالثة بالمشروبات الروحية وهي أخطر أنواع المشروبات الكحولية حيث يتراوح تركيز الكحول فيها مابين ( 30-50 % ) مثل الويسكي والفودكا .

(*) أمتصاص وأنتشار وطرح الكحول .

يدخل الكحول الى الجسم عن طريق التناول الفموي ليصل الى القناة الهضمية حيث يتم أمتصاص قسم ضئيل منه الى الدم عن طريق الفم والبلعوم والمرئ بينما يتم أمتصاص القسم الأكبر منه في المعدة وألأثني عشري، ويعتمد معدل أمتصاص الكحول من قبل الجسم على ثلاثة عوامل أساسية وهي ( نوع المشروب الكحولي، سرعة شرب المادة الكحولية، وحالة المعدة ومافيها من مواد طعامية )، وبشكل عام عند تناول مشروبات كحولية روحية على معدة فارغة فأن وصول تركيز الكحول في الدم الى قمته (Peak) يستغرق مابين (12-20) دقيقة بينما عند تناول مشروبات كحولية متوسطة مع وجبة طعام خفيفة فأن وصول تركيز الكحول في الدم الى قمته يستغرق مابين (1,5- 2) ساعة، وبعد الأمتصاص ينتقل الكحول الى الكبد عبر الوريد البوابي الكبدي ((Portal vein حيث يتم أكسدة الكحول في الكبد فيتحول الى مركب أستلدهايد (Acetaldehyde) بمعونة أنزيم الديهايدروجينز (ADH) ومن ثم يتحول الأستلدهايد الى حامض الخليك (Acetic acid) بمعونة أنزيم دايفوسفوبردين (DPN) ثم يتحول بعدها حامض الخليك الى ثاني أوكسيد الكاربون والماء، وعند حصول التعادل بين كمية الكحول الممتصة من الأمعاء والأكسدة في الكبد نتيجة لتشبُع منظومة الأكسدة سوف ينتشر الكحول الى جميع أنحاء الجسم حيث يبدأ تأثيره بالظهورعلى جسم الأنسان بسبب تأثيره على الدماغ، ومن ثم يتم طرح حوالي (95%) من الكحول في الجسم عن طريق الكبد بعملية الأكسدة أيضاً بينما يتم طرح كمية ضئيلة من الكحول لاتتجاوز حوالي (5%) كما هو أي بدون أكسدة ( كحول فقط ) عن طريق هواء الزفير والغدد العرقية والغائط، وأن معدل أكسدة الكحول في الكبد يكون بمقدار ثابت مما يؤدي الى أنخفاض تركيز الكحول في الدم تدريجياً بمعدل مقدار( 15ملغم / 100سم3 / ساعة ) .

(*) التأثير العام للكحول .

يؤثر الكحول على جميع أعضاء جسم الأنسان بسبب تأثيره الكبحي (Inhibition effect) على الدماغ أبتداءاً من المراكز الحسية وأنتهاءاً بمراكز التنفس والدوران، ويعتمد تأثير الكحول على الدماغ حسب مقدار تركيزه (نسبته) في الدم وكما يلي :
أ- 30 – 50 ملغم / 100 سم3 : شعور بالأنشراح ( تأثير بسيط ) .
ب- 60 – 90 ملغم / 100 سم3 : أزدياد الثقة بالنفس والأنطلاق بالكلام ويكون الشخص غير مستقر وغير أمن على قيادة السيارة ولذلك تعتبر معظم الدول أن الشخص يكون تحت تأثير الكحول أذا كان تركيزه في الدم بمقدار (80 ملغم / 100سم3) فما فوق
ج- 100- 140 ملغم / 100 سم3 : يصاب الشخص بتشوش فكري ويفقد القدرة على الأتزان الدقيق في حركات اليدين مع قصور في حدة البصر .
ء- 150- 290 ملغم / 100 سم3 : يحصل ثقل في اللسان وأنخفاض الأستجابة للألم مع دوار شديد .
هـ - 300- 390 ملغم / 100 سم3 : يشعر الشخص بميل الى الأسلتقاء وبداية السبات مع أنخفاض الأستجابة لجميع المنبهات .
و- 400 ملغم / 100 سم3 فما فوق : فقدان الوعي ثم الموت بسبب تأثير الكحول المباشر على مركز التنفس في جذع الدماغ مما يؤدي الى حصول العجز التنفسي الحاد (Acute respiratory failure) .


(*) الوقائع الطبية العدلية للكحول .
1- وقائع السياقة وحوادث الطرق تحت تأثير الكحول .
2- وقائع الأعتداءات الأخلاقية وأدعاء المجني عليه بسلب أرادته تحت تأثير الكحول .
3- وقائع الجرائم التي تبدأ بتناول الكحول وتنتهي بالقتل .
4- السرقات تحت تأثير الكحول .
5- المشاجرات والتهديد تحت تأثير الكحول .
6- الموت بالتسمم الكحولي .

(*) الفحص السريري ( التقرير الطبي العدلي الأولي ) .

يتم ذلك من قبل الطبيب الفاحص وذلك بشم رائحة الكحول في هواء الزفير من فم الشخص المفحوص وألأستماع الى كلامه ومراقبة حركاته وتعابير وجهه وملاحظة مظهره العام وطريقة تصرفه، ويقوم بفحص الأتساق العضلي (السير على خط مستقيم)، وينتهي الفحص بأن يقوم الطبيب بأخذ حوالي (5 سم3) من الدم ويحفظ في قنينة زجاجية تحتوي على حوالي (50 ملغم ) من مادة فلوريد البوتاسيوم وذلك لمنع فقدان الكحول من جهة وكذلك منع تكون الكحول بفعل التفسخ من جهة أخرى، ولكي يفسر الطبيب النتائج الواردة وفيما أذا كان الشخص واقعاً تحت تأثير الكحول من عدمه عند قيامه بفعل معين، فيجب عليه معرفة وقت وقوع الفعل ووقت أخذ النموذج وذلك لأن أرسال الشخص الى الفحص قد يستغرق عدة ساعات يتم خلالها أكسدة كمية معينة في الكبد فتظهر النسبة واطئة مما يجعل تفسيرها خاطئاً ويجعل الشخص بعيداً عن طائلة القانون .

(*) المشاهدات التشريحية عند الموت بالتسمم الكحولي .
لا توجد هنالك مشاهدات تشريحية مميزة في جسم الأنسان عند حصول الموت بالتسمم الكحولي فقد تشم رائحة الكحول في المعدة ويمكن مشاهدة أحتقان في بطانة الأمعاء وقد يترافق ذلك مع وجود بقع نزفية على سطح القلب والرئتين وفي الدماغ ويمكن مشاهدة تغيرات دهنية في الكبد أحياناً، ولكن جميع هذه المشاهدات هي غير مميزة وغير مشخصِة لحالة الموت بالتسمم الكحولي وذلك لأنها ممكن أن تحدث في حالات أخرى كثيرة، ويعتمد تشخيص الموت بالتسمم الكحولي بالدرجة الأساس على وجود الكحول في الدم بتراكيز عالية بمقدار (400 ملغم/100 سم3) فما فوق وبنسبة أقل عند الأشخاص المصابين بمرض الكبد الشحمي، ويقوم الطبيب العدلي بأخذ حوالي (5 سم3) من الدم ويحفظ في قنينة زجاجية تحتوي على حوالي (50 ملغم ) من مادة فلوريد البوتاسيوم ويرسله الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن الكحول .

( المخدرات )

المخدرات هي مواد مُسكنة تستخدم لتخيف الألم الشديد، ولكن الأستخدام غير الصحيح لهذه المواد يؤدي الى حدوث حالة الأدمان المتمثلة بحصول ثلاثة صفات أساسية، الأولى هي حصول الأعتماد الفيسيولوجي بحيث يصبح الشخص معتمداً على العقار بشكل تام فيُعتبر أستعمال العقار من أولويات الحياة بالنسبة للشخص المدمن والثانية هي حصول التحمُل والتي تعني أن الشخص المدمن يستمر في تناول كميات متزايدة من المادة المخدرة من أجل أعطاء نفس المفعول السابق والثالثة هي حصول أعراض السحب والتي تعني أن الشخص المدمن عندما يترك تناول المادة المخدرة يصاب بنوبات ألم شديد في الجسم مع عدم أرتياح وتهيج عصبي، وتقسم المخدرات الى نوعين أساسين وهما كما يلي :

أولاً : المخدرات الطبيعية .

يُعتبر الأفيون من أهم المخدرات الطبيعية والذي يُستخرج من ثمرة نبات البوبي ويتكون الأفيون من مزيج من المواد القلوية ومن مشتقاته هي ( المورفين، الكودايين، والبابفرين )، ومن المخدرات الطبيعية ألأخرى هو مادة الكوكائين الذي يُستخرج من ورق نبات الكوكا .

(*) المورفين ( Morphine ).

يُعتبر المورفين من أهم مشتقات الأفيون، وكذلك هو المادة القياسية التي يقاس عليها قوة جميع المخدرات المُصنعة الجديدة، ويستخدم المورفين كمادة مسكنة للآلآم الشديدة حيث يمكن أعطائه بعدة طرق وهي (التناول الفموي، الزرق الوريدي أو العضلي، والأستنشاق )، ويعطى المورفين عادة بجرع بسيطة تتراوح مابين ( 5-10 ) ملغم عن طريق الزرق الوريدي أو العضلي في علاج مريض يعاني من الآم شديدة حيث يبدأ تأثيره المخدر بشكل مُسكن وتغيير في المزاج مع شعور بالراحة والأنشراح ولكن تكرار أستعمال المورفين يؤدي الى ضَعف في تأثيره الطبي مؤدياً الى زيادة الجرعة للحصول على نفس التأثير ومن ثم حصول الأدمان ، وعند زرق كمية ( 10 ملغم ) من مادة المورفين عن طريق الزرق الوريدي فأن تركيز العقار في الدم يصل الى قمته خلال ( 5 ) دقائق تقريباً وبتركيز مقداره ( 3,5 مايكروغرام / سم3 ) تقريباً ثم ينخفض تركيزه تدريجياً الى أن يترك الدم خلال فترة زمنية تتراوح مابين (10- 24 ) ساعة، ويتجمع المورفين في الكبد حيث يتم الأيض فيه فتطرح كميه كبيره من المورفين على شكل نتائج أيضية متعددة في مادة الصفراء وتطرح الكمية المتبقية منه في الأدرار، وتبلغ الجرعة القاتلة من مادة المورفين عن طريق التناول الفموي (120 ملغم ) تقريباً وعن طريق الزرق الوريدي أو العضلي ( 30 ملغم ) تقريباً .


ثانياً : المخدرات المُصنعة .
تم تصنيع بعض المواد المخدرة التي تُشابه في عملها المخدرات الطبيعية حيث تستعمل كمسكنات للآلآم مثل الهرويين والبثديين وغيرها من المواد والتي كان يتعقد أنها خالية من تأثير الأدمان ولكن أكُتشف بعد ذلك أن لها تأثير مشابه لتأثير أدمان المورفين مع بعض الفروقات البسيطية

(*) التسمم الحاد بالمخدرات .

يقصد بالتسمم الحاد بالمخدرات هو حصول الموت عند تناول الجرعة القاتلة من المادة المخدرة والذي يعتمد على ثلاثة عوامل مهمة وهي نوعية المادة المخدرة وجرعتها القاتلة وطريقة تناولها، وبصورة عامة يستغرق حصول الموت عند تناول الجرعة القاتلة من المادة المخدرة عن طريق الفم مابين
(20-30) دقيقة والى بعض دقائق في حالة الزرق الوريدي أو العضلي، وفي الجرعة القليلة يؤدي تناول المخدرات الى الشعور بالراحة والأنشراح مع تغيير في المزاج وعند زيادة الجرعة يؤدي الى دوار شديد وتقئ نتيجة لتأثيره على مراكز الدماغ، وعند تناول الجرعة القاتلة يؤدي الى حصول سبات عميق حيث يفقد الشخص الأحساس بالمنبهات الصوتية والمؤلمة ويحدث أنخفاض في درجة حرارة الجسم وتراخي في العضلات وقلة الأدرار مع أمساك شديد وتقلص في بؤبؤ العين وينخفض التنفس فيحدث الأزرقاق مع وذمة رئوية بسبب تأثير المخدرات المباشر على مركز التنفس في جذع الدماغ مما يؤدي بالتالي الى حصول الموت بسبب العجز التنفسي الحاد .

(*) المشاهدات التشريحية .

لا توجد هنالك مشاهدات تشريحية مميزة في جسم الأنسان عند حصول الموت في حالة التسمم الحاد بالمخدرات فقد يلاحظ ظهور اللون الأزرق الداكن في الجلد ( تلونات الموت الأنحدارية بلون أزرق داكن ) وفي الأحشاء الداخلية مع وذمة رئوية وظهور زبد رغوي من الفم وقد تشاهد بقايا من المادة المخدرة في المعدة أذا كان التناول عن طريق الفم والتي تكون بنية اللون ذات رائحة مميزة في حالة تناول الأفيون أو أحد مشتقاته أو تكون مادة بيضاء اللون مائلة الى الأصفر الباهت مع رائحة تشبه رائحة الخل في حالة تناول الهرويين وقد تلاحظ أثار الزرق أذا كان التناول عن طريق الزرق الوريدي أو العضلي وقد تشاهد بقايا بعض المواد الأخرى المتداخلة في صناعة المخدرات مثل ( اللاكتوز، الكفايين، والستركنيين ) وغيرها في داخل الرغامي والقصبات الهوائية أذا كان التناول عن طريق الأستنشاق حيث أن هذه المواد تدخل في غش المخدرات ولكن جميع هذه المشاهدات هي غير مميزة وغير مشخصِة لحالة الموت بالتسمم الحاد بالمخدرات، ومن أجل تشخيص ذلك يقوم الطبيب العدلي بأخذ المعلومات من أهل المتوفي ودراسة ظروف الوفاة وأرسال نماذج من الدم والكبد والصفراء وألأدرار والمعدة مع محتوياتها الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن المخدرات وأرسال نموذج من الرئة الى الفحص المختبري النسيجي من أجل تشخيص وجود المواد الغريبة فيها والتي تدخل في غش المخدرات .

( الغازات السامة)

هي مواد غازية ذات طبيعة سامة، تؤدي في حالة أستنشاقها الى التأثير بعدة طرق على عملية وصول الأوكسجين الى خلايا الجسم، وأن تأثيرها الفسيولوجي على جسم الأنسان هو مشابه تماماً الى فقدان الأوكسجين أي (الأختناق) ولذلك تسمى هذه المواد الغازية أيضاً بالغازات الحانقة، وأن أهم الغازات السامة هي ما يلي :

أولاً: غازات السيانيد (Cyanide ، CN) .

تعتبر غازات السيانيد من المواد الشديدة السُمية، وأن أهم غازات السيانيد المميتة هو هيدروجين السيانيد وهو غاز سريع التبخر ينتج من أحتراق الألياف الصناعية، وكذلك من غازات السيانيد السامة الأخرى هما كلوريد السيانيد وبروميد السيانيد، ويحدث التسمم بالسيانيد أيضاً عن طريق التناول الفموي لمركبات السيانيد الصلبة مثل مادتي الصوديوم سيانيد والبوتاسيوم سيانيد وهي مواد تدخل في أستخراج المعادن وصناعة المبيدات والأسمدة حيث تتحلل هذه المركبات الصلبة في المعدة بوجود حامض الهيدروكلوريك مكونتاً غاز هيدروجيد السيانيد، وتبلغ الجرعة القاتلة من مركبات السيانيد الصلبة عن طريق التناول الفموي ( 150 ملغم ) تقريباً .

ميكانيكية التسمم .

ينتج التأثير السام للسيانيد من أتحاده مع الحديد الثلاثي الموجود في منظومة أنزيمات السايتوكروم أوكسديز الموجودة في جدار خلايا الجسم المختلفة فيؤدي الى توقف أنتقال الألكترونات بين هذه المنظومة وجزيئة الأوكسجين الموجودة في هيموكلوبين الدم مما يؤدي بالتالي الى عدم أنتقال الأوكسجين من الهيموكلوبين الى داخل خلايا الجسم ويبقى متحداً معه فيحصل أنعدام تام في أستهلاك الأوكسجين من قبل خلايا الجسم مما يسبب تنخر في جميع أنسجة الجسم وهو ما يسمى بلاأوكسية تسمم الأنسجة فتحصل الوفاة بسبب موت الدماغ .

المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بالسيانيد بظهور اللون الأحمر الزاهي في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون أحمر زاهي وكذلك في الأحشاء الداخلية وذلك بسبب بقاء الأوكسجين متحداً بهيموكلوبين الدم وعدم أفتراقه عنه، مع وجود أحتقان شديد في جدار المعدة عند التناول الفموي لمركبات السيانيد الصلبة بسبب التأثير المخرش لتلك المركبات لأنها قلوية التفاعل وقد نشاهد بقايا من هذه المركبات ذات لون أبيض غير ذائبة في المعدة، وأنبعاث رائحة مميزة من الأحشاء الداخلية تشبه رائحة اللوز المحروق، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والرئتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن غازات السيانيد وأرسال المعدة مع محتوياتها للتحري عن مركبات السيانيد الصلبة .


ثانياً : غاز الفحم (أول أوكسيد الكاربون، CO ، Carbon monoxide) .
هو غاز عديم اللون والرائحة ذو كثافة مشابهة لكثافة الهواء ينتج من الأحتراق غير التام للوقود، ويمثل أحد ملوثات الهواء، ومن المصادر الأخرى له هو دخان السكائر ووسائط النقل المخلتفة ومخلفات العمليات الصناعية، وأن درجة التشبُع ( النسبة ) من غاز الفحم في الدم المسموح بها للتعرض هي ( 8%) تقريباً وأذا كانت مترافقة مع التدخين فأنها قد تصل الى ( 15% ) تقريباً .

الأعراض

درجة التشبُع
1- صداع ودوار
20 - 30 %
2- غثيان وتقئ
30 - 40 %
3- زيادة في سرعة التنفس
40 - 50%
4- تشنج وأغماء
50 - 60%
5- ضعف في كفاءة القلب والرئتين
60 - 70%
6- أنخفاض في ضربات القلب
70 - 80 %
7- الموت في أقل من ساعة
80 - 90%
8- الموت في عدة دقائق
90% فما فوق
• ميكانيكية التسمم .
• ينتج التأثير السام لغاز الفحم من أتحاده مع هيموكلوبين الدم مكوناً مركب الكاربوكسي هيموكلوبين ((Carboxy hemoglobin وهو مركب خطر جداً وذلك لأن أول أوكسيد الكاربون له ألفة ( قوة ) للأتحاد مع هيموكلوبين الدم أكثر من الأوكسجين بحوالي (240) مرة وبالتالي فأن أتحاده مع الهيموكلوبين سوف يمنع الأوكسجين من الأتحاد مع الهيموكلوبين فيحصل أنعدام تام في وصول الأوكسجين الى خلايا الجسم مما يسبب تنخر في جميع أنسجة الجسم فتحصل الوفاة بسبب موت الدماغ، ويعتمد تأثير غاز الفحم في جسم الأسان على درجة تشبُع الدم من الغاز ( نسبته في الدم ) وكما يلي :


المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بغاز الفحم بظهور اللون الوردي في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون وردي وكذلك في الأحشاء الداخلية ويمكن مشاهدة ذلك حتى في درجات التشبع الواطئة أي أقل من (30%) وسبب ظهور هذا اللون هو تكون مركب الـكاربوكسي هيموكلوبين ذو اللون الوردي، وأن تشخيص الموت بالتسمم بغاز الفحم يعتمد بالدرجة الأساس على أن تكون درجة التشبٌع في الدم هي أكثر من (80%) وبدرجة أقل من ذلك عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض مثل ( فقر الدم، أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والشرايين) وعند المدخنين، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والرئتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن غاز الفحم .

ثالثاً : غاز البلاليع (كبريتيد الهيدروجين، H2S ، Hydrogen sulphide).
هو غاز ذو رائحة كريهة تشبه رائحة البيض الفاسد ينتج من تحلل المواد العضوية ومن تصفية النفط ولذلك فهو موجود في المياه الثقيلة وخزانات تصفية النفط ، وتكمن خطورة هذا الغاز في أن أستنشاقه بتراكيز عالية يؤدي الى حصول شلل في العصب الشَمي ( فقدان حاسة الشم ) وبذلك يحصل الموت خلال ثواني بدون أي تحسس بالرائحة الكريهة .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لغاز البلاليع من فعله الكبحي المباشر والسريع على مركز التنفس في جذع الدماغ مما يؤدي الى حصول الموت بسبب العجز التنفسي الحاد .

المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بغاز البلاليع بظهور اللون الأخضر المُزرق في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون أخضر مُزرق وكذلك في الأحشاء الداخلية وخاصة في الدماغ وهذا اللون ناتج عن أتحاد الغاز مع الحديد الموجود في هيموكلوبين الدم مكوناً مركب كبريتيد الحديد، وأنبعاث رائحة كريهة من الجسم تشبه رائحة التفسخ بالرغم من عدم حصول التفسخ، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والرئتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن غاز البلاليع .

( المبيدات)

المبيدات ( مبيدات الآفات ، Pesticides ) بشكل عام هي مركبات كيمياوية عضوية أو لاعضوية التركيب طبيعية أو مُصنعة تستعمل لأبادة الآفات ( نبات أو حيوان )، وتستعمل المبيدات في البيوت والمزارع والمصانع، ونظرا لكونها ذات طبيعة سامة في الغالب فأن حوادث التسمم بها ليست قليلة، وأن أهم أنواع المبيدات هي ما يلي :
أولاً : مبيدات الحشرات ( Insecticides ) .
يتم تصنيع مبيدات الحشرات في الوقت الحاضر من مركبات عضوية ( تحتوي على الكاربون في تركبيتها الكيمياوية ) ، وأن أهم أنواع مبيدات الحشرات هي ما يلي :

أ- مركبات الفسفور العضوية ( Organophosphorus ) .

هي مركبات عضوية تحتوي على الفسفور كعنصر أساسي في تركيبتها الكيمياوية وقد تحتوي على جذور أخرى مثل الكبريتيد والنيتروجين، وهي ذات سُمية عالية للحشرات واللبائن وذلك لأنها تذوب وتتجمع في الأنسجة الدهنية مثل (النوكوس، والباراثيون ) وغيرها، وأن أغلب حوادث التسمم بمبيدات الفسفور العضوية تحصل عن طريق التناول الفموي أو الأمتصاص عن طريق الجلد في بعض الأحيان .

ميكانيكية التسمم .

ينتج التأثير السام لمركبات الفسفور العضوية من تثبيطها لعمل أنزيم معين في الجسم هو أستايل كولين أستيرز (Acetyl cholinesterase) الموجود في مناطق الوصلات العصبية (Synapses) حيث يتكون مركب معقد متألف من الفسفور في المبيد والأنزيم وهذا المركب مستقر كيمائياً وقد يتفكك في عدة ساعات أو أيام وقد لايتفكك أطلاقاً مما يؤدي الى زيادة في عمل الأستايل كولين (Cholinergic effect) والذي يسبب أنخفاض شديد في ضربات القلب (Bradycardia) مما يؤدي بالتالي الى حصول الوفاة بسبب عجز القلب الحاد .


(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بمبيدات الفسفور العضوية بظهور اللون القهوائي الغامق في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون قهوائي غامق وكذلك في الأحشاء الداخلية، مع وجود سائل بني اللون في المعدة ذو رائحة نفاذة وكريهة وفي بعض الأحيان يتحول المبيد في المعدة الى سائل ذو قوام حليبي (سائل مُستحلب)، مع أحتقان شديد وبقع نزفية في جدار المعدة والأمعاء نتيجة للتأثير المخرش للمبيد على الغشاء المبطن، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتوياتها والكبد الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مركبات الفسفور العضوية .

ب- مركبات الكلور العضوية ( Organochloride ) .

هي مركبات عضوية تحتوي على الكلور كعنصر أساسي في تركيبتها الكيمياوية، لاتذوب في الماء ومستقرة نسبياً وتعتبر من ملوثات البيئة، وتذوب وتتجمع في الأنسجة الدهنية مثل (الكلوردين ، والألدرين) وغيرها، وهي أقل سُمية من مبيدات الفسفور العضوية، وأن أغلب حوادث التسمم بمبيدات الكلور العضوية تحصل عن طريق التناول الفموي أو الأمتصاص عن طريق الجلد في بعض الأحيان .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لمركبات الكلور العضوية من عملها المباشر على أنتقال الأيعازات العصبية وذلك بالتأثير على عملية تبادل الصوديوم والبوتاسيوم في الخلايا العصبية والأعصاب فيحصل أضطراب شديد في نقل الأيعازات العصبية في مختلف أنحاء الجسم وخاصة في القلب مما يؤدي بالتالي الى حصول الوفاة بسبب الرجفان البطيني .

المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بمبيدات الكلورالعضوية بوجود سائل بني اللون في المعدة ذو رائحة نفاذة وطيبة، وفي بعض الأحيان يتحول المبيد في المعدة الى سائل ذو قوام حليبي (سائل مُستحلب)، مع أحتقان شديد وبقع نزفية في جدار المعدة والأمعاء نتيجة للتأثير المخرش للمبيد على الغشاء المبطن، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتوياتها والكبد الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مركبات الكلور العضوية .

ثانياً : مبيدات النباتات ( Herbicides ) .

من أهم مبيدات النباتات هي مادة الباراكوات (Paraquat)، وهي عبارة عن مادة عضوية من مركبات النيتروجين الرباعية على شكل مسحوق، وأن أغلب حوادث التسمم بمادة الباركوات تحصل عن طريق التناول الفموي .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لمادة الباركوات من عملها المباشر على الرئتين حيث تؤدي الى حصول تليُف في الرئتين مما يؤدي بالتالي الى حصول الوفاة بسبب العجز التنفسي الحاد، ويحدث الموت بعد فترة زمنية تتراوح مابين (1- 3) أيام من التناول الفموي للمادة أي بمعنى أخر أن الموت لايحصل مباشرة وذلك لان غالبية هذه المادة وبحوالي ( 95% ) لايتم أمتصاصها من الأمعاء وبذلك تكون الكمية الممتصة هي قليلة جداً وبحوالي (5%) وبالتالي فأنها تحتاج الى وقت أطول من أجل تأثيرها على الرئتين، وتتراوح الجرعة القاتلة من مادة الباراكوات عن طريق التناول الفموي مابين ( 1- 2 ) غم .

المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بمادة الباراكوات بوجود تقرحات في الفم والبلعوم والمرئ، مع أحتقان شديد وبقع نزفية في جدار المعدة والأمعاء نتيجة للتأثير المخرش للمبيد على الغشاء المبطن، وتليُف في نسيج الرئتين، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتوياتها والكبد الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مادة الباراكوات .

ثالثاً : مبيدات القوارض ( الجرذان ) ( Rodenticides ) .

من أهم مبيدات القوارض هو مادة الفسفور الأصفر، والذي هو عبارة عن مادة شمعية القوام غير ذائبة في الماء ولكنه يذوب في الأنسجة الدهنية، وهنالك بعض من أملاح الفسفور الأصفر تعتبر مواد سامة أيضاً مثل فوسفيد الخارصين وهو مادة شائعة الأستعمال ورخيصة تستخدم لقتل الجرذان، وأن أغلب حوادث التسمم بمادة الفسفور الأصفر أو أحد أملاحه تحصل عن طريق التناول الفموي .


(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لمادة الفسفور الأصفر من عمله المباشر على القلب حيث يسبب عدم أنتظام في ضربات القلب مما يؤدي بالتالي الى حصول الوفاة بسبب الرجفان البطيني، وتبلغ الجرعة القاتلة من مادة الفسفور الأصفر عن طريق التناول الفموي (100 ملغم ) تقريباً .
(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بمادة الفسفور الأصفر بوجود بقع نزفية تحت الجلد، مع وجود مادة شمعية في المعدة ذات رائحة مميزة وغير مقبولة تشبه رائحة الثوم، مع أحتقان شديد وبقع نزفية في جدار المعدة والأمعاء نتيجة للتأثير المخرش للمبيد على الغشاء المبطن، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتوياتها والكبد الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مادة الفسفور الأصفر .
(*) وتوجد هنالك أنواع أخرى من المبيدات مثل ( مبيدات الفطريات، مبيدات الطيور، ومبيدات العناكب ) وهي قليلة الأستعمال بصورة عامة .

الأيونات السالبة(الحوامض والقواعد)

تشمل الأيونات السالبة كل من المواد الأكآلة (materials Corrosive) التي لها فعل تآكلي وبعض الأملاح مثل بروميد البوتاسيوم ((KBr ونتريت الصوديوم (NaNO2) وغيرها، وأن أهم أنواع المواد الأكآلة هي ما يلي :
أولاً: الحوامض القوية ( Acids Strong ) .
هي المواد التي تكون فيها دالة الحامض (PH ) بمقدار ( 2 ) فما دون مثل حامض الكبريتيك المركز (H2SO4) وحامض النتريك المركز (HNO3) وغيرها، وأن أغلب حوادث التسمم بالحوامض القوية تحصل عن طريق التناول الفموي .

(*) ميكانيكية التسمم .

تؤثر الحوامض القوية بصورة عامة بشكل مشابه لبعضها البعض ولكن بحدود مختلفة وذلك بألاعتماد على نوع الحامض ودالته الحامضية، ويوجد للحوامض القوية نوعين من التأثير في جسم الأنسان أحدهما تأثير موضعي والأخر تأثير عام، ويتمثل التأثير الموضعي بحصول (التنخر التجلطي) في خلايا أنسجة البلعوم والمرئ والمعدة، أما التأثير العام فيتمثل بترسيب البروتينات ((Protein precipitation بعد أمتصاصه الى الدم مما يؤدي الى توقف عمل الأنزيمات والبروتينات المختلفة في الدم، ويحدث أنثقاب المعدة مابين (1/2 -3/4) ساعة بعد تناول الحوامض القوية من جراء تشبع المعدة بالحامض مما يؤدي الى الوفاة بسبب الصدمة العصبية من جراء الألم الشديد .

(*) المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بالحوامض القوية بوجود تقرحات وحروق (حروق كيمياوية) في الفم والشفتين والرقبة وأعلى الصدر وتكون هذه الحروق ذات لون أسود عند تناول حامض الكبريتيك المركز وذات لون أصفر عند تناول حامض النتريك المركز، مع أحتقان شديد في جدار المرئ وأنثقابه نادر الحدوث، مع أنثقاب المعدة ويتحول جزء كبير منها الى كتلة سوداء اللون وقد تظهر في بعض الأحيان خطوط سوداء اللون في جدار المعدة وذلك بسبب تكون مادة أسيد هيماتين الناتجة عن تفاعل المادة الحامضية مع هيموكلوبين الدم، مع وجود ألتهاب شديد في البريتون ، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتوياتها الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن الحوامض القوية .

الفينول (الأسفنيك ، Carbolic acid) .

يُعتبر الفينول نوعاً من أنواع الحوامض القوية وكذلك نوعاً من أنواع المواد المتطايرة، ويستخدم الفينول كمادة مطهرة ((Disinfected ومزيلة للروائح، والفينول النقي هو مادة بلورية ذات لون أبيض ورائحة مميزة تتحول الى مادة وردية اللون ثم الى سائل كثيف القوام عند التعرض للهواء،ويحدث التسمم بالفينول عن طريق التناول الفموي في أغلب الأحيان أو عن طريق الأمتصاص من الجلد في بعض الأحيان .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام للفينول من عمله على ترسيب البروتينات بعد أمتصاصه الى الدم مما يؤدي الى توقف عمل الأنزيمات والبروتينات المختلفة في الدم، مع حصول أنثقاب في المعدة مما يؤدي الى الوفاة بسبب الصدمة العصبية
من جراء الألم الشديد .
المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بالفينول بوجود تقرحات في الفم والشفتين والرقبة وأعلى الصدر، مع تصلب شديد في جدار المعدة بحيث يبدو وكأنه قطعة جلدية .


ثانياً: القواعد القوية ( Bases Strong ،Alkalis Strong) .
هي المواد التي تكون فيها دالة الحامض ( PH ) بمقدار (11) فما فوق مثل مادة الصودا الكاوية المركزة (هيدروكسيد الصوديوم ، NaOH) وغيرها، وأن أغلب حوادث التسمم بالقواعد القوية تحصل عن طريق التناول الفموي .
(*) ميكانيكية التسمم .
تسبب القواعد القوية تاثيراً موضعياً شديداً بعد تناولها عن طريق الفم يتمثل بحصول (التنخر التسيلي، في خلايا أنسجة البلعوم والمرئ فيحدث أنثقاب المرئ في أغلب الأحيان مما يؤدي إلى الوفاة بسبب الصدمة العصبية من جراء الألم الشديد، ولايوجد تأثير عام للقواعد القوية وذلك لحصول الوفاة بصورة سريعة .

المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بالقواعد القوية بوجود تقرحات وحروق (حروق كيمياوية) في الفم والشفتين والرقبة وأعلى الصدر وتكون هذه الحروق ذات لون أبيض، مع وجود مادة صابونية الشكل في الفم قد تحتوي في بعض الأحيان على بعض الأنسجة المتآكلة، مع أنثقاب في جدار المرئ ونعومة في الأنسجة نتيجة لتآكل الغشاء المخاطي المبطن له وقد تظهر في بعض الأحيان خطوط ذات لون بني في جدار المرئ وذلك بسبب تكون مادة ألكلاي هيماتين الناتجة عن تفاعل المادة القاعدية مع هيموكلوبين الدم، مع وجود أحتقان شديد في جدار المعدة، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتوياتها الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن القواعد القوية .

( المعادن الثقيلة)

تتضمن هذه المجموعة مواد معدنية سامة لا تسبب الوفاة بصورة سريعة وأنما يكون لها طبيعة التجمع ( (Accumulationضمن فترة زمنية طويلة حيث تتركز في الكبد والكليتين والعظام والشعر فتؤدي الى التسمم المزمن ولذلك تسمى بالمعادن الثقيلة ((Heavy metals ماعدا بعض من مركبات هذه المعادن ذات السُمية العالية والتي تسبب التسمم الحاد، وأن أهم أنواع المعادن الثقيلة هي مايلي :
أولاً : الزرنيخ ( Arsenic ) .
هو معدن رمادي اللون، صلب القوام، وغير سام بمفرده ولكن التسمم ينتج عن طريق التعرض لمركباته المختلفة، وأن أغلب حوادث التسمم بمركبات الزرنيخ السامة تحصل عن طريق التناول الفموي، وتقسم مركبات الزرنيخ السامة الى نوعين وهما كما يلي :

أ- المركبات اللاعضوية .

تستخدم مركبات الزرنيخ اللاعضوية في صناعة الأصباغ والجلود والزجاج، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم الحاد لأنها تذوب في الأنسجة الدهنية ومن أهم هذه المركبات هو أوكسيد الزرنيخ الثلاثي (As2O3) وهي مادة سامة جداً بيضاء اللون بلورية التركيب عديمة الطعم والرائحة تشبه السُكر في مظهرها الخارجي، وتبلغ الجرعة القاتلة من أوكسيد الزرنيخ الثلاثي عن طريق التناول الفموي ( 200 ملغم ) تقريباً .
ب- المركبات العضوية .
هي مركبات عضوية يدخل الزرنيخ في تركبيتها الكيمياوية وتعتبر أقل سُمية من مركبات الزرنيخ اللاعضوية وكانت تستخدم سابقاً في معالجة الأمراض الزهرية، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم المزمن .

ميكانيكية التسمم .

ينتج التأثير السام لمركبات الزرنيخ اللاعضوية من تثبيطها لعمل الأنزيمات حيث تتكون مركبات معقدة بين الزرنيخ وأنزيمات الجسم التي تحتوي على جذر السلفايد مما يؤدي الى توقف عمل تلك الأنزيمات وأهمها هو أنزيم بايروفيت أوكسيدز الموجود في بيوت الطاقة في داخل خلايا جسم الأنسان وهو أنزيم ضروري في عملية الأكسدة وتوفير مصدر الطاقة لخلايا الجسم (ATP) مما يؤدي بالتالي الى تنخر خلايا الجسم بسبب عدم توفر مصدر الطاقة فيها مما يؤدي الى الوفاة بصورة سريعة بسبب موت الدماغ، بينما يؤدي التسمم المزمن بمركبات الزرنيخ العضوية الى تلف الجهاز البولي مما يؤدي الى الوفاة بصورة متأخرة بسبب عجز الكليتين المزمن .


المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية في حالات التسمم الحاد بمركبات الزرنيخ اللاعضوية بوجود أحتقان شديد في جدار المعدة والأمعاء بسبب التأثير المخرش لتلك المركبات على الغشاء المبطن، أما في حالات التسمم المزمن بمركبات الزرنيخ العضوية فأن المشاهدات التشريحية تتمثل بوجود تغيرات دهنية في الكبد وتلف في الكليتين مع وجود ألتهابات جلدية وغيرها وأن جميع هذه المشاهدات هي غير مخصصة وغير مشخِصة للتسمم بمركبات الزرنيخ لأنها ممكن أن تحدث في حالات أخرى ولذلك فأن الفحص المختبري السُمي هو الطريقة المثالية الوحيدة لتشخيص التسمم بمركبات الزرنيخ المختلفة حيث يقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتاويتها والكبد والكليتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مركبات الزرنيخ المختلفة .

ثانياً: الزئبق ( Mercury ) .

هو معدن فضي اللون، سائل القوام، وغير سام بمفرده ولكن التسمم ينتج عن طريق التعرض لمركباته المختلفة، وأن أغلب حوادث التسمم بمركبات الزئبق السامة تحصل عن طريق التناول الفموي، وتقسم مركبات الزئبق السامة الى نوعين وهما كما يلي :
أ- المركبات اللاعضوية .
تستخدم مركبات الزئبق اللاعضوية في صناعة الأجهزة الطبية والأصباغ والمتفجرات والبلاستك، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم المزمن لأنها تحتاج الى فترة تعرض طويلة، ماعدا بعض المركبات مثل كلوريد الزئبق الذي يسبب التسمم الحاد حيث تبلغ الجرعة القاتلة منه عن طريق التناول الفموي ( واحد غرام ) تقريباً .

ب- المركبات العضوية .

هي مركبات عضوية يدخل الزئبق في تركبيتها الكيمياوية تستخدم في تعفير الحبوب لمقاومة الفطريات وفي صناعة المبيدات، وتعتبر أكثر سُمية من مركبات الزئبق اللاعضوية وذلك لأنها تُهضم في المعدة بسرعة وتمتص من الأمعاء بسرعة بسبب أحتوائها على الجذور العضوية مثل الأثيل والمثيل Methyl) Ethyl and) والتي تساعدها على الذوبان في الأنسجة الدهنية وعبور حواجز الدماغ (BBB)، وأن أغلب هذه المركبات تسبب التسمم الحاد، ومن أهم هذه المركبات هو المثيل الزئبقي Methyl mercury)) .

(*) ميكانيكية التسمم .

ينتج التأثير السام لمركبات الزئبق العضوية من قيامها بترسيب بروتينات الجسم المختلفة وكذلك تثبيطها لعمل أنزيمات الجسم حيث تتداخل هذه المركبات مع الكثير من أنزيمات الجسم مما يؤدي الى توقفها عن العمل ولكنها غير أنتقائية في سُميتها ولذلك فمن الصعوبة تحديد الأنزيم الذي سوف يتوقف عن العمل وتسبب هذه المركبات تلف في خلايا الجهاز العصبي المركزي وخاصة الدماغ وذلك بسبب ذوبانها في الأنسجة الدهنية وعبورها حواجز الدماغ مما يؤدي الى الوفاة بصورة سريعة بسبب موت الدماغ، بينما يؤدي التسمم المزمن بمركبات الزئبق اللاعضوية الى تلف الجهاز البولي مما يؤدي الى الوفاة بصورة متأخرة بسبب عجز الكليتين المزمن .

(*) المشاهدات التشريحية .

تتمثل المشاهدات التشريحية في حالات التسمم الحاد بمركبات الزئبق العضوية بوجود أحتقان شديد في جدار المعدة والأمعاء بسبب التأثير المخرش لتلك المركبات على الغشاء المبطن، أما في حالات التسمم المزمن بمركبات الزئبق اللاعضوية فأن المشاهدات التشريحية تتمثل بوجود تغيرات دهنية في الكبد وتلف في الكليتين مع وجود ألتهابات جلدية وغيرها وأن جميع هذه المشاهدات هي غير مخصصة وغير مشخِصة للتسمم بمركبات الزئبق لأنها ممكن أن تحدث في حالات أخرى ولذلك فأن الفحص المختبري السُمي هو الطريقة المثالية الوحيدة لتشخيص التسمم بمركبات الزئبق المختلفة حيث يقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والمعدة مع محتاويتها والكبد والكليتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن مركبات الزئبق المختلفة .
(*) ومن المعادن الثقيلة الأخرى هي ( الفضة،Silver) و (الرصاص،Lead) و (الثاليوم، Thallium) و ( الأنتموني، Antimony) وغيرها، وأن أغلب مركبات هذه المعادن تسبب التسمم المزمن ولا تسبب التسمم الحاد .



رفعت المحاضرة من قبل: أحمد فارس الليلة
المشاهدات: لقد قام 36 عضواً و 1216 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل