أخلاقيات الطبمبادئ الاخلاق الطبيةد.رنا عاصم عبد الكريممدرسعلم الأمراض
(2)
ان للعلاقة بين الطبيب والمريض أبعادا وجوانب نفسية واجتماعية يجب فهمها واستيعابها من قبل الطبيب ومن الصعوبة أن يقوم الطبيب بتطبيق المبادئ الأربعة للأخلاق الطبية ( فعل الخير ، عدم الإضرار ، العدل ، الاستقلالية ) بجدية وقناعة في ممارسته اليومية ما لم يصبح فهمه للجانب الاجتماعي والنفسي للعلاقة بينه وبين المريض اتجاها في تفكيره وتطبيقا في ممارسته.
الأسس الأخلاقية للعلاقة بين الطبيب والمريض
أن العلاقة بين الطبيب والمريض تمثل علاقة بين شخصين أو جانبين:الجانب الاول هو الطبيب الذي ينتمي الى مجموعة مهنية لها قيمتها وتقاليدها ومفاهيمها عن المرض والصحة والناتجة عن دراسة نظرية وتدريب سريري وخبرة متراكمة نتيجة ممارسة المهنة.
الجانب الثاني هو المريض والذي ينتمي الى ما يسمى بالعوام {lay persons} فيما يتعلق بمفاهيمهم واتجاهاتهم ازاء المرض والصحة وبغض النظر عن مستوياتهم الثقافية.
الجوانب الاجتماعية للعلاقة بين الطبيب والمريض
من الضروري أن يدرك الطبيب حقيقة أن لدى المرضى مفاهيم قد تختلف اختلافا جوهريا عن الاطباء وخصوصا فيما يتعلق بأسباب المرض والعلاج المتوقع اعطاءه والمضاعفات التي من الممكن أن تنجم عنه وان عدم استيعاب هذه الحقيقة قد يكون احد اسباب فشل هذه العلاقة.يتوقع المريض أن دور الطبيب لاينحصر فقط في كونه شخصا ذا علم ودراسة ومهارة بل يتوقع منه أن يكون قادرا على تقديم الدعم المعنوي والنفسي له ولذويه إضافة إلى تشخيص المرض وتقديم العلاج وان يكون متعاطفا ورحيما ورؤوفا وان يكون متفانيا وان يبدي اهتماما منقطع النظير من أجل مرضاه وهذا مهم جدا في تقييم المريض لكفاءة الطبيب الذي يلبي حاجاته النفسية والعاطفية .
في بعض الحالات يجابه كل من الطبيب والمريض درجة معينة من الغموض وعدم الوضوح فيما يخص المرض وأعراضه فالطبيب لازال يواجه غموضا في كيفية التعامل مع المرضى المصابين بأمراض مميتة أو كيفية اخبارشريك المريض او ذويه اذا أكتشف أنه مصاب بمرض جنسي أو اتخاذ موقف أخلاقي تجاه الطرق الجديدة في الإخصاب والعقام.
للطبيب صلاحية للحصول على معلومات خاصة عن حياة المريض او ان يطلع على أجزاء جسمه أو أن يقوم بإجراء فحوصات سريريه تعتبر فيما لو حصلت خارج نطاق هذه العلاقة مشينة ومهينة وغير اخلاقية أو حتى جرمية.
ان موافقة المريض لأن يعطي معلومات خاصة جدا عن حياته أو أن يسمح للطبيب بالإطلاع على أجزاء خاصة من جسمه لا يمكن ان تكون تلقائية (الخلفية الثقافية للمريض والاجتماعية والدينية والصدمات النفسية تلعب دورها) وعندما يقرر المريض مراجعة الطبيب فإنه يكون ضمنا قد أعطى موافقته الواعية في للعلاقة بينه وبين الطبيب .
• إلا ان هذه الموافقة لا تعني ان الموافقة قد حصلت على طبيعة العلاج أو التداخل الجراحي اللازم وعلى الطبيب أن يقدم شرحا وافيا عن طبيعة المرض الذي يعاني منه المريض وطبيعة العلاج الذي قد يؤدي الى الشفاء والآثار الجانبية والمضاعفات التي قد تحصل. ان الموافقة الواعية للمريض تعني ضمنا انه في موقف يؤهله لاتخاذ قرار الموافقة على العلاج أو التدخل الطبي.
تنتاب المريض قبل وأثناء مقابلة الطبيب مشاعر وانفعالات نفسية مختلفة ومتضاربة من قلق,إحباط, وغضب بسبب حالته المرضية وربما بسبب عدم الحصول على العلاج الشافي من قبل أطباء آخرين. كثير من المشاعر والانفعالات المكبوتة قد تطفو على السطح أثناء المرض وتنعكس على علاقة المريض مع الطبيب وفي اكثر الأحيان يطمح المريض أن يجد في طبيبه الأب العطوف والرحيم حيث يجب ان يدرك الطبيب تلك المشاعر وأسبابها.ان عدم أدراك الطبيب للأساس النفسي لتلك التصرفات سوف يؤدي الى فشل تلك العلاقة وانتهائها
الجوانب النفسية للعلاقة بين الطبيب والمريض
نمط شخصية المريض النفسية
الشخصية الأتكالية كثيرة المطالبالشخصية المرتبة والمنظمة
الشخصية الدرامية الانفعالية
الشخصية المتحفظة كثيرة التشكي: هذا النوع يشكل تحديا لأطبائهم لصعوبة كسب ثقتهم ومن السهولة أن يلجئوا الى الشكوى من اطبائهم أو حتى مقاضاتهم قانونيا.
إن نجاح أو فشل العلاقة بين الطبيب والمريض قد يعود الى أساليب الاتصال السلبية بينهما وضرورة ان يكون الطبيب على بينة منها كي يستطيع تجاوزها وان يتعامل معها بما يضمن صالح المريض وشفاؤه.
هناك عدة أساليب سلبية يجب الانتباه لها منها:
اسلوب اللوم والتقريعأسلوب المحاباة الذي يتبعه بعض المرضى يجب الانتباه له
عرض الحقائق والمعلومات امام المريض بشكل مجرد
شكرا جزيلا