الطب العدلي المحاضرة : ( 28 )
( أستعراف الأثار الخيطية )
رابعاً : أستعراف الأثار الخيطية .
يقصد بألاثار الخيطية Thread's residues)) هي الشعر وألألياف، ويتم جمع الأثار الخيطية من قبل الجهات التحقيقية في موقع الجريمة من الأرض وعلى الأبواب والشبابيك وعلى الأغطية والمفروشات والملابس ومن جسم المجني عليه وتحت أظافره وعلى الأسلحة المستخدمة وغيرها كما يمكن الحصول على خصلة من الشعر من مقدمة السيارة في حوادث الدهس، وأن فحص الأثار الخيطية له أهمية كبيرة من الناحية الطبية العدلية فقد تكون دليلاً على البراءة أو الأتهام، وعند أرسال الأثار الخيطية من قبل الجهات التحقيقية الى الطبابة العدلية يجب تحديد الأمور الأتية :
1- نوع الأثار الخيطية ( هل هي شعر أم ألياف ).
من أجل تحديد كون الأثار الخيطية هي شعر وليست ألياف، يجب أن تتوفر فيها أوصاف الشعر الظاهرية والمجهرية، حيث أن الشعر من الناحية الظاهرية هو مادة ليفية غير متفرعة ومقاومة للتفسخ، أما من الناحية المجهرية فأن الشعر يتكون من ثلاث طبقات خلوية وهي كما يلي :
أ- الطبقة الأولى .
هي طبقة البشرة ( Cuticle ) والتي تتكون من صف واحد من الخلايا المرتبة بشكل مستعرض والمتداخلة مع بعضها .
ب- الطبقة الثانية .
هي طبقة القشرة ( Cortex ) والتي تتكون من عدة صفوف من الخلايا المرتبة بشكل طولي وتحتوي على الحبيبات الصباغية وهي الميلانينMelanin) ) وعلى مادة الكيراتين (Keratin) أيضاً.
ج- الطبقة الثالثة .
هي طبقة اللب ( Medulla ) والتي تتكون من خلايا مختلفة الأشكال، وقد يكون اللب ضيقاً أو معدوماً أو متقطعاً .
(*) وتمتاز الألياف عن الشعر بما يلي :
لاتحتوي على الطبقات الخلوية الثلاث .
2- تحترق بسهولة دون أن تعطي رائحة الشعوطة وتترك رأساً مدبباً بعد الحرق .
3- تذوب في حامض الكبريتك المركز أسرع من ذوبان الشعر .
2- عائدية الأثار الخيطية ( أذا كانت شعر فهل هي لأنسان أم لحيوان ).
من أجل تمييز شعر الأنسان عن شعر الحيوان، يجب ملاحظة الفروقات الأتية بالفحص المجهري:
أ- تكون طبقة البشرة في شعر الأنسان منتظمة ورقيقة وشفافة، بينما في شعر الحيوان فتكون غير منتظمة وغير رقيقة وغير شفافة .
ب- تكون طبقة القشرة في شعر الأنسان سميكة وتمثل القسم الأكبر من سُمك الشعرة، بينما في شعر الحيوان تكون ضيقة .
ج- تكون طبقة اللب في شعر الأنسان ضيقة ومتعرجة، بينما في شعر الحيوان تكون سميكة وتمثل القسم الأكبر من سُمك شعرة الحيوان .
(*) الأهمية الطبية العدلية من فحص الشعر .
1- في حالة الجرائم المشتبه بها، حيث تتم مقارنة الشعر الذي تم العثور عليه في موقع الجريمة مع شعر الشخص المتهم من النواحي الأتية :
لون الشعر هل هو أسود أو أشقر أو بني أو أحمر أو أشيب .
ب- الأصباغ الموجودة في الشعر والتي يتم التحري عنها مجهرياً أوكيمياوياً حيث تستعمل مركبات القصدير والبزموث وأملاح الرصاص في صبغ الشعر .
ج- المقطع العرضي للشعرة حيث يكون بيضوياً في الشعر الأجعد، ومثلثاً في شعر الشارب والعانة، ودائرياً في بقية أنواع الشعر.
ء- طول الشعرة وسمكها وملمسها من حيث النعومة والخشونة .
هـ- المواد الغريبة والتي يتم التحري عنها في ساق الشعرة .
2- أستحصال بصمة الحامض النووي، حيث يتم الأستفادة من جذور الشعر فقط .
3- التفريق بين الجروح الرضية والجروح الحادة، وذلك من خلال فحص نهاية الشعر ففي حالة الجروح الحادة تكون نهاية الشعر مقطوعة قطعاً حاداً بينما في الجروح الرضية تكون نهاية الشعر مقطوعة قطعاً غير حاد ( مهروس ) .
4- التفريق بين الحروق النارية والحروق السلقية، حيث يكون الشعر مبلل وغير محترق في الحروق السلقية بينما في الحروق النارية يكون الشعر محترق وغير مبلل .
5- تقدير مسافات الأطلاق القريب في جروح الأسلحة النارية، فأذا كان الشعر الموجود حول مدخل المقذوف الناري محترقاً ( شعوطة ) دل ذلك على أن مسافة الأطلاق هي ضمن (15 سم) في الأسلحة محلزنة السبطانة وضمن ( قدم واحد ) في الأسلحة ملساء السبطانة.
6- تشخيص حالات التسمم المزمن بالمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ وغيره .
7- التفريق بين الشعر الساقط تلقائياً والشعر المنزوع بقوة من أجل أعطاء فكرة عن حصول الأعتداء الجنسي في بعض الحالات، ففي حالة الشعر الساقط تلقائياً يلاحظ وجود ضمور في جذور الشعر بينما يكون الساق سليماً أما في حالة الشعر المنزوع بقوة فيكون الجذر سليماً بينما يلاحظ وجود تمزق في الساق .