الطب العدلي المحاضرة : ( 34 )
( الكحول من الناحية الطبية العدلية )
الكحول الأثيلي النقي ( C2H5OH ) هو سائل شفاف عديم اللون ذو رائحة خاصة ومميزة ومذاق حار ولاذع سريع الأشتعال بلهب أزرق ويمتزج مع الماء بكل النسب، يدخل الكحول في تركيب الكثير من الوصفات الطبية كمادة مذيبة ومعقمة .
أن تعاطي الكحول بكثرة ولفترة طويلة يؤدي الى حصول حالة الأدمان، وتتراوح الجرعة القاتلة من الحكول النقي للشخص البالغ ما بين (400 - 700 ) سم3، ويوجد هنالك ثلاثة أنواع من المشروبات الكحولية تسمى الأولى بالمشروبات الخفيفة والتي يتراوح تركيز الكحول فيها مابين ( 2-6 % ) مثل البيرة، وتسمى الثانية بالمشروبات المتوسطة والتي يترواح تركيز الكحول فيها مابين ( 15-20 % ) مثل الشيري، وتسمى الثالثة بالمشروبات الروحية وهي أخطر أنواع المشروبات الكحولية حيث يتراوح تركيز الكحول فيها مابين ( 30-50 % ) مثل الويسكي والفودكا .
(*) أمتصاص وأنتشار وطرح الكحول .
يدخل الكحول الى الجسم عن طريق التناول الفموي ليصل الى القناة الهضمية حيث يتم أمتصاص قسم ضئيل منه الى الدم عن طريق الفم والبلعوم والمرئ بينما يتم أمتصاص القسم الأكبر منه في المعدة وألأثني عشري، ويعتمد معدل أمتصاص الكحول من قبل الجسم على ثلاثة عوامل أساسية وهي ( نوع المشروب الكحولي، سرعة شرب المادة الكحولية، وحالة المعدة ومافيها من مواد طعامية )، وبشكل عام عند تناول مشروبات كحولية روحية على معدة فارغة فأن وصول تركيز الكحول في الدم الى قمته (Peak) يستغرق مابين (12-20) دقيقة بينما عند تناول مشروبات كحولية متوسطة مع وجبة طعام خفيفة فأن وصول تركيز الكحول في الدم الى قمته يستغرق مابين (1,5- 2) ساعة، وبعد الأمتصاص ينتقل الكحول الى الكبد عبر الوريد البوابي الكبدي ((Portal vein حيث يتم أكسدة الكحول في الكبد فيتحول الى مركب أستلدهايد (Acetaldehyde) بمعونة أنزيم الديهايدروجينز (ADH) ومن ثم يتحول الأستلدهايد الى حامض الخليك (Acetic acid) بمعونة أنزيم دايفوسفوبردين (DPN) ثم يتحول بعدها حامض الخليك الى ثاني أوكسيد الكاربون والماء، وعند حصول التعادل بين كمية الكحول الممتصة من الأمعاء والأكسدة في الكبد نتيجة لتشبُع منظومة الأكسدة سوف ينتشر الكحول الى جميع أنحاء الجسم حيث يبدأ تأثيره بالظهورعلى جسم الأنسان بسبب تأثيره على الدماغ، ومن ثم يتم طرح حوالي (95%) من الكحول في الجسم عن طريق الكبد بعملية الأكسدة أيضاً بينما يتم طرح كمية ضئيلة من الكحول لاتتجاوز حوالي (5%) كما هو أي بدون أكسدة ( كحول فقط ) عن طريق هواء الزفير والغدد العرقية والغائط، وأن معدل أكسدة الكحول في الكبد يكون بمقدار ثابت مما يؤدي الى أنخفاض تركيز الكحول في الدم تدريجياً بمعدل مقداره ( 15ملغم / 100سم3 / ساعة ) .
(*) التأثير العام للكحول .
يؤثر الكحول على جميع أعضاء جسم الأنسان بسبب تأثيره الكبحي (Inhibition effect) على الدماغ أبتداءاً من المراكز الحسية وأنتهاءاً بمراكز التنفس والدوران، ويعتمد تأثير الكحول على الدماغ حسب مقدار تركيزه (نسبته) في الدم وكما يلي :
أ- 30 – 50 ملغم / 100 سم3 : شعور بالأنشراح ( تأثير بسيط ) .
ب- 60 – 90 ملغم / 100 سم3 : أزدياد الثقة بالنفس والأنطلاق بالكلام ويكون الشخص غير مستقر وغير أمن على قيادة السيارة ولذلك تعتبر معظم الدول أن الشخص يكون تحت تأثير الكحول أذا كان تركيزه في الدم بمقدار (80 ملغم / 100سم3) فما فوق .
ج- 100- 140 ملغم / 100 سم3 : يصاب الشخص بتشوش فكري ويفقد القدرة على الأتزان الدقيق في حركات اليدين مع قصور في حدة البصر .
ء- 150- 290 ملغم / 100 سم3 : يحصل ثقل في اللسان وأنخفاض الأستجابة للألم مع دوار شديد .
هـ - 300- 390 ملغم / 100 سم3 : يشعر الشخص بميل الى الأسلتقاء وبداية السبات مع أنخفاض الأستجابة لجميع المنبهات .
و- 400 ملغم / 100 سم3 فما فوق : فقدان الوعي ثم الموت بسبب تأثير الكحول المباشر على مركز التنفس في جذع الدماغ مما يؤدي الى حصول العجز التنفسي الحاد (Acute respiratory failure) .
(*) الوقائع الطبية العدلية للكحول .
1- وقائع السياقة وحوادث الطرق تحت تأثير الكحول .
2- وقائع الأعتداءات الأخلاقية وأدعاء المجني عليه بسلب أرادته تحت تأثير الكحول .
3- وقائع الجرائم التي تبدأ بتناول الكحول وتنتهي بالقتل .
4- السرقات تحت تأثير الكحول .
5- المشاجرات والتهديد تحت تأثير الكحول .
6- الموت بالتسمم الكحولي .
(*) الفحص السريري ( التقرير الطبي العدلي الأولي ) .
يتم ذلك من قبل الطبيب الفاحص وذلك بشم رائحة الكحول في هواء الزفير من فم الشخص المفحوص وألأستماع الى كلامه ومراقبة حركاته وتعابير وجهه وملاحظة مظهره العام وطريقة تصرفه، ويقوم بفحص الأتساق العضلي (السير على خط مستقيم)، وينتهي الفحص بأن يقوم الطبيب بأخذ حوالي (5 سم3) من الدم ويحفظ في قنينة زجاجية تحتوي على حوالي (50 ملغم ) من مادة فلوريد البوتاسيوم ( KF ) وذلك لمنع فقدان الكحول من جهة وكذلك منع تكون الكحول بفعل التفسخ من جهة أخرى، ولكي يفسر الطبيب النتائج الواردة وفيما أذا كان الشخص واقعاً تحت تأثير الكحول من عدمه عند قيامه بفعل معين، فيجب عليه معرفة وقت وقوع الفعل ووقت أخذ النموذج وذلك لأن أرسال الشخص الى الفحص قد يستغرق عدة ساعات يتم خلالها أكسدة كمية معينة في الكبد فتظهر النسبة واطئة مما يجعل تفسيرها خاطئاً ويجعل الشخص بعيداً عن طائلة القانون .
(*) المشاهدات التشريحية عند الموت بالتسمم الكحولي .
لا توجد هنالك مشاهدات تشريحية مميزة في جسم الأنسان عند حصول الموت بالتسمم الكحولي فقد تشم رائحة الكحول في المعدة ويمكن مشاهدة أحتقان في بطانة الأمعاء وقد يترافق ذلك مع وجود بقع نزفية على سطح القلب والرئتين وفي الدماغ ويمكن مشاهدة تغيرات دهنية في الكبد ( Fatty changes ) أحياناً، ولكن جميع هذه المشاهدات هي غير مميزة وغير مشخصِة لحالة الموت بالتسمم الكحولي وذلك لأنها ممكن أن تحدث في حالات أخرى كثيرة، ويعتمد تشخيص الموت بالتسمم الكحولي بالدرجة الأساس على وجود الكحول في الدم بتراكيز عالية بمقدار (400 ملغم/100 سم3) فما فوق وبنسبة أقل عند الأشخاص المصابين بمرض الكبد الشحمي، ويقوم الطبيب العدلي بأخذ حوالي (5 سم3) من الدم ويحفظ في قنينة زجاجية تحتوي على حوالي (50 ملغم ) من مادة فلوريد البوتاسيوم ويرسله الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن الكحول .
HYPER13PAGE HYPER15
1