قراءة
عرض

الطب العدلي المحاضرة : ( 36 )

( الغازات السامة)
هي مواد غازية ذات طبيعة سامة، تؤدي في حالة أستنشاقها الى التأثير بعدة طرق على عملية وصول الأوكسجين الى خلايا الجسم، وأن تأثيرها الفسيولوجي على جسم الأنسان هو مشابه تماماً الى فقدان الأوكسجين أي (الأختناق) ولذلك تسمى هذه المواد الغازية أيضاً بالغازات الحانقة، وأن أهم الغازات السامة هي ما يلي :
أولاً: غازات السيانيد (Cyanide ، CN) .
تعتبر غازات السيانيد من المواد الشديدة السُمية، وأن أهم غازات السيانيد المميتة هو هيدروجين السيانيد HCN)) وهو غاز سريع التبخر ينتج من أحتراق الألياف الصناعية، وكذلك من غازات السيانيد السامة الأخرى هما كلوريد السيانيد (CLCN) وبروميد السيانيد BrCN))، ويحدث التسمم بالسيانيد أيضاً عن طريق التناول الفموي لمركبات السيانيد الصلبة مثل مادتي الصوديوم سيانيد (NaCN) والبوتاسيوم سيانيد KCN)) وهي مواد تدخل في أستخراج المعادن وصناعة المبيدات والأسمدة حيث تتحلل هذه المركبات الصلبة في المعدة بوجود حامض الهيدروكلوريك (HCL) مكونتاً غاز هيدروجيد السيانيد، وتبلغ الجرعة القاتلة من مركبات السيانيد الصلبة عن طريق التناول الفموي ( 150 ملغم ) تقريباً .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام للسيانيد من أتحاده مع الحديد الثلاثي (+3 Fe) الموجود في منظومة أنزيمات السايتوكروم أوكسديز system) Cytochrom Oxidase) الموجودة في جدار خلايا الجسم المختلفة فيؤدي الى توقف أنتقال الألكترونات بين هذه المنظومة وجزيئة الأوكسجين ( O2 ) الموجودة في هيموكلوبين الدم مما يؤدي بالتالي الى عدم أنتقال الأوكسجين من الهيموكلوبين الى داخل خلايا الجسم ويبقى متحداً معه فيحصل أنعدام تام في أستهلاك الأوكسجين من قبل خلايا الجسم مما يسبب تنخر في جميع أنسجة الجسم وهو ما يسمى بلاأوكسية تسمم الأنسجة ( Histotoxic anoxia ) فتحصل الوفاة بسبب موت الدماغ .
(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بالسيانيد بظهور اللون الأحمر الزاهي (Cherry red) في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون أحمر زاهي وكذلك في الأحشاء الداخلية وذلك بسبب بقاء الأوكسجين متحداً بهيموكلوبين الدم وعدم أفتراقه عنه، مع وجود أحتقان شديد في جدار المعدة عند التناول الفموي لمركبات السيانيد الصلبة بسبب التأثير المخرش لتلك المركبات لأنها قلوية التفاعل (Alkaline) وقد نشاهد بقايا من هذه المركبات ذات لون أبيض غير ذائبة في المعدة، وأنبعاث رائحة مميزة من الأحشاء الداخلية تشبه رائحة اللوز المحروق، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والرئتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن غازات السيانيد وأرسال المعدة مع محتوياتها للتحري عن مركبات السيانيد الصلبة .

ثانياً : غاز الفحم (أول أوكسيد الكاربون، CO ، Carbon monoxide) .
هو غاز عديم اللون والرائحة ذو كثافة مشابهة لكثافة الهواء ينتج من الأحتراق غير التام للوقود، ويمثل أحد ملوثات الهواء، ومن المصادر الأخرى له هو دخان السكائر ووسائط النقل المخلتفة ومخلفات العمليات الصناعية، وأن درجة التشبُع ( النسبة ) من غاز الفحم في الدم المسموح بها للتعرض هي ( 8%) تقريباً وأذا كانت مترافقة مع التدخين فأنها قد تصل الى ( 15% ) تقريباً .

(*) ميكانيكية التسمم .

ينتج التأثير السام لغاز الفحم من أتحاده مع هيموكلوبين الدم مكوناً مركب الكاربوكسي هيموكلوبين ((Carboxy hemoglobin وهو مركب خطر جداً وذلك لأن أول أوكسيد الكاربون له ألفة ( قوة ) للأتحاد مع هيموكلوبين الدم أكثر من الأوكسجين بحوالي (240) مرة وبالتالي فأن أتحاده مع الهيموكلوبين سوف يمنع الأوكسجين من الأتحاد مع الهيموكلوبين فيحصل أنعدام تام في وصول الأوكسجين الى خلايا الجسم مما يسبب تنخر في جميع أنسجة الجسم فتحصل الوفاة بسبب موت الدماغ، ويعتمد تأثير غاز الفحم في جسم الأنسان على درجة تشبُع الدم من الغاز ( نسبته في الدم ) وكما يلي :
الأعراض
درجة التشبُع

1- صداع ودوار

20 - 30 %


2- غثيان وتقئ
30 - 40 %

3- زيادة في سرعة التنفس

40 - 50%

4- تشنج وأغماء

50 - 60%

5- ضعف في كفاءة القلب والرئتين

60 - 70%

6- أنخفاض في ضربات القلب

70 - 80 %

7- الموت في أقل من ساعة

80 - 90%

8- الموت في عدة دقائق

90% فما فوق


(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بغاز الفحم بظهور اللون الوردي في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون وردي وكذلك في الأحشاء الداخلية ويمكن مشاهدة ذلك حتى في درجات التشبع الواطئة أي أقل من (30%) وسبب ظهور هذا اللون هو تكون مركب الـكاربوكسي هيموكلوبين ذو اللون الوردي، وأن تشخيص الموت بالتسمم بغاز الفحم يعتمد بالدرجة الأساس على أن تكون درجة التشبٌع في الدم هي أكثر من (80%) وبدرجة أقل من ذلك عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض مثل ( فقر الدم، أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والشرايين) وعند المدخنين، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والرئتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن غاز الفحم .
ثالثاً : غاز البلاليع (كبريتيد الهيدروجين، H2S ، Hydrogen sulphide).
هو غاز ذو رائحة كريهة تشبه رائحة البيض الفاسد ينتج من تحلل المواد العضوية ومن تصفية النفط ولذلك فهو موجود في المياه الثقيلة وخزانات تصفية النفط ، وتكمن خطورة هذا الغاز في أن أستنشاقه بتراكيز عالية يؤدي الى حصول شلل في العصب الشَمي ( فقدان حاسة الشم ) وبذلك يحصل الموت خلال ثواني بدون أي تحسس بالرائحة الكريهة .
(*) ميكانيكية التسمم .
ينتج التأثير السام لغاز البلاليع من فعله الكبحي المباشر والسريع على مركز التنفس في جذع الدماغ مما يؤدي الى حصول الموت بسبب العجز التنفسي الحاد .
(*) المشاهدات التشريحية .
تتمثل المشاهدات التشريحية عند التسمم بغاز البلاليع بظهور اللون الأخضر المُزرق في الجلد أي أن تلونات الموت الأنحدارية تكون ذات لون أخضر مُزرق وكذلك في الأحشاء الداخلية وخاصة في الدماغ وهذا اللون ناتج عن أتحاد الغاز مع الحديد الموجود في هيموكلوبين الدم مكوناً مركب كبريتيد الحديد، وأنبعاث رائحة كريهة من الجسم تشبه رائحة التفسخ بالرغم من عدم حصول التفسخ، ويقوم الطبيب العدلي بأرسال نماذج من الدم والرئتين الى الفحص المختبري السُمي للتحري عن غاز البلاليع .

HYPER13PAGE HYPER15

1




رفعت المحاضرة من قبل: Abdulrhman_ Aiobaidy
المشاهدات: لقد قام 6 أعضاء و 158 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل