الطب العدلي/ تكملة اصابات الاسلحة النارية
المحاضرة 16/ الدكتور نبيل الخطيباهداف دراسة جروح الاسلحة النارية :-
1-تحديد اوتعيين فيم اذا كانت الاصابة ناتجة عن سلاح ناري.
2-تعيين مسافة و اتجاه الاطلاقة.
3-اعطاء فكرة عن طبيعة او كيفية الاصابة فيما اذا كانت انتحارية او عرضية او جنائية او مفتعلة.
4-تحديد نوع السلاح المستخدم في الجريمة بذاته اذا امكن ذلك.
5- تحديد فيما اذا كان قد اشترك اكثر من شخص واحد في الاطلاق.
1-تحديد او تعيين فيما اذا كانت الاصابة ناتجة عن سلاح ناري
يؤدي اصطدام المقذوف بالجلد و هو يدور بشكل لولبي او حلزوني (في الاسلحة المحلزنة) الى احداث سحجة دائرية تسمى (الطوق السحجي) وقد يحاط هذا الطوق بطوق آخر يسمى (الطوق الزيتي) او (الطوق المسحي) او (الطوق الوسخي) وهو ناتج عن الزيوت و الاوساخ التي تتعلق بالمقذوف اثناء مروره بالسبطانة . ونتيجة للطاقة الحركية التي يمتلكها المقذوف فانه يخترق الجلد مؤديا الى احداث فقدان للانسجة ، وهو اهم ما يميز الجروح النارية عن بقية انواع الجروح التي لا يحدث فيها فقدان للانسجة .
.
هذا الفقدان في الانسجة يؤدي الى اختراق الفتحة الاختراقية المسماة فتحة الدخول(Inlet) .ينفذ المقذوف من خلال الجلد ويصل الى الاحشاء محدثا تمزقا فيها ، وقد يصطدم بالعظام مؤديا الى احداث كسور فيها ، وقد تتناقص طاقة المقذوف الحركية الى الصفر بحيث يستقر في داخل الجسم او انه بعد احداثه اضرار داخلية في الاحشاء او كسور في العظام يخرج من الجسم محدثا فتحة او جرح ، تسمى هذه الفتحة فتحة الخروج، وتكون هذه الفتحة بشكل شق ويكون المخرج غير محاط بالطوق السحجي ، الا اذا كان الجسم مستندا على جسم آخر "كجدار صلب او حائط" .
ويمتاز الطوق السحجي حول فتحة الخروج ان وجد بكونه غير كامل، وتمتاز فتحة الدخول بصورة عامة بكونها اصغر من فتحة الخروج و اثر انتظاما منها . وتكون حافاتها مقلوبة الى الداخل بينما تكون فتحة الخروج ذات حافات مقلةبة الى الخارج.
تكون فتحة الدخول محاطة بالطوق السحجي دائما" عدا في الحالات التي يفقد فيها المقذوف حركته اللولبية كما يحدث عند سقوطه من الاعلى في الحالات العرضية(Accidental) التي تحدث في المناسبات ( كالاعراس مثلا ) .وقد تشاهد هالة او حلقة وردية اللون حول فتحة الدخول ، وهي ناتجة عن تفاعل(Hb) مع غاز الفحم الناتج عن البارود في المسافات القريبة جدا ، وقد تنقلب حافات فتحة الدخول الى الخارج في حالة الاصابة بطلق ناري في منطقة شحمية كالثدي(Breast) او المنطقة الآلية (Buttocks).
كما ان التفسخ يغير من معالم فتحة الدخول ، وقد تكون فتحة الدخول اكبر من فتحة الخروج في حالات الاطلاق القريب و في حالات الاطلاق الخردقي (الاطلاق من بندقية الصيد).
2- تعيين مسافة واتجاه الاطلاقة (مسافة الاطلاق):-
وما يناقش هنا يتعلق بالاسلحة المحلزنة فقط لوجود صفات خاصة بالنسبة للاسلحة الملساء تناقش لاحقا" .اذا تم الاطلاق على شكل تماس مع الجلد مع ممارسة الضغط اثناء الاطلاق تكون فتحة الدخول كبيرة اكبر من قطر فوهة السبطانة ، وتشاهد سحجة او كدمة حول الفتحة الاختراقية او فتحة الدخول ناتجة عن ضغط الفوهة على الجلد ، وتدخل جميع نواتج الاطلاق (الغازات و اللهب و مخلفات احتراق البارود )الى داخل الانسجة مكونة ما يسمى بالكهف او المنجم البارودي لدخولها الانسجة على شكل كتلة.
يمكن تحديد منطقة الدخول والتوصل بالفحص التشريحي وذلك باخذ قطعة جلدية وارسالها الى المختبر للتحري عن البارود ، وقد يؤدي تفاعل الهيموغلوبين مع غاز احادي اوكسيد الكاربون او غاز الفحم الناتج عن احتراق البارود الى تكون هالة او فتحة وردية اللون ناتجة عن كربوكسي الهيموغلوبين و هذه قد تشاهد في الفتحات التي تصل اليها غازات الاحتراق.
أما في الجمجمة و نتيجة لوجود السائل في داخل الجمجمة وبسبب ضغط الغازات تحدث كسور تسمى بالكسور الانفجارية وتكون الشظايا العظمية متجهة الى الخارج .
وقد يكون من ااصعوبة التمييز بين فتحة الخروج و الدخول .
أذا كانت المسافة بتماس دون ضغط او قريبة من التماس بمسافة حوالي 3 سم ففي هذه الحالة ونتيجة لفعل الغازات والذي يستمر حتى مسافة 3سم تقريبا تكون فتحة الدخول نتيجة لتمزق الجلد غير منتظمة او نجمية او صليبية الشكل ونتيجة لفعل اللهب يشاهد حرق في لبجلد او الملابس او الشعوطة في الشعر مع انتفاخ في نهايته ، و يستمر تاثير اللهب الى مسافة (10-15سم).
أما في المسافات التي تلي (3سم) ، يشاهد تاثير اللهب وهو الحرق والشعوطة حتى مسافة (10-15سم)وبعد هذه المسافة 15 سم تستمر ذرات الكاربون المحترقة بتكوين ما يسمى ب(الاسوداد الكربوني) و هو عبارة عن ذرات كربونية محترقة مكونة دائرة سوداء حول فتحة الدخول ، و يمكن غسله بالماء ،و يستمر الاسوداد الكربوني بالظهور حتى مسافة (40-45سم) و بعده يوجد مايسمى بالوشم البارودي وهو عبارة عن ذرات كربونية غير محترقة تنغرز حتى مسافة (60 سم) في البارود النقي و حتى مسافة (90سم) في البارود الدخني وتعتمد كثافة الوشم او تركيزه او سعة انتشاره على المسافة ، فتكون كثافة المخلفات البارودية كبيرة في المسافات القريبة .
(يبقى الاسوداد الكاربوني حول مدخل الطلق الناري الى مسافة اطلاق تتراوح بين 40 الى 45 سنتيمتر)
أما بعد مسافة 90سم فتختفي جميع نواتج الاطلاق و تشاهد الفتحة الاختراقية محاطة بالطوق السحجي .
فتحات الطلق الناري في العظام:-
يؤدي دخول المقذوف الى العظام المسطحة ( Flat Bones ) كالجمجمة الى حدوث ما يسمى بالشطف(Beveling) و هو فقدان في النسيج العظمي من الداخل فتكون الفتحة مشطوفة من الداخل بينما يؤدي خروج الطلق الناري الى أحداث شطف من الخارج ، اي فقدان في النسيج العظمي من الخارج ، اما في العظام (Long Bones) فتكون فتحة الدخول دائرية اذا كان اتجاه الاطلاق عموديا" وبيضوية اذا كان أتجاه الأطلاق مائلا" وتندفع الشظايا العظمية بأتجاه سير المقذوف.أتجاه الاطلاق :-
والمناقشة هنا عامة بالنسبة لجميع انواع الاسلحة الملساء و المحلزنة تكون فتحة الدخول دائرية الشكل اذا كان اتجاه الاطلاق عموديا على الجسم و بيضوية الشكل اذا كان اتجاه الاطلاق مائلا و تكون بشكل قارب او ما يسمى ب(الجرح الميزابي او القاربي ) اذا كان الاطلاق بزاوية حادة .س/ هناك حالات اطلاق قريبة لاتشاهد فيها مخلفات البارود حول الفتحة الأختراقية ..ما هي هذه الحالات ؟
ج/ و هي حالات يفصل فيها بين جهاز الاطلاق و الجسم حاجز كستارة مثلا او خوذة عند الجنود ..الخ ،فتتجمع مخلفات البارود عليعا و ينقذف المقذوف فقط من الجسم .
يحدد موقع الجاني و ذلك برسم خط وهمي بين فتحة الدخول و الخروج ، تكون الكثافة البارودية او كثافة مخلفات البارود عالية بالقرب من موقع الجاني و تقل كثافتها في الجهة الاخرى .
يكون اتجاه الاطلاق من الامام الى الخلف يسمى أمامي-خلفي أو أعلى-أسفل. فمثلا في الانتحار في المنطقة الصدغية اليمنى (Right Temporal region) يكون أتجاه الاطلاق الى الأعلى و الى اليسار بحيث تكون فتحة الخروج في المنطقة الجدارية اليسرى (Left Parietal region) و قد يستقر المقذوف داخل الجسم وفي حالة صعوبة العثور عليه نستعين بالفحص الشعاعي (X-Ray) كما أن العثور على ظروف فارغة متجمعة في مكان الحادث قد يشير الى مكان الجاني .
3-أعطاء فكرة عن طبيعة و كيفية الأصابة :-
و يعتمد ذلك على :-ظروف الحادث/ ففي الحالات الانتحارية قد يكون الشخص مصابا بمرض عقلي أو يعاني من أزمة نفسية أو مالية أو عاطفية . وتكون الغرفة التي فيها الشخص المنتحر مقفولة من الداخل و الاثاث مرتبة .أي عدم وجود علامات المقاومة على عكس الحالات الجنائية . و قد يترك الشخص المنتحر رسالة يوضح فيها أسباب أنتحاره . أما الحالات العرضية فعادة ما تشاهد في الاطفال نتيجة لعبهم بالسلاح او قد تحدث عند الكبار نتيجة تنظيفهم السلاح .
فحص الضحية / وكون ضحية الانتحار عادة من الذور و يقل استخدام السلاح الناري عند الاناث ، وقد يشاهد المنتحر وهو ممسك بالسلاح بقوة نتيجة لحصول التشنج الموتي ( الاصمئلال الحيوي ) و في بعض الحالات الجنائية قد يترك الجاني السلاح المستخدم بجانب الضحية و من غير المستبعد ان يضع سلاحا آخر غير المستخدم في الجريمة بجانب الضحية .
يصعب تمثيل التشنج الموتي بوضع السلاح بيد الضحية لان في حالة التشنج الموتي تكون الضحية ممسكة بالسلاح بقوة بحيث يصعب فصله .
ج- قد تشاهد مخلفات بارودية على يد المنتحر او الجاني في حالة استخدام المسدس ذو البكرة لعدم احكام سد الفوهة الخلفية للسبطانة فتعود قسم من مخلفات البارود بعد الاطلاق فتشاهد على يد الضحية او الجاني تسمى هذه الظاهرة ب(الوميض الخلفي او الارتدادي ) كما قد يشاهد رذاذ موتي .
د- نوع السلاح / حيث تستخدم الاسلحة قصيرة السبطانة كالمسدس عادة في الانتحار ولكن قد تحدث حالات انتحار بأسلحة طويلة السبطانة و محلزنة ، وهنا يجب الأخذ بعين الأعتبار طول ذراع الشخص و المسافة بين فوهة السبطانة و زناد المسدس لتحديد أمكانية وصول اليد الى الزناد .
ه- مكان الاصابة / ففي الحالات الانتحارية يكون مكان الأصابة أما في المنطقة الصدغية اليمنى (او اليسرى عند الأعسر ) أو منتصف الجبين أو في جوف الفم (Oral Cavity) أو في منطقة القلب أو أعلى البطن ، أما في الحالات الجنائية تكون الاصابة في أي مكان من الجسم .
و- اتجاه الأطلاق / يكون الاطلاق من اتجاهات مختلفة أمامي-خلفي ، خلفي-أمامي ،أعلى-أسفل في الحالات الجنائية ، أما في الحالات الانتحارية في المنطقة الصدغية اليمنى يكون الأتجاه الى الأعلى والى اليسار حيث تكون فتحة الخروج في المنطقة الجدارية اليسرى وفي الجروح الجنائية المفتعلة يكون الاتجاه من الأعلى الى الأسفل ، أما في الحالات العرضية والتي تحدث أثناء تنظيف السلاح أو نتيجة لعب الأطفال بالسلاح فتكون من الأسفل الى أعلى .