الطب العدلي
د. نبيل الخطيب /المحاضرة 18وفيات المتفجرات
الخلاصة:ازدادت أهمية إصابات ووفيات المتفجرات في كل العالم وخاصة في بعض المناطق وعلى كل طبيب وخاصة الطبيب العدلي ان يكون لديه معرفة جيدة بهذا الموضوع ابتداء من نظرة عامة عن المتفجرات ومكوناتها وكيفية عملها وفحص الإصابات وخاصة تلك الناتجة عن الشظايا المتطايرة وإضافة إلى ما ذكر تشمل واجبات الطبيب العدلي التعرف على الضحايا وبقاياهم كما يجب ان نشير إلى أهمية زيارة محل الحادث.
وتشمل العناوين الرئيسية لهذا الموضوع ما يأتي:
المقدمة.
فحص إصابات المتفجرات.
إصابات الشظايا المتطايرة.
إصابات العصف.
تشريح وفيات المتفجرات.
زيارة محل الانفجار.
بعض خصائص وفيات المتفجرات الطرق.
أولاً: المقدمة
الانفجار هو ظاهرة ناتجة عن تحرير مفاجئ لطاقة هائلة ويتضح ذلك بالموجة العصفية وتطاير الأجسام المختلفة مع توليد حرارة. والمنفجر هو أي مادة جسم يحدث فرقعة عند الطرق او الصدم او الاشتعال ويؤدي الى ما ذكر اعلاه اضافة الى تشظي الوعاء الحاوي للمتفجر , ومن الممكن استخدام الانفجارات للاغراض المدنية كما في فتح المناجم وشق الانفاق مثلا لكونها طريقة سريعة ورخيصة ويستخدم اسم (الديناميت) للتعبير عن المتفجرات المتكونة من النايتر وكليسيرول , نترات الامونيوم , ومركبات اخرى
وقد تحصل الكوارث بسبب حوادث الانفجارات سواء في الاستخدامات المدنية او العسكرية او في حالة الاعمال التخريبية او عرضيا في مستودعات او مصانع بعض الموارد الكيميائية وفي حالات الانفجارات بسبب الاعمال العسكرية تتحرر عادة طاقة هائلة تؤثر على مساحة واسعة مع تناقص التأثير كلما ابتعدنا عن مركز الانفجار.
اما في حالة الانفجارات التخريبية فعادة يكون تأثيرها اقل وقد لا يتأذى بالطاقة الأولية للانفجار الا المتواجدون قرب مركزه وأحيانا يكون واضع القنبلة او العبوة هو أول من يتأذى بها وعندما يحدث انفجار تمرر أحجام هائلة من الغازات التي تتوسع بالتفاعل الكيمياوي والحرارة العالية مما يؤدي الى موجه ضغطية تتجه الى الخارج وتفوق سرعتها الابتدائية سرعة الصوت بعدة مرات ولكنها سرعان ما تتباطأ.
ويتكون غطاء الوعاء الحاوي للمنفجر من مواد مختلفة فهو معدني في حالة القنابل وورقي سميك في حالة الديناميت وعبارة عن قطعة من القماش في المتفجرات المصنوعة محلياً لأغراض اللهو مثلاً وتسمى (البوتاس) التي تحوي بعض الحصى الصغير وملح البارود والزرنيخ تحفظ داخل قطعة قماشية وتربط بخيط متين نوعاً ما وبأحكام.
ثانياً : فحص إصابات المتفجرات
يقوم الجراح بفحص الاحياء والطبيب العدلي بفحص الاموات واهداف الفحص الطبي العدلي بهذه الحالات هي:
للتأكد من ان الاضرار المشاهدة ناتجة عن الانفجار.
التعرف على الضحايا خاصة في الحالات المترافقة بأضرار شديد.
اعادة بناء مراحل الحادث.
ويبدأ الفحص زيارة محل الحادث من قبل فرق خاصة وواجب الطب العدلي عندنا يبدأ بعد ذلك أي في حالة أحالة الجثث الى الطبابة العدلية حيث يتحرى عن الإصابات الناتجة عن الانفجار مثل...
التمزقات المختلفة خاصة للقريبين من مركز الانفجار الذين قد يكون تمزقهم تاماً الى أشلاء صغيرة متناثرة.
الإصابات الناتجة عن الشظايا المتطايرة.
إصابات العصف وفي حالات الانفجارات الكبرى كما في القنابل الذرية سيحصل ما يسمى رياح ما بعد العصف ولها أيضا قوتها التدميرية.
حروق مختلفة منها ما يكون لحظة الانفجار ومنها ما يحصل بعدئذ أي بعد احتراق المكان والأثاث والملابس.
إصابات مختلفة مثل الإصابات الرضية كذلك الناتجة عن تهدم الجدران وإصابات ناتجة عن استنشاق الدخان والأبخرة وقد تحصل حالات تسمم بغاز الفحم خاصة في الاماكن المحصورة .
ثالثاً: الإصابات الناتجة عن الشظايا المتطايرة
تظهر على شكل ثقوب غير منتظمة ومختلفة الأشكال وفقاً الى أشكال الشظايا وأحجامها وأوزانها تخترق الجلد وتستقر عميقاً في الأنسجة وقد تبتر الأطراف خاصة عند القريبين من مركز الانفجار.ويقل تأثير الشظايا عند الأشخاص الأبعد عن محل الانفجار وتستطيع الشظايا الفولاذية ان تطير لمسافة تفوق حجمها بأكثر من ثمانية الاف مرة وعادة لا تكون هنالك مخارج في الجسم لهذه الشظايا وبعض الشظايا تكون ثانوية أي بسبب تكسر وتشظي الأجسام القريبة من المادة المنفجرة مثل الشبابيك الزجاجية.
على الطبيب العدلي جمع ما يجده من هذه الشظايا وإرسالها مختبرات الى الأدلة الجنائية التابعة للشرطة لتعيين نوع المادة المنفجرة.
رابعاً: التأثير العصفي
يسبب تحطم او تجزؤ جسم الضحية بالضغط العالي والغازات الحارة ويكفي ضغط لا يقل عن 700 كيلو باسكال في تحطم انسجة الجسم البشري.وتتأثر الاحشاء ايضاً خاصة عند تباين الوسط ( هواء - سائل) كما في المسالك التنفسية للرئة والقناة الهضمية حيث تشاهد تمزقات ونزوف في هذه الأحشاء بسبب الأضرار العصيفية وهناك نزوف متفرقة تحت غشاء الجنب قريبة من الأضلاع مع نزوف داخل الرئة وفقاعات على طوق الرئة والمسالك التنفسية تحوي رغوة ملوثة بالدم...
ومجهريا نشاهد تهرؤ وتمزق جدران الحويصلات الرئوية مع اجزاء من الاغشية المبطنة لها حرة في تجاويفها وقد تشاهد مناطق نازفة واسعة مع بقاء او تشوه المظهر المجهري للرئة. وقد يحدث النزف الرئوي بسبب ضربة مباشرة على الصدر من الاجسام المتطايرة في محل الانفجار او من استنشاق الدم من اصابات الانف والبلعوم او استنشاق محتويات المعدة.
تتأثر الاذن من الفعل العصفي حيث يؤدي تخلخل الضغط الى تمزيق غشاء الطبلة وهذا صعب التشخيص تشريحياً ولكنه يشخص عند المصابين الأحياء بعدة وسائل.
خامساً: تشريح وقعات الانفجارات
لقد ذكرنا اهم العلامات فيما سبق شرحه من نقاط. وهناك أمور يجب ان يضعها الطبيب الفاحص للجثة في حسبانه مثل اخذ صورة على مواقع الشظايا والاجسام الغريبة الاخرى مثل النواقص الحلزونية التي تساعد على تعيين نوع المتفجر.
ومن الواجب التعرف على الضحايا وتحديد الجنس وعدد الضحايا ومحاولة ترتيب اشلاء كل ضحية بالاستعانة بصفاتها التشريحية المتبقية مع فحص الأشلاء والأحشاء الموجودة وقد يكون التعرف على الضحايا صعباً اذا كان عددهم كبيراً او كانت جثثهم مقطعة الى أجزاء صغيرة وعديدة. وعادة يصاب الشخص الذي فجر القنبلة او العبوة بأضرار كبيرة قد تصل الى حد التلف الكامل او شبه الكامل لجثته وفي كثير من الأحيان يستطيع الطبيب الفاحص إعطاء فكرة عن موقع القنبلة او المتفجر من الضحية من الأضرار الموجودة في يديه او إحداهما وهل الأضرار متركزة في احد جانبي الجسم او قرب قدميه.
سادساً: زيارة موقع الانفجار
العثور على أدلة قد تجيب عن أسئلة كثيرة ومهمة مثل نوع المتفجر والهدف او الغاية من ذلك الانفجار وهل هو عارضي او مقصود ومن هم الضحايا . وهناك فرق خاصة لزيارة محل الحادث تشمل الشرطة والاطفائيين والكوادر الطبية المختلفة الاسعافية ورجال الاعلام والمتطوعين للانقاذ وعلى الجهات المسؤولة عدم السماح لأي كان بالاقتراب لكي لا يؤثر على الادلة المهمة ولحمايتهم من انفجارات اخرى لاحقة قد تحصل.
ويقوم خبراء المتفجرات بزيارة محل الحادث والتقاط الصور وجمع الادلة وحالياً في العراق اغلب الضحايا الموتى ترسل جثثهم الى ثلاجات المستشفيات القريبة ولا تشرح الا القليل من الحالات.
وبفضل توفر الفحوص الحديثة (بصمة الحمض النووي) امكن التعرف على الكثير من الضحايا.
سابعاً: بعض خصائص وفيات المتفجرات في العراق
سابقاً كانت تحدث هذه الحالات بشكل انفرادي ونادر لكن مؤخراً زادت هذه الحالات ويمكن تصنيف المدة التي ازدادت فيها هذه الحوادث الى مرتين.المدة الاولى من 1999-2003 (قبل الحرب الاخيرة): حيث نعرض العراق الى هجمات صاروخية ادت الى اصابة ومقتل الكثيرين , من التأثيرات السابق ذكرها للانفجارات خاصة التأثير العصفي في مثل هذه الحالات.
ومن الحالات المسجلة أمرأة متوسطة العمر وجدت ميتة في الشارع بعد قصف صاروخي دون اضرار خارجية ما عدا اضرار طفيفة في رأسها. لكن التشريح أثبت وجود اضرار قلبية ورئوية شديدة بسبب الفعل العصفي لسقوط الصاروخ على بعد حوالي 500 م من المكان الذي كانت موجودة فيه.
المدة الثانية من 2003 لحد الآن : حيث أستعملت وسائل متعددة للانفجارات ومنها ما يعرف بالعبوات اللاصقة على السيارات التي تصيب عادة من هم بقربها. وكان عدد الوفيات كثيراً في السنوات 2005-2006 مما القى جهداً كبيراً على العاملين في الطبابات العدلية لكنه انخفض بعدئذ بعد التحسن في الوضع الامني.
HYPER13PAGE HYPER15
10