قراءة
عرض

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

6

أهداف المحاضرة

في نهاية المحاضرة على الطالب أن يكون قادرا على
• تعريف الاسقاط وانواعه
• تحديد الاسس الاخلاقية للإسقاط العلاجي
• شرح إعلان أوسلو
• تحديد انعكاس اعلان اوسلو على التشريعات والقوانين في المجتمعات المختلفة
• تحديد دور الطبيب في اجراء الاجهاض
• تعريف العقام
• تحديد وجهة النظر الاخلاقية والدينية من العقام
• تعريف التلقيح الاصطناعي وأنواعه
• شرح وجهة النظر الاخلاقية والدينية للتلقيح الاصطناعي

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض


الإجهاض والعقم والإخصاب هي أكثر المواضيع المثيرة للجدل بين الأوساط الطبية والاجتماعية والقانونية, وذلك لان هذه الممارسات لا تتعلق بالشخص أو المريض لكن تتعلق بوظيفة أساسية أودعها الله في الكائنات الحية بضمنها الإنسان إلا وهي التناسل.


الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

إن ممارسة تحديد النسل بصورة أو بأخرى لابد أن تخضع لمحددات وقوانين في إطار أخلاقي يستمد أسسه ومبادئه من النظام الأخلاقي السائد في المجتمعات البشرية المختلفة أو ما يسمى في علم الأخلاق بقانون الأرض.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض


لا يمكن مناقشة الاحكام الأخلاقية على تلك الممارسات أو التعليمات الصادرة بحقها في مجتمع ما بمعزل عن النظام القيمي لذلك المجتمع وتأثير التيار الديني في بناء ذلك النظام.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

إن الأطباء أنفسهم يحتكمون إلى علماء الاجتماع والأخلاق ودعاة الإصلاح الاجتماعي أو على الأقل يشاورونهم ويشركونهم عند إصدار تعليمات أو أحكام بخصوص هذا الموضوع أكثر من مشاورتهم أو احتكامهم في أي قضايا طبية أخرى.
إن أي انحراف عن ممارسة المهنة يعرض أولئك الأطباء لعقوبات انضباطية قد تكون أقسى من تلك التي يتعرضون لها في وقائع انحراف أخرى.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

الإجهاض (الإسقاط)
إنهاء او انتهاء الحمل قبل إكمال الجنين الأسبوع الثامن والعشرين من فترة الحمل, وقد يكون :
تلقائيا لأسباب مرضية
مفتعلا (مقصودا) الإسقاط المقصود قد يكون لأسباب علاجية آو يكون جرميا

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

الإسقاط الجرمي
لا يوجد مبادئ أخلاقية للإسقاط الجرمي وهذا متفق عليه من قبل الجميع أي أنه أي الإسقاط الجرمي جريمة يعاقب عليها القانون مرتكبها سواء كان طبيبا أو غيره ويحاسب عليها شرعا. ولا أخلاقية الإسقاط تتأتى من كونها تؤدي إلى قتل نفس وهو الجنين.. وذلك يتعارض مع المبدأين الأخلاقيين الأول (فعل الخير) والثانيً (عدم الأضرار).


الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض
الإسقاط العلاجي
وهو عملية إنهاء الحمل حفاظا على صحة الأم الجسدية أو النفسية أو كليهما , وفي بعض الأحيان يجرى الإسقاط في حالة ثبوت إصابة الجنين بتشوهات خلقية جسيمة.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

ان المنطلق الأخلاقي للإسقاط العلاجي تم إيضاحه في إعلان أوسلو حول الإسقاط العلاجي والصادر من الجمعية الطبية العالمية في 1970 , حيث اقر:
بضرورة التزام الطبيب باحترام الحياة البشرية ابتداء من الاخصاب
وان القرار باستمرار الحمل او عدمه في حال تعارضه مع صحة الأم يعتمد على المواقف الاجتماعية والشخصية من الطفل غير المولود ويجب احترامها في كل الاحوال
وانه ليس من واجب الطبيب إن يحدد تلك المواقف او الاتجاهات ويبقى واجبه الرئيسي في حماية المرضى وتأمين حقوقهم في المجتمع.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

ففي حالة سماح التشريعات او القوانين في مجتمع ما بإجراء الإسقاط فانه يجب أن يجرى حسب التعليمات التالية:
• يسمح بإجراء الإجهاض فقط لأغراض علاجية.
• يجب أن يوقع قرار إنهاء الحمل تحريريا من قبل اثنين من الأطباء على الأقل مشهودا لهما بكفاءتهما المهنية.
• يجب أن تجري عملية الإجهاض من قبل طبيب مشهود له بالكفاءة وفي داخل مؤسسة صحية معترف بها .
في حالة كون معتقدات الطبيب (مبادئه وقناعته الشخصية) لا تسمح بالتوصية أو بأجراء الإجهاض فان من حقه أن ينسحب عن تقديم الرعاية الطبية بعد أن يضمن استمرار تقديمها من قبل طبيب آخر.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

بالرغم من ذلك لا تزال هناك إشكالات عند التطبيق...........
فما هي بداية الحمل؟
هل هي الفترة التي تلي الإخصاب مباشرة أو بعد فترة لاحقة؟
ما هي الحالات التي تستدعي أن تنضوي تحت مظلة الدواعي العلاجية للإجهاض؟
هل يمكن أن تدرج مبررات حفظ صحة الأم النفسية تحت مظلة الإسقاط العلاجي باعتبار المفهوم الشامل للصحة وهو تكامل الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للفرد وليس فقط غياب عاهة او مرض.


الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض
تشير الإحصائيات التي أوردها مؤتمر السكان والتنمية في أيلول 1994 في القاهرة إلى ما يلي
تجرى ما يقارب 50 مليون عملية إجهاض سنويا بالرغم من الحظر التام للإجهاض في 17 دولة.
فيما تسمح 173 دولة بالإجهاض في الحالات الاستثنائية التي يكون فيها حياة الأم مهددة.
وتسمح 63% من الدول بأجراء الإجهاض لأسباب تتعلق بالصحة الجسدية فقط.
في حين تسمح به 95 دولة (50%) لأسباب تتعلق بالصحة العقلية.
ولا توافق 81 دولة على اخذ الاغتصاب بعين الاعتبار كمبرر للإجهاض.
و تأخذ 55 دولة تشوه الجنين من ضمن الأسباب لإجرائه .
وتسمح 41 دولة بإجرائه لأسباب تتعلق بالفقر والعوز الاجتماعيين.
وتوافق كثير من الدول الإسلامية على إجراء الإجهاض في حال كون الأم مهددة بالخطر.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

الموقف الديني من الإسقاط العلاجي
الفاتيكان يعارض تبني مفهوم حق الإجهاض من دون قيود وان كل حياة تمتلك الحق منذ تكوينها باحتضانها وحفظها
أما موقف الدين الإسلامي فيتمثل بان الإجهاض بكافة أنواعه وأسبابه محرم ما لم يكن السبب متعلق بصحة الأم وواقع الان وليس متوقعا لان ذلك حكم على مستقبل بيد الله وحده, ولما كانت الروح الإنسانية تدب في الجنين بعد 120 يوما فان الإجهاض لابد وان يكون قبل 120 يوما من الحمل.
ليس هناك أي مبرر من الناحية الأخلاقية يشير إلى إجرائه بسبب إصابة الطفل بالتشوهات الخلقية لأنه مادام لا يجوز سلب حياة المريض بعد الولادة لأي سبب من الأسباب فانه من الصعب تبرير سلب حياته لمجرد كونه داخل الرحم.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

فيما يخص دور الطبيب
إن الحكم في أخلاقية الإجهاض أو عدمه تقع ضمن مسؤولية النظام الشرعي والقانوني السائد وليس ضمن حكم الأطباء وان الطبيب حتى في حال وجود قناعة او مبرر لإجراء الإجهاض غير ملزم بإجرائه في حال تعارضه مع مبادئه والتزاماته الشخصية ومن حقه إن يبين ذلك لذوي العلاقة.


الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض
العقام (contraception)
يطلق مصطلح العقام على الوسائل والطرق المختلفة والتي تؤدي الى تعطيل وظيفة التناسل بشكل وقتي أو دائمي وتشمل
عقد الأنابيب(Tubal ligation)
رفع المبيض(Oopherectomy)
الهرمونات(Hormonal)
اللوالب داخل الرحم(IUDs) ......وغيرها

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

اختلفت الاديان السماوية في مواقفها تجاه منع الحمل والعقام
ألطبيب يحتفظ بحقه في عدم ممارسة أي من هذه الطرق مع مرضاه اذا كانت لا تتفق مع قناعته الشخصية ومبادئه ويمكن أن يشرح للمريض أو المريضة وجهة نظره من دون تحرج أو يحيلهم الى طبيب اخر ان لزم الامر.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

الإخصاب
تعتبر مشكلة العقم أو عدم القدرة على إنجاب الأطفال التي تتعلق بالزوج أو الزوجة أو كليهما من المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية التي تعكر الحياة العائلية والزوجية وقد تؤدي الى انهيارها.
ساهم التقدم الطبي والتقني الى حد كبير في حل هذه المشكلة من خلال تطبيق الطرق العلاجية اللازمة, مثلا:
استعمال الهرمون او العقاقير الطبية التي تحفز المبيض على إفراز البويضات.
معالجة أخماج الأعضاء التناسلية ............ الخ.
لا غبار على أخلاقية هذه الطرق إذا ما اخذ بنظر الاعتبار في تطبيقها المبادئ الأخلاقية العامة في ممارسة مهنة الطب.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

التلقيح الاصطناعي
من الصعب مناقشة البعد الأخلاقي للتلقيح الاصطناعي من زاوية نظر طبية محضة بل يجب ان ينظر اليها في ضوء النظام الاخلاقي السائد للمجتمع وبنائه القيمي.
عملية تلقيح البويضة البشرية بالحيامن البشرية تكون عن طريق زرق المادة المنوية في:
عنق الرحم
خارجيا


الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض
تجري هذه التقنية باستعمال:
الحيامن والبويضات من الزوج والزوجة ثم تعاد البويضة المخصبة الى رحم الزوجة.
حيامن او بويضات غريبة (ليست من الزوج او الزوجة ) ثم تزرع البيضة المخصبة في رحم الزوجة.
حيمن وبويضة الزوجين ثم تزرع البيضة المخصبة في رحم ام خارجية (الام الحاضنة).

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

لقد كان هناك جدل أخلاقي كبير حول التلقيح الاصطناعي (ما بين مؤيد ومعارض لها), حيث ظهرت لجان مختلفة منها لجنة وارنوك في عام 1985 بالإضافة الى لجان أخرى منبثقة من وزارات الصحة او مجالس برلمانية في دول مختلفة لدراسة موضوع التلقيح الاصطناعي وعلم الأجنة .

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

ان الجدل الأخلاقي كان حول قدسية حياة الجنين البشري ابتداء من الإخصاب (داخل او خارج الرحم) وحتى ولادته, وهذه القدسية تستمد مبرراتها من منطلقات اجتماعية وقانونية أكثر منها علمية.
حيث أن علم الأجنة لم يبت في مسالة متى تبدأ الحياة بعد الإخصاب, اذ أن التميز الوراثي الناتج عن ازدواج العوامل الجنينية الذكرية والأنثوية لا يعني بالضرورة ابتداء الحياة , و لا يمكن افتراض قدسية ناتج الحمل وبالرغم من حدوث الإخصاب بشكل طبيعي

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

أن الجزء المشيمي من البويضة المخصبة يحوي على نفس التركيب الوراثي للجزء الجنيني وقد يحدث أحيانا :
نمو الجزء المشيمي فقط مع ظهور كافة أعراض الحمل مؤديا الى ما يسمى الإجهاض الفائت.
او تنمو الخلايا المشيمية بشكل متسارع على حساب الخلايا الجنينية في حال انشطار المادة الذكرية الوراثية بشكل أسرع من المادة الوراثية الأنثوية مؤدية الى ما يسمى بالحمل العنقودي.

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

الموقف الديني من الإخصاب الاصطناعي
وجهة النظر الدينية تتمثل في معارضة الفاتيكان للتلقيح الصناعي وتحريمه لكافة الوسائل الصناعية, فالجنس البشري من حقه ان يولد وفقا للعمليات البايولوجية الطبيعية. فقد يؤدي التلقيح الصناعي الى مشاكل نفسية وقضائية واجتماعية قد ترافقه مدى الحياة .


الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض
الفقه الإسلامي
حلل نوع واحد من التلقيح الصناعي مع وجود تحفظات محددة ويتمثل بان يكون الإخصاب بين حيمن الزوج والبويضة للزوجة المحللة له شرعا وان تعاد البويضة المخصبة الى رحم الزوجة نفسها وان يكون الطبيب الذي يقوم بالتلقيح مسلما ومؤتمنا وثقة.
الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض

اما التجارب الخاصة بالتلقيح الاصطناعي فقد أفتى احد العلماء المسلمين بأنها تتم بأسباب سخرها الله للإنسان من اخذ الحيامن والبويضات وإجراء التلقيح في البيئة التي حددتها حكمة الله وان هذه التجارب هي من علم الله الذي وسع علمه كل شي مصداقا لقوله تعالى
الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض




الأسس الأخلاقية في ممارسة العقم والإجهاض


{اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَار } الرعد 8

الخلاصة

تتلخص مبادئ الاخلاق الطبية عند ممارسة الطبيب الاجهاض والعقام بالمبادئ الاربعة وهي حماية المريض واستقلاليته ومبدأ العدل وفعل الخير ما أمكن وبما لا يتنافى مع الاديان السماوية والمواثيق الدولية



رفعت المحاضرة من قبل: Abdalmalik Abdullateef
المشاهدات: لقد قام 12 عضواً و 235 زائراً بقراءة هذه المحاضرة








تسجيل دخول

أو
عبر الحساب الاعتيادي
الرجاء كتابة البريد الالكتروني بشكل صحيح
الرجاء كتابة كلمة المرور
لست عضواً في موقع محاضراتي؟
اضغط هنا للتسجيل